دائماً ما يعمد الفنان إلى الإبتكار من خلال الفيديو كليب الخاص بالأغنية، ويسعى إلى إبراز أفكار جديدة، وكما يقال من أراد أن يكون مبدعاً عليه بالمحاولة في كل مجال هو شغوف به وهذا ما فعله الفنان اللبناني جوزيف عطية بالتعاون مع المخرج اللبناني بسام الترك اللذان قررا أن يكون العمل الثالث الذي يصدره جوزيف لهذا العام مختلفاً، حيث تم تقليص عدد الشخصيات داخل كليب أغنية "من أولو"، ليقوم على شخصيتين فقط، هو والفتاة التي يحبها، إضافة إلى تغييرات بسيطة في الفيديو كليب اذ إعتمد المخرج على "الكادر الثابت" طوال الأغنية، فنرى أن الصورة ثابتة لا تتحرك، والشخصيات هي التي تتفاعل داخل إطار ثابت.


أغنية "من أولو" من كلمات محمد حيدر، الحان حسام الصعبي ونرى ان عطية قد تنقل بين شخصيتين، أولهما هو ذلك الشخص الصامت الذي إكتفى بالتعبير بالإعجاب بالنظرات للفتاة المجاورة له، ليعود ويظهر بشخصية المحب في القسم الثاني من الفيديو، الذي يرقص برفقة محبوبته ويعبر لها عن حبه بكافة الطرق الممكنة، لنرى أن الحبكة من هذا الأمر، هي نقل المشاهد بين عالمين مختلفين رغم ثبات الصورة، وبطريقة غير مباشرة يبدأ بالتعايش مع الشخصية التي يحبها دون الشعور بذلك.
العبقرية الحقيقية هي أن تبدع وتصنع كل شيء من العدم، هي مقولة قالها يوماً جان جاك روسو وأثبتها اليوم عطية والترك، بفكرة جديدة وخطوات ثابتة، أضافت إلى رصيد الفنان نقطة لا بالغناء فقط، بل أيضاً بتكريس نفسه لمعايشة تجربة جديدة فيتفوق على نفسه مجدداً ويعطي آفاق جديدة لغيره ممن يتواجدون على الساحة الفنية.