هبة القواس هي مؤلفة موسيقية ورئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى، ومن أهم رواد الأوبرا العربية. تعتبر هبة من النساء المميزات في عالم الموسيقى اليوم، إذ أصبحت أول امرأة تتولى رئاسة المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان، كما أنها متميزة بالموهبة والإبداع والشخصية الفنية والفكرية. بدأ عشق قواس للموسيقى منذ صغرها، إذ كانت تستمتع بالموسيقى العربية وتشعر بحنين الشرق، حتى أصبحت من أهم رواد الموسيقى والأوبرا العربية، ووقفت على أهم الصروح العالمية ونالت العديد من الجوائز.

حياتها:

ولدتهبة القواسفي صيدا جنوبي لبنان سنة 1972. وفي الخامسة عشر من عمرها، تركت صيدا لتدخل الجامعة بهذا العمر. ومنذ أن كانت شابة، كانت تستمتع بسماع الموسيقار محمد عبد الوهاب، وتسمع الأوبرا وماريا كالاس وبراونز وبيتهوفن، ثم تسمع الموسيقى العربية فتشعر بعظمة الغرب وبحنين الشرق.

الشعور بالأوبرا:

شعرتهبة القواسبالأوبرا عندما كانت في الرابعة من عمرها، وفي ذلك العمر بدأت موسيقاها تخرج منها تلقائياً. منذ البداية لقيت اهتماماً ورعاية كاملتين من والدتها التي تابعتها موسيقياً وبالتفاصيل. لاحظت أنها تحاول الكتابة في عمر السنة ونصف السنة فعلمتها القراءة والكتابة. وفي عمر السنتين ونصف السنة لاحظت أيضاً أنها تصنع لحناً على السمع فوفرت لها أستاذ موسيقى، ودعمتها بشكل دائم وساهمت بإنتاجاتها الموسيقية في بداية طريقها. ومنذ أن كانت في الخامسة عشر من عمرها وفي بداية حياتها التعليمية والمهنية كانت محاطة بأصدقاء تركوا أثراً في نفسها وفي حياتها وفكرها أمثال الشعراء أنسي الحاج وهدى النعماني وحمزة عبود.

التحصيل العلمي:

هبة القواسحائزة على ماجستير في الغناء الأوبرالي من المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى وماجستر بامتياز عالٍ في التأليف الموسيقي من المعهد نفسه بإشراف الدكتور وليد غلمية وعلى إجازة علم النفس العيادي من الجامعة اللبنانية عام 1994. كذلك حازت على دراسات عليا في علم الموسيقى، ودراسات كاملة لـدبلوم في البيانو ومنحة من أكاديمية كيدجيانا (سيينا-إيطاليا) لمتابعة الدراسات العليا في الغناء الأوبرالي مع التينور الشهير كارلو برغونزي، وفي التأليف الموسيقي مع المؤلف الموسيقي فرانكو دوناتوني.

المسيرة المهنية

تُعد مسيرةهبة القواسالمهنية حافلة بالتدريس وبالتأليف الموسيقي فقد درّست التأليف الموسيقي والغناء الأوبرالي في المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى منذ 1995 وهي أستاذة في الجامعة اللبنانية، وعضو لجنة الأوركسترا السمفونية الوطنية اللبنانية، وعضو لجنة الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية. كذلك هي عضو لجنة الثقافة ومنسّقة لجنة الاتصال في اللجنة الوطنية اللبنانية للأونسكو، وعضو لجنة المناهج التربوية (مادة الموسيقى) في المركز التربوي للبحوث والإنماء. وكانت أول من عَمِلَ على إيجاد الأوبرا العربية، وقادتها تجربتها إلى الأغنية الأوبرالية العربية.
سجَّلت 21 عملاً من تأليفها الموسيقي كما سجَّلَت أربعة أعمال سمفونية من تأليفها الموسيقي مع أوركسترا أكاديمية كراكوف السمفونية، و13 عملاً سمفونياً من تأليفها الموسيقي مع الأوركسترا السمفونية الوطنية الأوكرانية وغيرها الكثير من المؤلفات الموسيقية السيمفونية التي قدمتها في الخارج. كذلك قدمت عدداً من المحاضرات في جامعة أمستردام. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، تمَّ تصوير فيلم قصير حمل عنوان "نور"، ألّفت القواس موسيقاه كما غنت ومثّلت فيه.
إلى ذلك ألّفت القواس موسيقى فيلم "كما قال الشاعر" الذي أطلق بداية عام 2010 للمخرج نصري حجّاج، عن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.
وأقامت أمسيات موسيقية وقدمت محاضرات في لبنان، سوريا، الإمارات العربية، مصر، تونس، البحرين، إنكلترا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، أوكرانيا، هولندا، البرتغال وبولندا.
في هذه المسيرة الحافلة والتي لا تتوقف عند حدود الزمن يجمع العارفون بالموسيقى أن القواس تمزج عناصر الموسيقى الشرقية العربية بتقنيات التأليف الموسيقي العالمي ما جعلها تمدُّ جسراً بين الموسيقى الشرقية العربية والموسيقى الكلاسيكية والنيو كلاسيكية والمعاصرة.

مديرة الكونسرفاتوار:

أمضتهبة القواسنحو 30 عاماً في عضوية مجلس إدارة المعهد الوطني العالي للموسيقى. وفي شهر أيار/ مايو عام 2022، تسلمت مهام إدارة "المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى" (الكونسرفتوار)، بعد تكليفها من قبل وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد مرتضى.

الإنجازات في الكونسرفاتوار:

رغم الوضع المتردي للكونسرفاتوار، نشطتهبة القواسفي محاولة لتنشيط هذه المؤسسة. وتحت إدارتها، تم افتتاح قسم "علم الموسيقى" Musicology Department، باليه ورقص معاصر، وكذلك قسم "علم إدارة الموسيقى" Music Management، وقسم "علاج بالموسيقى" Music Therapy، والكتابة النقدية الموسيقية. وهي في كل ذلك تحاول رعاية المؤلف اللبناني وترى أنه يفترض عزف موسيقى الموسيقي اللبناني.

الطموحات:

تطمحهبة القواسبأن يكون الكونسرفتوار مركزاً للشرق الأوسط كله، وبأن تكون الأوركسترا اللبنانية سفيرة حقيقية حول العالم. ترغب، لا بل تصرّ على تأسيس أوركسترا كبيرة في المناطق العربية، من تلاميذ ومن غير تلاميذ المعهد وغير الأوركسترا الشرق عربية.
وعلى المدى الأبعد تطمح لأن تؤسس لشبكة كبيرة حول العالم مع اللبنانيين الموسيقيين الذين هاجروا كي يعودوا إلى الكونسرفاتوار في لبنان ليستفيدوا من خبراته ويستفيد من خبراتهم. وركزت على كيفية خلق ريبرتوار لمنطقتنا العربية ينطلق للعالم كله وتستخدم صوتها أداة لتطويره وينتقل عبر خبرتها لكل الأصوات وللمؤلفين.

الحفلات:

في بداية تنظيم حفلات لها، كانتهبة القواستعمل على إحضار الاوركسترا من خارج لبنان إلى أن بدأت مع الدكتور وليد غلمية وضع مشروع بنية لأوركسترا، وافق عليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووقّع عليه. والجدير ذكره أنه كانت تربطها بالرئيس االحريري علاقة مميزة وكان داعماً لموسيقاها. هذا الدعم أدى إلى تأسيس الأوركسترا الفلهارمونية بأعلى المستويات ووصلت أعدادها لـ 110 عازفين بذلك الوقت. وقد عمل الراحل الدكتور غلمية على تدريب العازفين وجمع اللبنانيين بالأجانب كي يصبحوا جسماً واحداً، وجرى تقديم مهرجانات رائعة على مدى سنين طويلة. بعد الانهيار الذي حصل في البلد، تقلص عدد أفراد الأوركسترا الفلهارمونية بعد أن هاجر الكثير من العازفين اللبنانيين وغير اللبنانيين.

الجوائز والأوسمة:

وقفتهبة القواسعلى أهم الصروح العالمية ونالت العديد من الجوائز العالمية منها "أفضل موسيقي معاصر" في مهرجان كراكوف للتأليف الموسيقي المعاصر، و "وسام السلطان قابوس الذهبي"، درع بلدية بيروت، إصدار طابع باسمها وصورتها، جائزة الابداع اللبناني، درع نادي جمعية متخرجي الجامعة الأميركية، درع نادي خريجي كلية بيروت الجامعية في أبو ظبي.