يقام مهرجان تكريمي بعد أيام، يصح عليه عنوان "مهرجان الطرابيش"، كون معظم المكرمين فيه قد دفعوا مسبقاً ثمن جوائزهم، وتقف خلفه مذيعة معروفة بالأعمال الإنسانية وزوجها، وتم وضع أحدهم من الصويحفين في الواجهة، كي يقع اللوم عليه، تزامناً مع الحرب في فلسطين، وسقوط شهداء على الحدود اللبنانية تجاوز عددهم الـ 50.
فكان من الذكاء أن تضع المذيعة وزوجها الصويحفي في الواجهة وحرقه، أو بالأحرى القضاء على ما تبقى من اسمه، في ظل مرحلة قاسية تعصف بالمنطقة.
مهرجان الطرابيش يكرم عدداً من الميسورين مادياً، إلى جانب بعض اللاهثين خلف بقعة غير مرئية من الضوء، أما لجنة التحكيم، فهي تضم نخبة من أصحاب المقاهي والمطاعم ومراكز التجميل، عدا العاملين في مجال ميكانيك السيارات، وهكذا يكون لبنان قد أضاف إلى سجله السياحي في أوج الأزمة، نكبة جديدة هدفها تحقيق الأرباح عبر بيع الوهم.