من سنوات وأنا أطالب بتحيد بزة قوى الامن الداخلي عن بعض الاعمال الفنية التي تتناولها بإستخفاف وإستهزاء و سخرية وتضعها في خانات لا تليق بها ولا بتاريخها وتضحيات جنودها وضباطها على مر السنين، لكن لا حياة لمن تنادي خاصة وأن بعض المسلسلات والافلام تستنجد بهذه البزة لرمي الاخطاء عليها وتجريمها بدلاً من تكريمها وهي التي ضمت نخبة من الرجال الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الوطن من الرائد الشهيد وسام عيد مروراً باللواء وسام الحسن ووصولاً الى الرائد جلال شريف والشهداء حسام سماح الدين وأسامة مرعب وسليم ابي راشد وتوفيق الدويهي و ادمون سمعان و اخرين .
في المقابل يطل برنامج ( مرحبا دولة ) الذي أراده المؤلف والمخرج محمد الدايخ ( شماعة ) يرمي عليها فساد وطن و شوارع و لصوص من خلال بزة قوى الامن الداخلي التي بدت ضمن إطار غير لائق مع الاحداث المطروحة في الحلقات فتحول رجل الامن الى نكتة بالنسبة للثنائي الدايخ وقاووق وجوقتهما وسقطت التجربة في حفرة التجني على جزء كبير من العسكريين الذين نحرتهم الازمات الاقتصادية من الوريد الى الوريد وما زلوا في مراكزهم يعملون كي يبقى الدايخ وقاووق ومن معهما يحصلون على الحد الادنى من الامن، وتناسى الثنائي مثلاً جهود شعبة المعلومات التي لعبت دوراً مفصلياً في بلد يحتاج الى معجزات لتوفير الامان في شوارعه خاصة خلال المرحلة الراهنة التي تسلل منها الفلتان في أوج النقص بالعناصر و الامكانيات و بات ( الدركي ) يعمل باللحم الحي لذا لا يستحق هذا الاخير ان نحوله الى ( نكتة ) .
الدايخ وضع بزة قوى الامن على شخص يتحدث لهجة عربية و جعل الدرك يضربون شاباً قال انه ينتمي الى لبنان وحول ( دراجاً ) سائق دراجة نارية الى مرتشي و فارض خوات على السائقين والتسعيرة 32 دولار يتم وضعها من قبل ضحاياه في الخوذة التي يردتيها ، وفي المقابل هناك شرطي سير يقف تحت الامطار في الشوارع العامة لاكثر من تسع ساعات يومياً حتى يؤمن قوت عائلته وطبابتها وهي ناحية لا يراها الدايخ ولا يعني له الخطر الذي يطارد قطاعات اخرى في قوى الامن حين يداهم رجال الامن النشالين المسلحين و القتلة وبائعي المخدرات و تجار الرقيق الابيض و سارقي السيارات، ربما اتى كل هذا التمادي لان مرحبا دولة يتباهى بالرقص فوق جثة وطن دخل في نفق مظلم جداً ولا أحد يعلم إذا كان سينهض من جديد .
قوى الامن الداخلي وعلى رأسها اللواء عماد عثمان مطالبة بمنع الاعمال الفنية مهما كان نوعها من إستغلال بزة قوى الامن لان هناك كرامة ضباط ورتباء وجنود وشهداء ولا يحق لاحد أن يستثمرها لاضحاك المشاهدين و للتقليل من هيبتها .