نعيمة عبده محمد الراقصة المصرية والممثلة والمغنية والفنانة التي اشتهرت باسم نعمت مختار منذ خمسينات حتى منتصف سبعينات القرن الماضي. بدأت كراقصة ثم شاركت في أفلام سينمائية عدة وأنتجت آخرها. اعتزلت الفن لتتفرغ لحياتها الأسرية. تزوجت أكثر من مرة وبقي تاريخ وفاتها لغزاً حتى اليوم.


الولادة والنشأة

ولدت الممثلة والراقصةنعمت مختارفي 16 تشرين الثاني-نوفمبر عام 1932 في مدينة الإسكندرية، وبسبب الخلاف الذي نشأ بين والدتها ووالدها، قامت الوالدة بخطفها من منزل والدها في الإسكندرية بعد طلاقها منه، وهربت بها إلى المنصورة في البداية، قبل أن تتجه إلى بور سعيد، حيث عاشت نعمت ووالدتها في بيت راقصة تدعى نبوية سليم كانت تدير فرقة استعراضية شهيرة وتقيم حفلات للباشوات والشخصيات المرموقة في المجتمع، فاحترفت نعمت الرقص منذ الصغر. وحينما عادت الأم إلى القاهرة تركت ابنتها نعمت مختار في رعاية نبوية، ما دفع البعض للاعتقاد بأنها ابنة هذه الأخيرة.


البداية في الرقص

عملت في بداية حياتها كراقصة في الكازينوهات قبل أن تنتقل للعمل في السينما. تفوقت على معظم راقصات عصرها ووصفتها كوكب الشرق أم كلثوم بأنها "سيمفونية الرقص الشرقي". تميزت بخفة ظلها واتقان الرقص الشرقي الراقي. إلا أنها حصرت نفسها في أدوار الإغراء ولم تصعد نجوميتها مثل غيرها من الراقصات أمثال سامية جمال وتحية كاريوكا.


التمثيل

دخلتنعمت مختارمجال التمثيل في مطلع الخمسينات من خلال فيلم "فتاة السيرك" بعد اختيار المخرج حسين فوزي لها. وكانت لها أدوار مميزة أبرزها دور سنية في فيلم "ثرثرة فوق النيل" للمخرج حسين كمال، ودور زنوبة في فيلم "بين القصرين".
واستمرت نعمت في التنقل من دور إلى آخر، يتعامل فيها المخرجون مع أنوثتها بشكل سطحي أو تقليدي، إلى أن منحها المخرج حسين كمال دور "سنية" في "ثرثرة فوق النيل" سنة 1971، وهو الدور الذي قالت فيه جملتها الشهيرة "رجب حوش صاحبك عني"، وهو نفس الدور الذي أثبت أن العديد من المخرجين لم يستطيعوا توظيف الطاقة التمثيلية لدى نعمت مختار بالشكل المثالي. وعام 1973 عرض عليها صلاح أبو سيف دوراً في فيلم "حمام الملاطيلي" الذي كان بمثابة أبرز وأهم أدوارها السينمائية.
شاركت نعمت مختار في العديد من الأفلام ووصلت مشاركاتها لأكثر من 40 فيلماً سواء بالتمثيل أو الرقص. جسدت أدواراً صغيرة قبل أن تقرر إنتاج فيلمها الأخير في مسيرتها التمثيلية وهو "المرأة التي غلبت الشيطان" وتقوم ببطولته مع نور الشريف وشمس البارودي في عام 1973.
وبين "فتاة السيرك" و"المرأة التي غلبت الشيطان" شاركت في عدة أفلام نذكر منها "بين القصرين"، "حمام الملاطيلي"، "ثرثرة فوق النيل"، "زقاق المدق"، "حسن ونعيمة"، "الزوج العازب"، "مذكرات تلميذة"، "الفرسان الثلاثة"، "حب ودلع"، "مجرم في إجازة"، وغيرها الكثير من الأعمال الخالدة في ذاكرة الجمهور المصري. كذلك شاركت نعمت في 4 مسلسلات منها مسلسل "القضبان" من إخراج أحمد طنطاوي وبطولة محمود المليجي وعبد الله غيث، فضلاً عن أنها كانت تشارك الفنان فريد الأطرش في جميع حفلاته.


الغناء

كانتنعمت المختارتمتلك صوتاً مميزاً لم يلتفت له إلا الموسيقار بليغ حمدي الذي حضّر لها لحناً يناسب صوتها، وطلب من الشاعر عبد السلام أمين أن يكتب لها كلاماً مختلفاً مفعماً بـ "الدلال"، ووقع اختيار بليغ على أغنية "من عينيا" التي حققت نجاحاً باهراً حينذاك. ولم يكن لنعمت تجارب أخرى في الغناء إلا استعراض راقص قدمته في فيلم "المشاغب" التي شاركت فريد شوقي بطولته عام 1965، وغنت فيه أغنية "حب ودوب" كتبها الشاعر فتحي قورة ولحنها الموسيقار محمود الشريف.


خطافة الرجال

اتجهت كغيرها من الراقصات إلى السينما. ولأنها كانت جميلة ومثيرة، فقد حصرها المخرجون ضمن أدوار الإغراء لما تتمتع به من جسد أنثوي وجمال لافت فقدمت شخصية الزوجة الخائنة في أكثر من فيلم لتصبح حبيسة تلك الأدوار. وجعلها المخرجون "خطافة الرجالة" في الكثير من الأعمال الفنية التي قدمتها.


ثلاث زيجات

صيت "خطافة الرجال" لم يكن بعيداً عن حياتها الشخصية، فقد لعبت هذا الدور في الواقع أيضاً، ذلك أن زيجاتها شكلت لغزاً، فقد تزوجت ثلاث مرات، الزواج الأول من المخرج نيازي مصطفى والذي لم يستمر أكثر من شهر واحد، بعد أن طلبت منه زوجته الفنانة كوكا الزواج من غيرها. ذلك أن نيازي كان يكبرها كثيراً وهي كانت صغيرة مبهورة به كمخرج مشهور.
والزواج الثاني من الفنان محمود المليجي حيث شاركته بطولة فيلم "رجال في العاصفة"، إلا أن الزواج أيضاً لم يدم طويلاً بسبب علوية جميل زوجته الأولى التي عرفت بخبر الزواج فأجبرته على طلاقها. أما زواجها الثالث، فكان من لواء في الشرطة أحبها كممثلة وأنجبت منه ابنها الوحيد محمد.


الاعتزال

قبل اعتزالها الفن نهائياً قالتنعمت مختارفي أحد تصريحاتها الإعلامية "لم اندم على أني احترفت الرقص في بداية حياتي ولكني اعتبر اللحظة التي ابتعدت فيها عن الرقص ميلادي الحقيقي في هذه الدنيا الفانية، فأنا لا اندم ولا أتنكر من أنني كنت راقصة بل على العكس يشرفني أنني بدأت راقصة بعدما أغلقت في وجهي كل الأبواب، وليس غريباً أن أقول هذا، ولكني رقصت رغم أنفي بحثاً عن لقمة العيش، ومن حق الجميع أن يعرفوا مدى الشقاء والمعاناة التي كنا نعيشها كفنانين في تلك الفترة الأليمة لنصبح فيما بعد أسماء لامعة يحسدنا البعض على الشهرة ويتصورون أن نجاحنا جاء على طبق من فضة". ثم ابتعدت منطوية على نفسها إلى درجة أن ظهورها كان نادراً، وهو ما ساعد على انتشار شائعة وفاتها المستمرة. سنة 1974 اعتزلت نعمت مختار فى قمة مجدها بعدما أنتجت فيلم "المرأة اللي غلبت الشيطان". قررت اعتزال الفن ولا سيما الرقص والتمثيل والتفرغ لحياتها الخاصة ولبيتها وتبتعد عن الأضواء وهي في قمة شهرتها.


لغز الوفاة

شكل تاريخ وفاة نعمت مختار لغزاً. فالعديد من وسائل الإعلام يذكر أن نعمت مختار توفيت في 9 نوفمبر 1989 عن عمر يناهز 57 عاماً ولكن المنتج عمرو الصيفي وهو نجل الفنانة الراحلة زهرة العلا أكد خلال منشور له عام 2022 أن نعمت مختار ما زالت على قيد الحياة وأنه يتواصل معها وأن جميع المعلومات المنتشرة على صفحات الإنترنت مغلوطة حيث نشر برقية تهنئة لها بمناسبة عيد الأضحى على حسابه على أحد مواقع التواصل الاجتماعي وكشف عن أنها ما زالت حية.