أنطوان مسعد فنان لبناني، يمتلك صوتاً رائعاً، بدأ مسيرته الفنية عبر السوشيال ميديا، وعٌرف بالمحتوى الفني المميز الذي ينشره، إذ كان يقدم ردوداً بطريقة مميزة على أغاني الفنانين والفنانات، وسرعان ما حقق شهرة واسعة ووصل إلى هدفه، وأطلق عدة أغاني خاصة به من كلماته وألحانه.
استوحى أنطوان أغلب أغانيه من تجربة عاطفية صعبة عاشها، وهذا ما ميزه عن غيره.
وفي هذه المقابلة مع موقع الفن، تحدث أنطوان مسعد عن تجربته العاطفية، وكشف تفاصيل عن مرحلة الإكتئاب التي مر بها.
أطلقت مؤخراً أغنية "احتليني" وحققت نجاحاً كبيراً، ما الذي يميز هذه الأغنية؟
الأغنية مختلفة من ناحية اللحن والكلام، فالكلمات تتضمن الكثير من الصور والتعابير المجازية، والأغنية أعجبت الجمهور بسبب كلماتها العميقة ومعانيها. موضوع الأغنية جديد، إذ إن الشاب يقول لحبيبته: "عيونك جواز أرضي أنا"، أي أنه يفتح لها قلبه لتسكن فيه وتحتله، وهذا ما لامس الكثير من المستمعين، الذين رأوا أن الأغنية تعبر عنهم، خصوصاً في ظل الوضع الذي يعيشه العالم من حروب وهجرة.
أحييت منذ فترة أول حفل غنائي لك، كيف تقيّمه؟ وما كانت اللحظة الأكثر تأثيراً بالحفل؟
كان الحفل رائعاً من ناحية اللحظات الجميلة التي عشتها مع الجمهور، فكانوا يرددون معي الأغاني بطريقة خيالية، إلا أن تنظيم الحفل لم يكن جيداً، لكنه أكسبني خبرة للمرة المقبلة.
أكثر لحظة مؤثرة في الحفل، كانت عندما غنيت أغنية "ما بحن"، ورأيت تفاعل الجمهور معها بطريقة رائعة، إذ كانوا يهتفون بكلمات الأغنية، وهذا ما يدل على تأثير هذه الأغنية بالناس ونجاحها.
نشرت عبر السوشيال ميديا مقطع فيديو من الحفل لفتاة تحتضنك، وعلقت عليه: "عمرو دياب يضرب كف وأنا"، وتعرضت بعده للانتقادات، ما ردك؟
كان هذا التعليق للمزاح فقط، وعمرو دياب هو أيقونة بالنسبة لي، والفيديو لاقى تفاعلاً كبيراً من المتابعين من خلال تعليقاتهم الضاحكة، لذلك لم يكن الهدف الإساءة لـ عمرو دياب.
أما بالنسبة للتعليقات السلبية على الفيديو، فهي لا تعني لي شيئاً ولا أرد عليها، والفيديو لم يكن بهدف الترند، بل من أجل توثيق هذه اللحظة الجميلة، التي تدل على محبة الناس.
لو احتضنك شاب، هل ستكون ردة فعلك نفسها؟
بالتأكيد لو كان شاباً كنت سأحتضنه بالطريقة نفسها، ولا فرق بين شاب أو فتاة، فالفكرة هي بمحبة الجمهور، كما أن تفاعل الجمهور معي بعد انتهاء الغناء كان بالطريقة نفسها، أي بالاحتضان والتصوير، وكان هناك الكثير من الشباب، ولا يزعجني ذلك، إذ إن محبة الجمهور كانت حلماً بالنسبة لي وحققته.
كانت انطلاقتك الفعلية على مواقع التواصل الإجتماعي في فترة إنتشار فيروس كورونا، كيف ساعدك ذلك على إيصال موهبتك؟ وما رأيك بتسميات "مشاهير التيك توك" و "مشاهير الكورونا"؟
السوشيال ميديا ساعدتني كثيراً، فكانت خطتي الأساسية هي استخدام هذه المواقع للوصول إلى أرقام كبيرة، ولأبرز موهبتي، ثم أطلق أغنيات خاصة بي. الحمد لله استطعت الوصول إلى هدفي من خلال الأفكار الفنية، والمحتوى الغنائي الذي ابتكرته، والذي أعجب المتابعين، ولذلك أعتبر أنني استطعت أن أستغل هذه الفرصة لإكتساب محبة المتابعين ورواد مواقع التواصل الإجتماعي. لو لم تكن هذه المواقع موجودة، لكنت لجأت إلى برامج المواهب لإيصال موهبتي.
في البداية كان البعض يطلق عليّ تسميات، منها "اللي بيغنّي على التيك توك"، أما الآن بعد أن نجحت بأغنياتي الخاصة، أصبح الجمهور يعرفني بإسمي، لذلك ليس من السهل الخروج من هذه التسميات ورسم هوية خاصة، وبالرغم من ذلك، لن أبتعد عن هذه المواقع، ومعظم الفنانين أصبحوا يستخدمونها للترويج لفنهم.
اشتهرت بمقاطع فيديو تقدم فيها ردوداً على أغاني الفنانين والفنانات، ثم أطلقت أغنيتين "حياتي بدونك" و"نعمة النسيان"، كيف كانت هذه النقلة؟ وهل شعرت بالخوف من عدم النجاح بأغانيك الخاصة؟
لم أشعر بالخوف أبداً، لأني كنت أعرف أنني في بدايتي الفنية، ولن أحقق الملايين منذ أول أغنية لي، وبنفس الوقت، لم أشعر بالخوف لأنها كانت تجربة جديدة، وعلى الشخص أن يجرب، لكي يعرف إن كان سينجح أو لا.
بعد أن أصبح لديك رصيد من الأغاني الخاصة، هل ستبقى على المحتوى القديم وتغني أغاني لفنانين وفنانات آخرين؟
حالياً أنشر عبر صفحاتي الأغاني الخاصة بي، إلا أنني أقدم أيضاً محتوى فيه أغاني فنانين آخرين وردود على أغاني، لأن هذه هويتي التي بدأت بها، والجمهور يرغب بمشاهدتها، لذلك إذا وجدت أي أغنية يمكن الرد عليها بأغنية أخرى فسأغنيها.
جميع أغانيك من كلماتك وألحانك وتحقق نجاحاً كبيراً، ما سبب هذا النجاح؟
السبب هو المتابعين والأشخاص الذين يحبونني، وينتظرون كل أعمالي، فقد استطعت أن أجمع عدداً من المحبين، حتى لو كان لا يتخطى المئة ألف، إلا أنهم جميعهم يساهمون في نجاحي، وهذا هو السبب في وصول كل أغنية لعدد مشاهدات يتخطى المليون.
معظم أغانيك رومانسية ذات طابع حزين، هل هذا نتيجة علاقة عاطفية عشتها؟
أفكار الأغاني ناتجة عن علاقة عاطفية عشتها، وكانت صعبة، وفيها الكثير من المطبات، وبالرغم من أن الكلمات حزينة، إلا أنني أسعى أحياناً ليكون في الألحان جانب من الفرح. وبالنسبة للعلاقة العاطفية، لا زلت عالقاً بها، لذلك أتمنى أن تصل إلى خاتمة جميلة، ونصدر بعدها أغنية تعبر عن الفرح.
كشفت أنك عانيت من اكتئاب حاد وكنت قريباً من الانهيار، أخبرنا عن تلك المرحلة، وما الذي ساعدك على الخروج من اكتئابك؟
عانيت من اكتئاب حاد بسبب وضع البلد بشكل عام، كما أنني خسرت عملي في مجال الهندسة، لذلك شعرت بأني مكبل بعد 7 سنوات من الدراسة والجهد، وشعرت أن كل ما قمت به قد ضاع مني، لذلك صُدمت، ودخلت في حالة اكتئاب شديدة. الموسيقى هي التي أخرجتني من تلك المرحلة، ولا أشعر بالخجل أبداً من الحديث عن الأمر، إذ إن ذلك يفيد الغير، وأقول لكل من يمر بهكذا مرحلة: "لا تستسلم، يمكنك أن تحزن وتبتعد لفترة وتكون وحيداً، لكن يجب أن تعود وتحاول من جديد".
تُعرف بأنك شبيه الفنان جوزيف عطية، ويشبهون صوتك بصوت الفنان ناصيف زيتون، هل يزعجك هذان التشبيهان؟
أحب أن تكون لي هوية خاصة بي، فأنا لا أقلد صوت أحد، بل هناك طبقات تصيب بعض الأصوات، وأنا لا أرى أي شبه لا من ناحية الصوت ولا من ناحية الشكل، وهذا التشبيه هو رأي الجمهور، ولا يزعجني أبداً بل أتشرف به.
ما هي أعمالك المقبلة؟
سجلت أغنية في الأردن إسمها "آسف يا روحي"، وسأطلق أغنية "لو استنيتي" وهي ديو مع فتاة من سوريا صوتها جميل جداً، بالإضافة إلى أغنية ثالثة ستكون من أجمل الأغاني التي كتبتها، أفكر بأن أطلق عليها عنوان "لو قالوا عنك".