تعاونت "جمعية حياة حرة بلا تدخين (TFI)"، المنظمة غير الحكومية الوحيدة في لبنان المتخصصة في مكافحة التبغ، مع الجامعة الأميركية في بيروت وتحت شعار "حماية الأطفال من تدخل صناعة التبغ" لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التبغ ، في الاحتفال الذي أقيم لهذه المناسبة، وكان لاشتراك المعنيين من وزراء ونواب وأساتذة طب وإعلاميين ورياضيين وأكثر من 200 طالب من مدارس مختلفة دور أساسي في مساعدة الجمعية للوصول إلى هدفها ولنشر التوعية حول مضار التدخين.
وتهدف "جمعية حياة حرة بلا تدخين (TFI)" المتخصصة لمكافحة التبغ وحماية الشباب من مساؤى التبغ وخاصة النيكوتين السام الذي يقضي على صحة الشباب وعلى نشاطهم وعلى حياتهم، كما العادة أن تقوم على توعية التلاميذ خلال السنة في المدارس من مضار التدخين ومن آثاره على نشاطهم وعلى قدراتهم العقلية والجسدية.
من ناحيته أكد الدكتور غازي زعتري في كلمته الترحيبية، مدير مركز المعرفة حول تدخين الشيشة في الجامعة الأميركية في بيروت التابع لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ: "إن سمة اليوم العالمي للتبغ هذا العام تحمل نداءً حاسماً وعاجلاً لجميع صانعي السياسات والجهات المعنية بضرورة تطبيق التدابير الفورية والصارمة لمواجهة الترويج العدواني والتسويق وبيع منتجات التبغ والنيكوتين للأطفال والشباب. إذ تعمد صناعة التبغ إلى استخدام أساليب ملتوية ونشر ادعاءات خادعة، والتي يذهب ضحيتها الأطفال والشباب، من خلال تحويلهم إلى مدمني النيكوتين مدى الحياة، ما يثري خزائنها. أن نشهد على ذلك، دون اتخاذ إجراءات حازمة هو أمر غير أخلاقي ويُشكل جريمة ضد الأجيال القادمة."
من أجل رفع مستوى الوعي بين الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، كانت مهمة "جمعية حياة حرة بلا تدخين (TFI)" الدائمة هي التحدث مباشرةً إلى المراهقين في المدارس. وكما قالت رئيسة الجمعية السيدة نادين كيروز الكراب: "منذ عام 2000، السنة الذي أنشأنا فيها الجمعية، قمنا بزيارة أكثر من 100 مدرسة وخاطبنا أكثر من مئة ألف مراهق ليومنا هذا، تتراوح أعمارهم بين 12 و 16 عاماً. وهذا العام، وبمساعدة مقدّرة من راعينا "نيكوريت"، سنطلق مشروع تدريب المدربين (TOT) في المدارس في جميع أنحاء لبنان لرفع مستوى الوعي أكثر فأكثر حول مخاطر السجائر الإلكترونية، والـvapes على مدار العام...".
كما عرض خلال الحفل فيديو توعوي بعنوان "كن ذكياً... لا تبدأ"، نقل خلاله مشاهير رسائل مهمة مؤثرة لشباب اليوم، ومنهم المخرج والممثل جورج خباز، والمعالجة الدرامية والمخرجة زينة دكاش، ونجمة الأطفال غنوة.
أما الدكتور عبد الناصر أبو بكر، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان، فأكد على أن "كوفيد 19 أودى بحياة 8 ملايين شخص خلال فترة الجائحة بأكملها، بينما يودي التدخين بحياة 8 ملايين شخص حول العالم كل عام".
بعد الجزء الأول الذي قدمته الإعلامية ونائبة رئيسة "جمعية حياة حرة بلا تدخين (TFI)" إلسا يزبك شرباتي، ترأس حلقات النقاش والتشاور الدكتور عماد بو حمد، أستاذ مشارك في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت. وشهد الحفل مشاركة واسعة من أبرز الجهات المعنية في قطاعي الصحة والتعليم، منهم مكتب منظمة الصحة العالمية في لبنان، ووزارة التربية والتعليم العالي، وممثل عن وزارة الصحة، ورئيس لجنة الصحة النيابية، وأعضاء من البرلمان اللبناني، ومن المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، ومركز الصحة والعافية والإقلاع عن التدخين، ومعهد نايف كـ. باسيل للسرطان.
أكد المتحدثون في الندوة على الحاجة الملّحة للتصدي للممارسات الضارة لهذه الصناعة، من خلال تسليط الضوء على الاستخدام غير المنضبط لمنتجات التدخين الإلكتروني، مثل السجائر الإلكترونية والشيشة المنكهة في لبنان، وتسليط الضوء على التكتيكات الخبيثة التي تستخدمها صناعة التبغ لإغراء الأطفال والشباب باستخدام منتجاتها القاتلة.
كان الهدف الأساسي للاحتفال هذا العام واضحاً وحازماً، حيث أكدّ العديد من المتحدثين على أهمية التنفيذ القسري للقانون اللبناني رقم 174 بشأن مكافحة التبغ، الذي يحظّر بيع منتجات التبغ للقاصرين في جميع نقاط البيع.
وأخيراً وليس آخراً، تمّ تقديم جائزة أنطوان ومنيرفا كيروز للعام التاسع عشر على التوالي للطلاب الشباب الذين قاموا بإنتاج أفضل الفيديوهات والأغاني حول هذا الموضوع. وحصل طلاب مدارس القلبين الأقدسين السيوفي، وشاريتيه كليمنصو، والحكمة الأشرفية، وأتينيه دو بيروت على جوائز وشهادات وجوائز مالية.
وأخيراً، كانت الأنشطة الرياضة والصحية الأخرى في انتظار الطلاب الحاضرين لتبيّن لهم الاختيارات الصحيحة التي يجب اتخاذها لحياة صحية بعيداً عن عادات التدخين الضارة.