بعد نجاحهم في السينما بفيلم "هردبشت"، الذي حصد ردود فعل مميزة، ونجاحهم على الشاشة الصغيرة بعدة برامج، آخرها برنامج "مرحبا دولة"، يقدم المخرج والكاتب والممثل اللبناني محمد دايخ، مسرحية جديدة من بطولة الممثلين اللبنانيين حسين قاووق وحسين دايخ، بعنوان "طلع إبليس بحب الله"، وهي مقتبسة من مسرحيتهم "عم بيقولوا إسماعيل إنتحر"، التي عرضوها عام 2019.
يجسد حسين قاووق في مسرحية "طلع إبليس بحب الله"، دور شخص سئم من مشاكل الحياة، ولديه تساؤلات كثيرة تدور في رأسه، عن المجتمع والوجود، وغيرها من الأسئلة التي يطرحها كل إنسان، ويدخل هذا الشخص، إلى مكان لا يعرفه ويفكر بالإنتحار، ويطلب من الله مساعدة مادية، ويدخل عليه حسين دايخ ومعه حقيبة كبيرة، وتدور بينهما أحداث غير متوقعة.
و يستكمل الممثلان حسين قاووق و حسين دايخ عرض مسرحيتهما "طلع إبليس بحب الله" على خشبة مسرح البوليفار، في تواريخ 9-10-11-12 من شهر أيّار.
موقع "الفن" تواجد في العرض الأول للمسرحية، الذي حضره عدد كبير من الممثلين والفنانين، وكان لنا لقاء مع المخرج محمد دايخ، ولقاءان آخران مع الممثلين حسين قاووق وحسين دايخ.
محمد دايخ
لماذا إقتبست مسرحيتك الجديدة "طلع إبليس بحب الله"، من مسرحيتك السابقة "عم بيقولوا إسماعيل إنتحر"؟
عام 2019، قدمنا مسرحية "عم بيقولوا إسماعيل إنتحر"، إلا أنها لم تأخذ حقها، إذ عرضت 5 مرات فقط، بسبب إنتشار فيروس كورونا وثورة 17 تشرين، ولكن بعد 5 سنوات، قررت أن أحذف نص المسرحية الذي كتبته سابقاً، وأن أبقي الفكرة فقط، والتي هي عن شاب يحاول الإنتحار "ومش عم تزبط معو". إتخذنا القرار مع فريق العمل، لنبدأ العمل مباشرة بعد إنتهائنا من برنامج "مرحبا دولة"، وكانت ردات الفعل في العرض الأول جميلة، وكان الإقبال من الفنانين والضيوف رائعاً.
هل كانت هناك أي صعوبات، في التحضير لدورَي حسين قاووق وحسين دايخ؟
نحن نعمل معاً منذ وقت طويل، وكانت بداياتنا في المسرح، إلا أن الصعوبة كانت في الدورين اللذين يجسدانهما، واللذين لا يشبهان أي دور جسداه في أي من الأعمال التلفزيونية السابقة، بل قاما بأداء دورين يشبهانهما، ويشبهان المسرح، ويعبران عن إشتياقهما للمسرح، بالإضافة إلى أنني في الفترة الأخيرة، كنت متشوقاً لرؤيتهما على خشبة المسرح، وبعد هذه المسرحية تنفست الصعداء.
في معظم الأعمال التي تكتبها وتخرجها، دائماً ما نرى نفس الممثلين، لماذا؟
دخلنا الوسط الفني منذ ما يقارب الـ 5 سنوات، إلا أننا نعمل مع بعضنا البعض منذ فترة طويلة، ولكنني مستعد للعمل مع أي ممثل آخر، فالأبواب مفتوحة على مصراعيها للعمل معنا، وأنا تعاملت مع ممثلين آخرين، كما أن حيسن قاووق عمل مع مخرجين غيري، فأنا لا أستطيع أن أجبر حيسن قاووق أو حسين دايخ على تأدية دور لا يليق بهما، كما أنهما لن يقبلا بأداء أدوار لا تليق بهما. و أريد أن أقول لك أن هناك الكثير من الأشخاص يشاهدون أعمالنا، ولكن في العلن لا يتكلمون عن أعمالنا،، وهذه ليست مشكلة أساسية، والمهم أننا سعيدون بما نقوم به.
بعد الإنتقادات التي وجهت لكم بسبب برنامجكم "مرحبا دولة"، هل ستستمرون في هذا العمل؟
نحن نستعد لموسم ثانٍ من "مرحبا دولة"، يتضمن وجوهاً جديدة وأفكاراً جديدة، لم تكن حاضرة في الموسم الأول، فهذا العمل أعطانا طاقة مميزة، وشهرة ونجاحاً جميلاً، كما تم تقديره من المشاهدين، الذين أحبوا هذا النوع من الكوميديا، التي من الصعب الإعتياد عليها، ولكن مع الوقت، تقبلها الجمهور الذي يتابع أعمالنا. قناة LBCI كانت بطلة معنا، ومنتج البرنامج فراس حاطوم لم يقصّر تجاهنا.
هل لا زالت هناك صعوبة في إيصال أفكارك، من خلال أعمالك إلى الجمهور؟
لم تعد هناك صعوبة مثل السابق، فالناس بدأوا يفهمون الأفكار التي نقدمها، لكن من قرر أن يبقى في الخلف سيبقى هناك، وأنا قلت سابقاً إن أعمالنا ليست لجميع الناس، فالفن الذي يكون لكل الناس ويحبه الجميع هو فن سطحي، ونحن بحاجة إلى جمهور يحب الأعمال التي نقدمها، وإلى آخرين لا يستوعبونها أو لا يتقبلونها، وهذا أمر طبيعي، ونحن دائماً نجد إقبالاً رائعاً من الجمهور على أي عمل فني نقدمه، ودائماً ما تكون ردات الفعل مميزة في الـ Stand Up Comedy والمسرح والسينما والبرامج التلفزيونية، وجمهورنا دخل معنا في الموجة نفسها، وأصبح لدينا قاعدة جماهيرية نحبها ونقدرها.
هل من الممكن أن تعود إلى مواقع التواصل الإجتماعي مع حسين قاووق، بعد إنقطاع طويل عنها؟
من المستحيل العودة إلى هذا النوع من المحتوى، فتلك الفيديوهات كان بسبب الإكتئاب الذي أصابنا في زمن إنتشار كورونا، الذي تسبب بتسكير المسارح، فقررنا أن نصنع شخصية لم تقدم من قبل، وهي "علي علي علوية"، وبعدها ماتت الشخصية، فنحن الآن نقدم برامج تلفزيونية وسينما ومسرحاً، أما السوشيال ميديا فهي أداة لتسويق أعمالنا الحالية.
حسين قاووق
أخبرنا أكثر عن دورك في مسرحية "طلع إبليس بحب الله"، وعن تحضيراتك له.
دوري في هذه المسرحية كان صعباً، لأنه لا يشبه أي دور جسدته سابقاً، وكان هناك تحدٍ كبير لي لإيصاله إلى الجمهور، فهذا الدور يحمل الكثير من التفاصيل ويتطلب تركيزاً، حتى أن النص الخاص به ليس سهلاً، بالإضافة إلى أن فترة التحضيرات كانت قصيرة، فكنت أتمرن في الصباح وفي الليل، ولكن الحمد لله، أننا وصلنا إلى هذه المرحلة، وكانت ردود الأفعال إيجابية.
دائماً ما تطرح مواضيع جريئة في الأعمال التي تقدمها، هل تخاف من التعرض للإنتقادات؟
المسرحية تحمل أفكاراً موجودة في عقل كل إنسان موجود على الكرة الأرضية، وأفكاراً نحاربها جميعاً، من فكرة الوجود، إلى فكرة الشيطان، وفكرة الإنسان الذي من الممكن أن يصبح شيطاناً، بغض النظر عن ما فعله إبليس، فإبليس عصى ربه مرة واحدة، أما الإنسان فهو يعصي ربه ألف مرة، لكننا في المسرحية لا نطرح موضوعاً دينياً، بل نطرح فرضية الوجود، وكيفية عمل عقل الإنسان تحت تأثير التشويش الموجود حوله، فنحن نرى حولنا على الأرض الملايين من الشياطين.
حسين دايخ
كيف تصف مسرحية "طلع إبليس بحب الله"؟
مسرحية "طلع إبليس بحب الله" هي عمل كبير، وعميق بالأفكار التي تطرح فيه، وتحتوي المسرحية على الكوميديا والتراجيديا، وقد أبقينا على فكرة مسرحيتنا "عم بيقولوا إسماعيل إنتحر"، التي عرضت عام 2019، لكن المخرج محمد دايخ قام بتغيير النص كلياً، وبإعادة بناء الشخصيات، والتحضيرات كانت جميلة رغم قصر الوقت، وقمنا بمجهود كبير لكي نحصل على هذه النتيجة المميزة.
هل تخشى الإنتقادات بسبب المواضيع الجريئة التي تطرحها المسرحية؟
الموضوع الذي تطرحه المسرحية، هو موضوع موجود في حياتنا، والأفكار التي يتضمنها العمل، يمكن أن نعتبرها دينية أو إجتماعية أو إنسانية، أو من أي مجال آخر، فلماذا نخاف طالما ندرك أن ما نقدمه ليس أمراً خاطئاً، ولا يوجد فيه أي شيء مخيف؟ ما نطرحه هو فن، وفي الفن لا يوجد شيء إسمه خوف، والذي يخاف لا يجب أن يقدم أي نوع من أنواع الفنون.
قلت في البرومو بطريقة ساخرة، إن والدتك أجبرت شقيقك محمد دايخ، على أن يشركك في المسرحية، هل فعلاً هناك من قال ذلك؟
سمعت كثيراً في السابق أنه بسبب صلة الأخوة بيني وبين محمد، تم إدخالي في أعماله، مع العلم أنني عملت في أعمال عديدة مع مخرجين آخرين، منهم المخرج والكاتب عصام بو خالد، بالإضافة إلى مشاركتي في مسلسل "الهيبة"، فمن يعرف محمد، يدرك أنه لن يبهدل شقيقه، إذا لم يكن مناسباً للتمثيل، كما أنني لن أشارك في عمل له، إن لم أكن أملك الموهبة، وأنا أفعل ما يجب فعله في العمل مع شقيقي أو مع غيره، وفكرة أنه تم إقحامي في أعماله، هي مزحة نقولها لأنني الأخ الأوسط في العائلة، ومن المعروف أنه الأخ المظلوم دائماً.
عملت في المسرح والسينما والبرامج التلفزيونية، أين تحب العمل بالأكثر؟
أنا أحب المسرح كثيراً، وأعشق السينما، وأستمتع بالبرامج التلفزيونية، وبإعتقادي كل هذه المجالات التمثيلية جميلة، وتستحق العمل بها، ورغم أنني لا أحب أن أضعها في مراتب، لكني سأقول: "مسرح- سينما - برامج تلفزيونية".