حصد الميدالية الذهبية في برنامج "ستوديو الفن" عام 1988، وجال الكرة الأرضية، حاملاً آلة الطبلة والآلات الموسيقية الإيقاعية، التي أدخلها إلى أهم أوركسترات العالم، وتخطى بإبداعاته كل الحدود، محققاً نجاحات لا مثيل لها.
إنه المؤلف والموزع الموسيقي وضابط الإيقاع روني براك، الذي يحل ضيفاً على موقع "الفن"، لنسترجع معه محطات عديدة من مسيرته الفنية، ويطلعنا على أعماله الجديدة، خصوصاً في السينما.
لفت أنظار معظم اللبنانيين عندما شاركت في برنامج "ستوديو الفن" لأنك كنت حينها صغيراً في السن، ولا ننسى هزة رأسك التي تميزت بها خلال عزفك، ألم تخف من العزف أمام لجنة تحكيم ضمت أسماء فنية كبيرة، من بينها الدكتور وليد غلمية والفنان زكي ناصيف؟
في بداية مشاركتي في برنامج "ستوديو الفن"، لم يكن لدي خوف أو مسؤولية، فقد شاركت وكأنني أتسلى، وحركات رأسي كانت طبيعية، وهي تفاعل مني، وبعد أول إطلالة لي في "ستوديو الفن"، التقيت بالكثير من الناس الذين كانوا يسألوني: "ألست أنت الذي تهز برأسك خلال عزفك على الدربكة؟" بعد أول حلقة كانت ردود الفعل رائعة من أعضاء لجنة التحكيم والجمهور الحاضر في المسرح والمشاهدين، وبدأت حياتي تتغير منذ اليوم التالي، وشعرت بأن هناك مسؤولية ملقاة عليّ، وصرت أدرس إطلالاتي أكثر. وبعد سنوات، عدت من إنجلترا إلى لبنان، وشاركت كضيف في برنامج "ستوديو الفن" 1992-1993، وقدمت صولو، وعلق الدكتور وليد غلمية على عزفي قائلاً: "التقنية والمقدرة تجعلان الإنسان يقف مندهشاً، وروني اليوم أدهشنا".
لماذا اخترت العزف على الآلات الإيقاعية؟
كان عمري ثلاث سنوات ونصف السنة عندما بدأت العزف على الدربكة، جدي لوالدتي كان موسيقياً، ووالدي، رحمه الله، كان يحب الموسيقى كثيراً، وكان يمتلك أذناً موسيقية، ووالدتي صوتها جميل، وشقيقي الأكبر إيلي يعزف على الأورغ، وكنا نعرف معاً في المنزل، وكان والدي سعيداً بذلك، قبل مشاركتي في "ستوديو الفن"، شاركت في برنامج "نادي الأحد" عبر تلفزيون لبنان، وكنت حينها بعمر السبع السنوات، وقال وقتها مخرج البرنامج مالك حلاوي لوالدي: "إبنك سيكون له مستقبل كبير".
أول فرقة موسيقية في الجنوب أسسناها حين كان عمري حوالى التسع سنوات، شقيقي إيلي وشباب آخرون وأنا، وعملنا مع الشاعر الراحل جان رعد، الذي عرفني لاحقاً على المخرج الراحل سيمون أسمر.
والدي كان يسمعنا مسرحيات زياد الرحباني، وطبعاً تربينا على أغنيات السيدة فيروز، وأنا كنت أتأثر بكل ما أسمعه، بالرق والطبلة، وبالموسيقى عموماً، وهذا ما أخذني إلى مكان آخر كمؤلف وموزع موسيقي. درست في كلية الموسيقى في جامعة الروح القدس في الكسليك، لكن لم يعملني أحد تقنية العزف على الطبلة، لم أتأثر بأحد، ولكني طبعاً كنت أحب أن أشاهد ستراك وهو يعزف، وأن أرى كيف يعزف كل عازف.
ما الذي أخذك إلى لندن؟
سافرت بسبب الحرب إلى قبرص واليونان، وبعدهما إلى إنجلترا، وأقمت هناك لأن شقيقي إيلي كان مقيماً هناك، ودرست الإيقاع الأوركسترالي، لأنه لا يمكنني أن أعمل هناك من خلال الطبلة فقط، رغم أني كنت مع أعمل مع عازف الكمان الراحل عبود عبد العال وغيره. أنا أعزف على كل الآلات الإيقاعية العربية، بالإضافة إلى البيانو، الذي جعلني أرى أشياء في الموسيقى لا تستطيع رؤيتها على آلة الطبلة، وهذا ما ساعدني على التأليف والتوزيع الموسيقي. لندن أعطتني فرصة أن أعزف مع موسيقيين من هناك. عزفت مع شقيقي إيلي لمدة 8 سنوات مع عبود عبد العال موسيقى عربية، وكنت بعدها أجلس إلى الأورغ، وأحول صوته إلى صوت بيانو، وأكتشف أموراً في هذه الآلة، وهذا ما جعلني أقدم أول ألبوم لي "أرامبا" في العام 1999، وأكون Musical Director لبرنامج "ما يطلبه المشاهدون" في mbc مع الإعلامية رانيا برغوت، فكنا نقدم عزفاً حياً في البرنامج، كما ألفت موسيقى تصويرية للرسوم المتحركة، ولأفلام وثائقية. أنا أحب الموسيقى الكلاسيكية والموسيقى اللاتينية والموسيقى العربية والجاز، والروح العربية موجودة دائماً في مقطوعاتي الموسيقية، حتى في مقطوعاتي الكلاسيكية، منها Beirut Sensations و Boulder Senations.
أنت أول ضابط إيقاع تعزف Music Video Games، كيف انتقلت إلى عزف هذا النوع من الموسيقى؟
Music Video Games هي سيمفونية تقدم على المسرح، وهناك موزعون موسيقيون يكتبون للأوركسترا موسيقى الألعاب التي نعرفها منذ صغرنا، منها Nintendo وSuper Mario، وتم طرح إسمي بعد أن كنت قد عملت مع الفنانة العالمية سارا برايتمان، وبدأنا بالكونسرات منذ عام 2005، ولا زلت مستمراً فيها، إذ أقدم صولو على الطبلة مع مقطوعة Chrono Cross Chrono Trigger، التي ليس فيها طبلة أصلاً، فيلاحظ المستمعون شيئاً جديداً في هذه الموسيقى، إذ خلقت هوية جديدة لها، ولأني أحب الموسيقى السيمفونية، تحمست لأؤلف Beirut Sensations عام 2009، التي جسّدت من خلالها أحاسيس عديدة عن بيروت، وتبلغ مدتها 18 دقيقة، وعزفتها 6 مرات بين عامي 2009 و 2022 مع 6 أوركسترات سيمفونية عالمية، منها Yakima Symphony Orchestra وYork Symphony Orchestra وDenver Philharmonic Orchestra، وجسّدت من خلال Beirut Sensations صورة عن بيروت ولبنان.
أصبحت عضو فخري في الأكاديمية اللبنانية البرازيلية للآداب والفنون والعلوم في البرازيل، التي تضم المؤلف الموسيقي اللبناني العالمي غبريال يارد والكاتب العالمي باولو كويلو وغيرهما، من الشخصيات الاستثنائية الأخرى أنشأتها القنصلية قنصل لبنان العام في ريو دي جانيرو د، الخندرو بيطار
أشكر قنصل لبنان في ريو دي جنيرو أليخاندرو بيطار وسكرتيره ماركوس، كان هناك الكثير من التواصل بيني وبين ماركوس، لأنهم أحبوا أن يقدموا عملاً مختلفاً، وقدمت عام 2018 عرضاً من توزيعي الموسيقي، عزفت خلاله ألحان أغاني للفنانين اللبنانيين الراحلين وديع الصافي وزكي ناصيف، وللسيدة فيروز، ومقطوعة موسيقية، مع موسيقاهم البرازيلية. عزفت مع موسيقيين من أصل لبناني مشهورين جداً في البرازيل، وبعدها تم طرح إسمي لأكون عضو فخري، وسررت جداً بالأمر، وهذا يشعرني بالتقدير والفخر، وبأن هناك صلة بيني وبين البرازيل، ربما لأن خالي يعيش هناك منذ سنين طويلة، وصلة بيني وبين الموسيقى البرازيلية والشعب البرازيلي. تباحثنا في الكثير من الأفكار لأعمال موسيقية مشتركة بين البرازيل ولبنان، تضم موسيقيين من الجنسيتين، ويتم تنفيذها في لبنان أو البرازيل، وهذا يتوقف على الإنتاج، مع أسماء عالمية، منها غبريال يارد، الذي أقدره كثيراً وأحب موسيقاه جداً، وهو بمستوى عالمي.
أشعلت الأجواء في حفل الفنان المصري عمرو دياب في بيروت، في شهر آب/أغسطس الماضي، خلال الوصلة الموسيقية التي سبقت غناءه، كيف تم التنسيق معك لتشارك في هذا الحفل؟
طلب مني دي جي رودج قبل أيام من الحفل، أن نقدم فكرة جديدة، فكتبت الأفكار للإيقاعات، وقدمنا "بيروت ست الدنيا" للسيدة ماجدة الرومي، و"ألف ليلة وليلة" للسيدة أم كلثوم، والحمد لله كانت الأصداء رائعة.
ماذا عن لقائك الفنان المصري محمد رمضان في بيروت؟
إلتقيت به في جلسة لدى أصدقاء لي، بعد أن قالوا لي إنه يرغب بلقائي، فحضرت وإلتقيته، وأسمعته موسيقى ألفتها كمقدمة لأغنية بوب، فرح رمضان بالموسيقى، وطلب مني أن نبقى على تواصل، على أن نلتقي مرة جديدة في جلسة عمل مطولة، وأنا سررت كثيراً بلقائه، واستمتعت كثيراً بالحديث معه، فهو ذكي جداً ومهذب.
رأيناك أيضاً مع الفنان تامر حسني، أين إلتقيته؟
دعاني المؤلف الموسيقي ميشال فاضل إلى مطعمه، وهناك تعرفت على الفنان تامر حسني، وبعد أن كنت عزفت على المسرح، عدت وعزفت مرة أخرى حين كان يغني تامر، وجلست معه بعد الوصلة الفنية، وهنأته، وفاجأني بتواضعه الكبير.
تعمل حالياً على ألبومك الخامس، أخبرنا عن كواليس تحضيرك له.
أعمل على الألبوم الجديد من كل قلبي، وعشقته، بدأت العمل عليه خلال انتشار فيروس كورونا، وكنت حينها مصاباً بالعدوى، وعملي على الألبوم ساهم في شفائي، لذلك أسميت المقطوعة الأولى منه "غرام"، كإسم مبدئي، وسأطرح المقطوعات سينغل على التوالي، وبعدها أجمعها في ألبوم واحد. المقطوعات كلها جديدة من تأليفي.
هل من جديد لديك على صعيد الموسيقى التصويرية؟
أنجزت للمخرج الأميركي روبرت ربرغر لغاية الآن، حوالى خمسة برامج وثائقية للولايات المتحدة الأميركية، أنا أسافر إلى هناك منذ حوالى 18 عاماً، حيث أعمل في مؤتمر، وألتقي جدته، التي أصبحت وكأنها جدتي، وعرفني روبرت على منتج من نيويورك أحب عملي كثيراً، وأعمل حالياً على الموسيقى التصويرية لفيلم أميركي جديد.
