نويل باسيل اسم لمع في عالم الإخراج في كل المجالات، إن كان في البرامج أو الفيديو كليبات أو الاعلانات وحتى في الأفلام.. حقق جوائز عديدة وتعامل مع أهم الأسماء والنجوم في الوطن العربي. ويعتبر نويل باسيل الإخراج شغفه وليس مهنته، لذلك كانت المقابلة معه متعة فنية، فلقد شاركنا نظرته للعديد من الأمور في المجال، بالإضافة إلى المشاكل والعراقيل التي مر بها، مع الإشارة إلى نجاحاته التي لم يلق الضوء عليها، ولم يروّج لها كما يجب.
نبارك لك النجاح الكبير الذي حققه الفيديو كليب الذي أخرجته للديو وقد جمع بين الفنان سعد لمجرد والفنانة يسرا محنوش في أغنية "عندي فكرة"..أخبرني قليلاً عن هذه التجربة خصوصاً أنها المرة الأولى التي تعمل فيها مع هذين النجمين.
كانت تجربة جميلة جداً.. قبل بداية التصوير عرضت فكرتي عليهما والتقيت معهما عدة مرات للتحدث أكثر في تفاصيل العمل وفي النهاية اتفقنا على كل شيء، أما من ناحية التعاون معهما فلطالما كنت أقول إن المخرج الذي يريد أن يقدم عملاً "نظيفاً" عليه أن يتعاون مع شخص يعتبر نفسه وسيلة لتنفيذ العمل، وأن يتجرد من شخصيته كنجم لكي يقدّر الدور بشفافية، وسعد "ملك" يمتلك هذه الصفات لذلك كنت أود التعاون معه، على الرغم من أنني كنت قد أخذت استراحة من إخراج الفيديو كليبات، إلا أنني أردت أن أقدم هذا العمل مع سعد ويسرا.
ما أحببته بسعد أنني كمخرج يمكنني أن أتجرأ معه بتقديم ما قد لا يقبله غيره، خصوصاً أنه صريح ويساعد في اقتراح الأفكار ويعرف كيف يتعامل مع الكاميرا، ووقوف أي فنان أمامه صعب.
أما يسرا محنوش فهي صوت عظيم في الوطن العربي، ولديها قلب طيب للغاية فالتعاون معها يشبه التعاون بين الأخوة، إذ كانت حريصة على أن يكون العمل بأجمل حلة وأنا أقدّر ذلك بها لأنها تريد المحافظة على صورتها الجميلة.
هل تضيع أفكار المخرج عندما يتعاون مع نجمين في الوقت نفسه؟
لكل فنان نظرته للعمل وأفكاره وطريقة معينة في التنفيذ، وعلى المخرج أن يقرّب الأفكار بين الطرفين وتتم مناقشة أدق التفاصيل، خصوصاً أن اللغة السينمائية وطريقة التصوير التي أردت العمل فيها بالكاميرا على يسرا مختلفة عن ما سيتم تقديمه مع سعد، ثم وضع كل ذلك بعمل واحد مرتبط ومتماسك.
ما سر التعاون المتكرر مع الفنانة يارا بثلاثة فيديو كليبات؟
علاقتي بـ يارا مختلفة عن غيرها وأحبها كثيراً، إذ قدمت أول فيديو كليب في مسيرتي معها لأنني كنت أركز حينها فقط على السينما والتلفزيون لأن هذا مجال تخصصي، وكنت قدمت أشهر البرامج في الخليج منها كاربول بالعربي وعملت في مجال الإعلانات، لكنني تعرفت على الملحن طارق أبو جودة والفنانة يارا وقالت لي وقتها إنها تحضّر لعمل جديد فاقترحت عليها ان أحضر أفكاراً للفيديو كليب، وهذا ما حصل وتم التعاون الأول وارتحنا كثيراً بالعمل مع بعضنا، ولذلك تكرر التعاون قبل أن أقرر الابتعاد لكي لا أتحول إلى "مخرج فيديو كليبات يارا " وكنت صريحاً معها بهذا الشأن، وأؤكد أننا سنعمل معاً يوماً ما لكنني لم أرد أن يكون التعاون المتكرر بوقت زمني قليل.
أنت لست من المخرجين الذين يقدمون فيديو كليب كل أسبوع أو شهر مع العلم أن إخراج الكليب أسهل من ناحية حصد المال ..
الحق معك، لكن حسب كيف يتم العمل على الكليب وأنا أحب أن أعيش تجربة مع الفنان لا أن يكون مجرد عمل، وأن أكون من محبي ما أقوم به وأعمل عليه بشغف. وأريد أن أنوّه إلى أمر، أنني عملت في المسرح لفترة وفهمت أنني أحب أن أكون خلف الكاميرا لخلق عمل، لأنني أمتلك شغفاً في هذا المجال واليوم الذي أبدأ في اعتبار ما أفعله "مجرد عمل" يسقط برأيي كل ما أقوم به.
لكنك لا تشارك على صفحاتك أعمالك ولا تروّج لاسمك كما يفعل المخرجون الآخرون..
صحيح معك حق من هذه الناحية، لكنني معروف في هذا المجال خصوصاً في السوق هنا في دبي، وأعرف كيف أفصل بين عملي وشغفي فأنا لا أقدم عملاً إلا وأنا مقتنع به ومؤمن بالتجربة، أما بالنسبة للعمل اليومي فأنا كل يوم أعمل في العديد من البرامج والإعلانات لأشهر الماركات والشركات لكن عندما أريد أن أقدم عملاً سينمائياً أو فيديو كليب فيجب أن تكون رحلة وتجربة أود المشاركة فيها، كما أنني لست من نوع الأشخاص الذين يعرّفون عن أنفسهم من خلال مسيرتهم الفنية بل أحب أن يتعرف عليّ الفنان كنويل الإنسان، ويتم تبادل الأفكار قبل الإتفاق على العمل.
اللبنانيون شعب "شاطر" بالبروباغندا، لكن قلة من يفعلون بمستوى كلامهم عن أنفسهم، أما أنا فلا أحب أن أتكلم عن نفسي بل أدع الاخرين يتكلمون عني حتى أشعر بنجاحي أكثر.
لنتكلم قليلاً عن الفيلم القصير الذي أخرجته "لحظة" والجوائز التي حققها..
بعدما عملت كثيرا في مجال الإخراج التلفزيوني كنت أريد العودة إلى مجال تخصصي وهو الإخراج السينمائي وأؤكد لنفسي أنني لا زلت أمتلك الإمكانيات والمقومات في هذا المجال وأن أرضي شغفي، ولذلك بعدما سمعت بمسابقة صناعة الأفلام في 48 ساعة، وهي مسابقة تحصل حول العالم في كل بلد ومنها دبي، إذ يتسابق المشاركون على صناعة فيلم في 48 ساعة بحسب نوع العمل وتفاصيله المقترحة من لجنة الحكم، وكنت في ذلك الوقت أعمل مع الممثل جهاد الأندري على برنامج "ضيف الفن" وهو يكتب أعمالاً رائعاً ويعد البرامج، فقررنا خوض التجربة مع فريق عمل متعطش للعمل في هذا المجال، وقد كانت المرة الاولى التي يعملون بها ومن دون أجر، وكنا قبل المسابقة قد حضّرنا أفكاراً لكل أنواع الأفلام التي من الممكن أن نحصل عليها إلا النوع الخيالي، وهذا ما تطلب منا خلق شخصية كمال خوري وإضافة جملة معينة يجب أن تمر في العمل وكذلك إضاءة لمبة. وبذلك خلقنا عملاً وهو فيلم "لحظة" وصورناه ومنتجناه مع ترجمة، وسلمناه قبل 5 دقائق من المهلة المحددة وربحنا المسابقة، وأريد أن أؤكد أنه لو لم يكن جهاد البطل لم يكن سيحقق العمل هذا النجاح.
شاركنا بعدها في المسابقة العالمية منها مع متسابقين محترفين للغاية، وحققنا ترشيحين وهذا أمر مهم مقابل هذه المنافسة الشرسة.
أين نويل باسيل في الأفلام الطويلة؟
أعمل على عدة مشاريع وأريد أن أقدم عملاً يليق بشغفي وطموحي، وأرسم مخططاً ليكون هناك عمل سيبصر النور في عام 2025.
هل هناك من عمل سينمائي لفتك في الفترة الأخيرة في السينما المحلية؟
أحب التجربة التي قام بها القيمون على فيلم "هردبشت"، ويمكننا القول إنها محاولة جيدة في صناعة عمل سينمائي وأحترم تجربتهم لأنني أدرك صعوبة أن تؤمن بك شركة إنتاج عن عمر صغير، وأن تضع ثقتها بك وبأفكارك كما أن محمد الدايخ تعامل مع السينما باحترام.
قدمت برامج وفيديو كليبات وأفلام وإعلانات.. لكن أين أنت كمخرج في الدراما؟
نظرة المنتجين للمخرج المبتدئ في الدراما تكون غير منصفة إذ أنهم يريدون عملاً بميزانية منخفضة ولا بأس بذلك، لكن عندما يكون تقليص الميزانية على حساب أساسيات درامية لتنفيذ العمل تصبح المهمة شبه مستحيلة، وفي هذه الحالة أفضّل أن لا أقدم عملاً درامياً من الأساس.
وما نعاني منه في هذا المجال أن العاملين فيه لا يصفقون لبعضهم، وهذا أمر خطير لكنني أعرف أن أعبّر عن إعجابي بعمل شخص آخر، فمثلاً المخرج الشاب السدير غسان مسعود قادر على أن يُجلس العديد من المخرجين المعروفين في بيوتهم، لكنه بحاجة إلى فرصة حقيقية والمجال بحاجة الى التغيير.
أي برنامج استمتعت أكثر في العمل عليه؟
أختار برنامج "كاربول بالعربي" وبرنامج "بيت الفن".
ومن هو النجم أو الإعلامي الذي استمتعت وارتحت أكثر بالعمل معه؟
هناك العديد من النجوم الذين أحببت العمل معهم وقد يستغرب البعض إجابتي لكنني أحببت العمل مع أحلام كثيراً إذ كانت سهلة جداً في التعامل خلال تصوير حلقتها في "كاربول بالعربي"، حتى أنها لم ترد أن تغادر بعد انتهاء التصوير، كما أن التعاون مع هشام الهويش كان جميلاً مع أنني عملت مع وسام بريدي أيضاً في كاربول، لكن البرنامج بحاجة إلى شخصية هشام الفكاهية لذلك نجح معه أكثر من وسام.
ما هي مشاريعك المقبلة؟
صورت عدة فيديو كليبات مع الفنانة أصيل هميم وهي من أطيب الفنانات وأنيقة جداً بالتعامل ومن عائلة محافظة للغاية، وكان العمل معها تحدياً بالنسبة لي لأنها كانت المرة الأولى التي تصور فيها فيديو كليب، وأغنياتها لا تشبه ما أسمعه في العادة لكنني قبلت التحدي وحاولت أن أقنعها أن تتجرد من شخصيتها واستطاعت بعد تصوير ثاني كليب أن تبرز أكثر تمثيلياً، ولقد قدمنا عملاً جميلاً وتجربتي معها أكثر من رائعة.