استطاع الفنان السوري وفيق حبيب أن يثبت على مدى السنوات الماضية، أنه يمتلك صوتاً جباراً، فقد غنى وأطربنا وأفرحنا، واستطاع أن يكسب محبة جمهور كبير في الدول العربية، ودول الاغتراب.
طرح وفيق حبيب مؤخراً أغنية "دلعونا"، التي تحظى بنجاح كبير، وها هو حاضر في الولايات المتحدة الأميركية، ضمن جولة فنية يقوم بها كل فترة للقاء محبيه.
موقع الفن كان له الحوار الآتي مع وفيق حبيب.
أخبرنا عن أصداء أغنية "الدلعونا"، خصوصاً أننا لاحظنا تداولها بين الكبار والصغار.
الدلعونا هي أغنية قديمة، ولكن بلهجات ونغمات مختلفة، وأنا أحببت أن أضع اسم الدلعونا في أول الأغنية، ولكن بلحن جديد وتوزيع موسيقي مختلف.
الأصداء إيجابيه جداً، فالأغنية صادقة وسلسة وسهلة، وبنفس الوقت فيها فن وموسيقى، وهذا الأهم، وأشكر الجمهور الذواق الذي لا يزال موجوداً.
هل أصبح من الصعب تأدية أغنية "دلعونا" اليوم، بعد أن تم تقديم عدة نسخ من الأغنية من قبل عدد كبير من النجوم؟
ليس كل من غنى "الدلعونا" صارت "دلعونا"، فالأغنية مهمة جداً، وهي تراث الأجداد قبل الآباء. البعض نجح فيها، والبعض فشل، أكان بالأداء أو بالأسلوب.
على الرغم من أنك متواجد في الولايات المتحدة الأميركية، إلا أنك لا زلت قريباً من الجمهور العربي، هل هذا الأمر صعب عليك في ظل وجود مسافات بينكما؟وهل يؤثر على نجومية الفنان؟
أنا متواجد في الولايات المتحدة الأميركية من أجل الدلعونا وأصدقائها من الأغنيات التراثية، الحمد لله حققت إرثاً فنياً خلال مسيرتي الفنية المستمرة منذ أكتر من عشرين سنة، وكل سنة أو سنتين أحيي حفلات في أميركا، لأن الجالية العربية وبلدان الاغتراب لها الحصة الكبيرة منا كفنانين ومن أغانينا.
طبعاً لا يمكننا الاستمرار من دون الجمهور العربي لأنه "القصة كلها"، وأن يقوم الفنان بجولة فنية في أميركا ثم يعود إلى بلده، فهذا أمر صحيح لإرضاء الجميع، واستمرار للنجاح، وصناعة الفن تكون دائماً في بلادنا، بسبب تواجد الموزعين والملحنين والكتاب فيها.
التقيت عدة مرات بالفنان جورج وسوف، أخبرنا عن كواليس هذه اللقاءات، وهل قدم لك أي نصيحة اتبعتها؟
أبو وديع، مع حفظ الألقاب، لأنه يحب أن نناديه بهذا الاسم، في كل مرة أجلس معه، أحبه أكثر، وأتعلم منه أكثر، ومهما تقدم في العمر، أطال الله في عمره، يبقى قلبه قلب طفل.
أنت فنان متواضع رغم شهرتك، إذ لاحظنا كيف تهتم خلال لقائك بزملائك، منهم الفنانان ملحم زين وناصيف زيتون، ما رأيك بهما؟
أبو علي وأبو الياس من أجمل الأصوات الموجودة على الساحة الفنية، والإثنان "العسل الحلو ما بخبّي حالو".
هل هناك فنانون تحاول الابتعاد عنهم؟ وهل تعرضت للمحاربة خلال مسيرتك الفنية؟
"ما فيه حدا بيحارب حدا"، فالساحة الفنية تتسع للجميع، والفن بحر كبير، ونحن مثل صيادي السمك، وهناك سمك للجميع، لكن عليك أن تعرف متى وأين عليك أن تتصيد، وأقصد بالسمك الأغاني. أما حرب الفن فهي جميلة، والأهم أن يكون التنافس شفافاً وجميلاً، ونابعاً من القلب.
هناك حديث عن خلاف قديم بينك وبين الفنان علي الديك، حين كان يقدم برنامج "غنيلي تغنيلك"، هل تم حل المشكلة؟
لا يوجد خلاف بيني وبين علي الديك، وهو أصلاً أقرب شخص لي من الساحل السوري، وموضوع "غنيلي تغنيلك" طواه الزمن.
علي دعاني إلى البرنامج، لكنه تأخر كثيراً، كان هناك عتب، وليس زعلاً، لكن الناس كبّروا الموضوع.
"أبو دريد"، ماذا يعني لك هذا اللقب؟
أدام الله أولاد الناس، وجعلهم يعيشون بسلام وسعادة، هذا اللقب يربطني بابني وحبيبي ورفيقي وأغلى ما عندي، دريد.
منذ بداياتك الفنية اخترت اللون الفلكلوري الشعبي، هل ستظل ملتزماً بهذه الهوية الفنية؟ أم أنك تفكر بالتغيير؟
لن أغيّر أبداً لوني الفني، فقد نحجت فيه، وهو يليق بي، مع أنني، والحمد لله، أغني وأؤدي ألواناً غنائية غير اللون الشعبي الذي أفتخر به، والذي أوصلني إلى هنا. التغيير جميل، ولكن "يلي ما إلو قديم ما إلو جديد".
كانت لك تجارب تمثيلية عديدة، لماذا ابتعدت عن هذا المجال؟ ومن هم الممثلون الذين يلفتك أداؤهم؟
التمثيل جميل، وهو شغف، توقفت عن التمثيل بسبب ضيق الوقت، فهو يتطلب مساحة وقت كبيرة، كان يمكن أن تؤثر على مسيرتي الغنائية. أما من بين الممثلين الذين أتابعهم، فأتابع الأستاذ أيمن زيدان، والغالي قصي خولي، وحبيب قلبي فادي صبيح.
هل تحضر لأعمال جديدة؟ وما هي الرسالة التي توجهها إلى محبيك؟
ما دام العقل والصحة والحنجرة بخير، فالأعمال إن شاء الله دائماً إلى الأمام، وترقبوا الجديد قريباً. أشكر الجمهور، وأشكركم، وأشكر الأصيلة والغالية هلا المر، والله يعطيها الصحة.