لعل أصعب ما يواجهه نجوم الصف الأول، بعد سنوات من العطاء الفني، هو الإستمرارية، والمحافظة على النجاح، في ظل التغيير الهائل الذي أحدثته مواقع التواصل الإجتماعي، من حيث الترويج والإنتشار.


الفنانة نجوى كرم التي إرتبط إسمها بصورة لبنان الحقيقية، من خلال المساهمة بنشرها الأغنية اللبنانية في الدول العربية ودول الإغتراب، باتت، إن صح التعبير، رمزاً لهذا البلد، الذي يمر بظروف حساسة ودقيقة للغاية.
شمس الأغنية اللبنانية، كما يطيب هذا اللقب لها ولجمهورها الكبير، قررت وبحماسة أن تحدث نقلة نوعية في مسيرتها الفنية، من خلال طرحها وشركة "روتانا" الأم أغنية جديدة من ضمن ألبومها المنتظر، حملت عنوان "تعا نقعد"، من كلمات وألحان عماد شمس الدين وتوزيع موسيقي هادي شرارة.

هذه الأغنية التي صالحت نجوى العصرية مع نجوى التسعينيات (المحببة وبقوة إلى قلوب الجميع)، وعراب هذا الصلح، بين قوسين، هو الشاعر والملحن عماد شمس الدين، الذي شارك في صناعة عز وهوية نجوى كرم، ونعتبر أغنية "تعا نقعد"، بمثابة نقلة نوعية لنجوى، سواء من حيث الكلام الذي ينتمي إلى السهل الممتنع، أو من حيث اللحن والتوزيع الموسيقي الإيقاعي العصري والجديد، نوعاً ما، بالنسبة إلى نجوى، التي قدمت الأغنية بكثير من الإتقان والفرح والإيجابية، التي بثتها من خلال العمل المصور الذي رافق الأغنية، والذي أخرجه المخرج بيار خضرا، ولا شك أن لهذا الشاب مستقبلاً واعداً، خصوصاً أنه سكب من رؤيته العصرية والشبابية، مشاهد مفرحة متنوعة غنية بالألوان والتجدد، بعيداً من الرتابة والمشاهد المملة والمكررة في الكثير من الأعمال. هذه الرؤية الإخراجية نفذتها نجوى كرم بإحتراف كبير، فبدت في غاية الجمال والشباب، وكأنها في الثلاثين من عمرها، وذلك من خلال اللوكات التي إعتمدتها، والتي فيها الكثير من السلاسة والقليل من المكياج والأزياء، ووفرة في الحركة، خصوصاً حركة الرأس إنسجاماً مع إيقاع الأغنية. ولعل مشهد المظلات كان الأوفر حضوراً في العمل، لما فيه من حياة وحركة.

هذه العوامل مجتمعة، جعلت من هذه الأغنية محطة بارزة، لا بل تحولاً، أعاد إلى أذهاننا محطات تحولية مفصلية في مسيرة نجوى كرم، على غرار أغنية "خليني شوفك بالليل" وأغنية "شو هالحلا"، ومهّد للعمل المنتظر الذي سيشكل بمجمله نقلة نوعية، بحسب المعلومات التي حصلنا عليها.

في الختام، لا بد من الإشارة إلى أن الأغنية ومنذ إطلاقها، تحقق نسب مشاهدة كبيرة، وإنتشاراً واسعاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وتحظى بثناء وإعجاب النقاد والصحافة والنجوم، الذين أشادوا بالعمل، ووصفوه بمثابة قنبلة صيف 2024.