على عكس الجزء الأول منه، فإن الجزء الثاني من مسلسل "مدرسة الروابي للبنات" الذي عاد بعد سنتين، لم يركز على قضية واحدة، وتوسع لعدة قضايا، تهم طبقة فتيات المدارس بفئة عمرية معينة، لا يتم تسليط الضوء عليها عادة.
صدم الجمهور ببداية الجزء الثاني، حيث توقعوا معرفة مصير "ليان" التي قدمت دورها الممثلة الأردنية نور طاهر، إذ إنتهى الجزء الأول بضرب شقيقها لها بالنار من دون التأكيد ما إذا كانت توفيت أم لا.
مع قصة "ليان" التي نكتشف مع مرور الحلقات أنها توفيت بالفعل، حتى تظهر بطلات الجزء الأول بمشهد حزين للغاية وهن يحيين ذكراها، وعلامات الحزن والندم واضحة عليهن، تطرق العمل إلى قضية "جرائم الشرف" بأقسى أنواعها، فشقيق "ليان" المجرم في العمل، لم يتعرض للعقاب، قتل شقيقته من دون الإستماع إليها أو السماح لها بالدفاع عن نفسها.
يبدأ الجزء الثاني بدخول المعلمة عبير، التي تبدأ بالتعرف على الطالبات، لتتوقف عن فتاة تدعى "سارة" وتصفن فيها لفترة طويلة، مستذكرة "ليان" التي كانت تجلس مكانها، وتبدأ معها قصة "سارة" التي تقدم دورها الممثلة تارا عبود، والتي يتم الكشف عن تعرضها الدائم للتنمر من صديقاتها في المدرسة، ومحاولتها الدائمة لإثبات نفسها كإنسان له كيان بظل تهميش الطالبات لها، والتي تتمكن مع الوقت من الوصول لما تريده، وأن تصبح الفتاة المحبوبة في المدرسة، كما تصبح صديقة الفتاة الأكثر شعبية في المدرسة "تسنيم"، لترى مضار السوشيال ميديا على حقيقتها وتدخل بدوامة خطرة مع شاب يبدأ بإبتزازها رقمياً.
تتمكن "سارة" وأثناء محاولتها لإثبات نفسها كشخص له أهمية في المجتمع من كسب صداقة "تسنيم" التي تؤدي دورها الممثلة الأردنية سارة يوسف، ونجد نفسنا هنا أمام الفتاة الأكثر شعبية في المدرسة، هي الأجمل، والأذكى والألطف، الشخصية النرجسية التي تحاول في جميع الأوقات أن تثبت أنها تستحق لقب "الملكة" بجدارة، ليكشف خلال أحداث العمل أن "الشابة المثالية" ليست مثالية أبداً، بل هي مجرد مراهقة تعاني من ضغط والدتها عليها بشكل يدفعها للإصابة بمرض "البوليميا" والذي يفتح شهيتها على الأكل بشكل مخيف، وتجبر نفسها على التقيؤ بعد كل وجبة حتى تحافظ على وزنها، لنرى المسلسل سلّط الضوء على إضطرابات الأكل، والتي تعد واحدة من أكثر المشاكل النفسية التي تعاني منها المراهقات، والتي لا يتم تناولها في الأعمال الدرامية عادة.
بالإنتقال من بطلة للثانية، نجد نفسنا ننتقل من قضية لأخرى، ونجد نفسنا أمام مواجهة مع مشاكل عديدة فرضتها الحياة المعاصرة على فئة الشباب، دون أن يكون هناك أساليب واضحة تمكننا من تجنب هذا الأمر، لنصل إلى الحديث عن "فرح" التي أدت دورها الفنانة الأردنية رنيم هيثم بأول عمل تمثيلي لها، والتي شهدنا نهايتها مع نهاية العمل، والتي تقدم على الإنتحار متأثرة بشعورها بالإهمال وأنها أقل من الجميع وبتعرضها للسخرية من قبل الجميع، وتشكل صدمة واضحة للكل، وتجد "هبة" التي تؤدي دورها الممثلة الأردنية كيرا يغنم، وكأنها مسؤولة عن إقدامها على هذه الخطوة، بعد أن ظهرت بمقطع فيديو وهي تتنمر عليها، ودفعت جميع الطلاب في القاعة للضحك، دون أن ننسى المسؤولة الأساسية بالطبع وهي "شمس" التي تؤدي دورها الممثلة تاليا الأنصاري، والتي يدفعها ضعف شخصيتها لمراقبة الجميع بشكل دائم وراء عدسة الكاميرا، وعرض كل هذا بفيلم غير آبهة بما ستؤول إليه الأمور بعد فضحها على العلن.
تميّز الجزء الثاني من العمل إذاً بتنوع المواضيع المطروحة، وتنوع شخصيات العمل، كما التطرأ لمواضيع عديدة لا يتم الحديث عنها بصراحة بشكل دائم، فهل ممكن أن تكون نهاية "فرح" مدخل لجزء ثالث وقصص مختلفة؟
يذكر أن الموسم الثاني من مسلسل من "مدرسة الروابي للبنات" بطولة تارا عبود في دور "سارة" وسارة يوسف في دور "تسنيم"، وتارا عطا الله في دور "نادين"، وكيرا يغنم في دور "هبة"، وتاليا الأنصاري في دور "شمس"، ورنيم هيثم في دور "فرح"، كما شهد مشاركة للكاتبة والمخرجة تيما الشوملي بدور المديرة الجديدة للمدرسة.