يعد المخرج سمير سرياني من الأسماء التي لمعت في مجال الإخراج، بعد أن طبع إسمه في الفيديو كليبات والأعمال الدعائية، كيف لا، وكل عمل يتولى إخراجه، يضيف إليه لمسة جمالية وإبداعية خاصة تشبهه كثيراً.
وكان لموقع الفن حوار خاص مع المخرج سمير سرياني، كشف خلاله عن سر تعاونه المستمر مع الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، وعن صفات نانسي التي خلقت بينهما هذا الثنائي المميز، وعن أبرز الأعمال التي مرت بمسيرته الفنية.

ننطلق من أغنية الفنانة نانسي عجرم "من نظرة" من إخراجك، والتي حظيت بنسبة مشاهدات عالية، أخبرنا أكثر عن فكرة الكليب، ولماذا إخترت أن تكون المشاهد مأخوذة من عين الباب؟

العمل على هذا الفيديو كليب كان مختلفاً عن ما إعتدنا عليه سابقاً، فلم يكن لدينا الوقت الكافي كما جرت العادة، فأنا عادة آخذ وقتي، أستمع إلى الأغنية كثيراً، وأترك الفكرة تخرج وحدها، ولكن هذه المرة تحدثنا نانسي وأنا، وكانت على عجلة من أمرها، فكان لدي فقط 4 أيام، وجاءت الفكرة، وقبل أن أقدمها مباشرة لفريق العمل، خطرت على بالي فكرة مختلفة، وهي التي تم تصويرها، وظهر أمامي المشهد كاملاً كما هو الآن. قدمت الفكرة الأولى وتم الإتفاق عليها، ولكن قبل أن نبدأ التصوير، قلت لـ نانسي إن لدي فكرة أخرى، ولكن لم أتمكن من تطويرها بعد، فأحبتها، وقررنا فكرة "عين الباب".
وجدت خيار أن يصور العمل من "عين الباب" فكاهياً ومضحكاً وأعجبني، أعطاني شعوراً أنه فيلم كوميدي قصير والناس سيحبونه، بالرغم من مخاطرة أن تصور عملاً كاملاً بلقطة واحدة، لذا جاء التنويع من حيث اللوكات المعتمدة، وتمكنا بالفعل من جذب المشاهد، وعدم جعله يشعر بالملل بفيديو كان سريعاً.

ماذا تخبرنا عن ثنائيتك مع الفنانة نانسي عجرم؟ وما سر التعاون المستمر بينكما؟

أعتقد أن السر هو أنني إرتحت للعمل مع نانسي وهي إرتاحت للعمل معي، أنا أثق بها وهي تثق بي، ونمتلك نحن الإثنان حب العمل والشغف فيه، فأنا في حال أحببت أن أقدم فكرة أذهب بها إلى أقصى الحدود، وهي مثلي، من دون أي مساومة على الفكرة، فأعتقد أن هذا الأمر قربنا من بعضنا البعض، وجعلنا ننجح سوياً. على الصعيد الشخصي، أحب كثيراً أن أتعاون مع نانسي، فهي شخص محترف للغاية، ولديها موهبة تمثيل، وهذا الأمر يعجبني على الكاميرا، أن تكون الفنانة التي تشاركني العمل مرحة، وتتمكن من مشاركتي أفكاري، ومن أن تعطي المخرج كل ما يمكنّه من إخراج صورة جميلة، كما أننا أصبحنا صديقين، وصداقتنا أصبحت أقوى، ونمضي سوياً وقتاً مميزاً.

أخبرنا عن موقف طريف جداً واجهكما أثناء تصوير أحد الأعمال؟

ليس هناك موقف معين، ولكن من طباع نانسي عجرم أنها عندما تشعر بالتعب كثيراً، تدخل في نوبات من الضحك، فدائماً عندما نصبح في ختام التصوير، نجدها تضحك بشكل هستيري على بعض الأمور، ولا تتمكن من إيقاف ضحكتها، خصوصاً خلال تصوير كليب "بدنا نولع الجو"، فعند الساعة الـ 3 صباحاً، دخلت نانسي في نوابات ضحك كان من الصعب السيطرة عليها، حتى أيضاً خلال تصوير كليب "من نظرة".

نرى تجمعات كبيرة للأشخاص في الكثير من أعمالك الفنية والدعائية، أو حتى عدد من الأشخاص يروون تجارب مختلفة، ما السر في هذا الأمر؟ وما سبب هيمنة الأفكار المرحة والسعيدة على أعمالك؟

ليس هناك سبب معين، فأنا لم أفكر بالأمر من قبل، ليس لدي مشكلة مع هذه الفكرة، فأنا قادر على تنظيم أعمال تجمعات. عندما نقدم عملاً مرحاً وكوميدياً، نرى بعدها أن الجمهور أصبح ينتظر منا أعمالاً كوميدية أكثر، ويصبح كل من تتعاون معه يطلب منك أعمالاً كوميدية، ولكن أنا عن نفسي، نجحت في التراجيديا والكوميديا مثل فيديو كليب "من نظرة" و"بدنا نولع الجو" اللذين حملا الطابع المرح الكوميدي، بينما فيديو كليب "إلى بيروت الأنثى" و"ما تعتذر" حملا أقصى درجات التراجيديا، وعادة ما يرى الجمهور نفسه أقرب إلى الكوميديا من التراجيديا، وأنا إنسان مرح وإيجابي، وهذا سيظهر بشكل واضح في عملي، كما أنني شخص حساس، وهذا ظهر أيضاً في أعمالي، خصوصاً في فيديو كليب "إلى بيروت الأنثى"، الذي حكى قصتي أنا وعائلتي، وقصة سفر شقيقتي.

هل تجد أن أفكارك تناسب الأعمال الدعائية أكثر من الأعمال الغنائية؟

أفضّل العمل على فيديو كليبات على العمل في الأعمال الدعائية التي تحمل قوانين وخطوط عمل أكثر، فنجد مرات أن الزبون يسيطر على الفكرة، ولكن في الفيديو كليبات لديك حرية أكثر، وهي تشبه الأفلام أكثر، ولكن الدعايات أسرع وفيها إمكانات مالية أكثر، والدعاية أسهل من حيث التعب والوقت والإنتاج، وفيها فرص عمل أكثر.

​​​​​​​منذ حوالى العامين أخرجت حفل "أمل بلا حدود"، الذي أحيته الفنانة نانسي عجرم على سطح أحد مباني بيروت، هل من الممكن أن نراك مجدداً في تجربة مشابهة؟

ما أنجح هذا الحفل، هو الجو العام الذي كان يسيطر على المنطقة في ذلك الوقت، من إنتشار فيروس كورونا والحظر الصحي الذي فرضه، لم يكن للفنانين قدرة على إحياء حفلات غنائية، فجاءت هذه الفكرة بوقتها المناسب، وكان فيها الكثير من الأحاسيس، كنا حينها حزينين ومضغوطين، وجاء هذا العمل كـ"فشة خلق"، لي ولفريق العمل ككل، وأعتبر هذا العمل من أفضل التعاونات التي جمعتني بـ نانسي عجرم. لا أعتقد أن الوقت الحالي مناسب لعمل مماثل بظروف مختلفة تماماً، كان لدي تجربة مختلفة هذا العام بالنسبة للحفلات، مع حفلة نانسي في بيبلوس التي أقيمت مؤخراً، ولكن في مجال الإخراج المباشر.

صرحت سابقاً بأنك فضلت إختيار البساطة في أعمالك، ما الذي يخيفك بالأكثر في هذا الأمر؟

لا يخيفني الأمر، لأن البساطة موجودة بحياتي وبشخصيتي وبعملي، ولكن أعلم جيداً مدى صعوبته، وصعوبة أن يجذب الجمهور بشكل دائم ويحبه. أنا لا أفضل إستعراض العضلات في الأعمال، والقصص البسيطة عادة ما تجذب الجمهور، خصوصاً عندما تحمل قضايا تخلق نوعاً من التفاعل مع الجمهور وتعاطفاً منه.

هل يمكن أن نراك قريباً في إخراج عمل سينمائي أو درامي؟

أتمنى ذلك، عُرضت عليّ عدة أعمال درامية، ولكني أنتظر السيناريو الذي يشدني، لأنني أريد أن أدخل في الدراما بشكل صحيح، وأنا أقدم عملاً يشبهني، وأقوم بالوقت الحالي بتصوير فيلم قصير.

هل لديك تصور لعمل ضخم ينطلق من فكرة برنامج Coffee Break، الذي تعده وتقدمه زوجتك نادين شلهوب ونتالي مصري، خصوصاً أن نادين ظهرت في الكثير من أعمالك الدعائية؟

"Coffee Break" ليس بحاجة لي، أنا أرافقهما بأفكارهما وتصوراتهما، ولكنهما قادرتان على إنجاز مشاريعهما لوحدهما، وهما تعملان حالياً على ستاند أب كوميدي. طبعاً أستمتع بالتواجد معهما بأعمالهما، ونحن نتفق كثيراً سوياً، ولدينا الكثير من المشاريع الضخمة برأسنا، أتمنى أن تبصر النور.

ماذا عن أعمالك القادمة؟ هل من مفاجأة للجمهور؟​​​​​​​

لا يمكنني أن أفصح كثيراً عن مخططاتي، ولكني أعمل بشكل دائم بهدوء وصبر، لا تهمني الكمية مثلما تهمني النوعية، حتى لو قدمت عملين في العام كله، وحصلا على حقهما كما يجب. أكثر ما أشعر بالحماس نحوه هو فيلمي القصير، ومن المفترض أن يعرض في شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل، هذا أكثر ما أنتظره.