كلودين صعب زوجة المصمم العالمي إيلي صعب، ورفيقته وملهمته. إمرأة جميلة قلباً وقالباً، دعمت زوجها لتحقيق أحلامه، وأم متفانية سهرت على تربية أولادها، ولعبت دور الأم والأب. متواضعة لا تسعى الى الشهرة والأضواء، والموضة ليست من أولوياتها. لا تتردد بالسفر وحيدة مع حقيبتها، وليست بحاجة لمرافقين. نمط حياتها البسيط مخالف لتوقعات الناس. آمنت كلودين بزوجها، وشاركته في خلق مؤسسته، وكانت واثقة من موهبته، وقدرته على الوصول الى العالمية.
سر النجاح
أسرار نجاح إيلي صعب في عالم الموضة بكل مراحله، تحتفظ بها كلودين في قلبها وعقلها، فهي ملهمته ورفيقته الدائمة. عاشت في الظل لكنها لعبت دوراً أساسياً في مسيرة زوجها المهنية. أجادت لعب كل الأدوار وتحملت المسؤوليات من خلال دعم زوجها وتربية أطفالها وجمع العائلة الكبيرة والصغيرة.
اللقاء الأول
إلتقت كلودين بالمصمم إيلي صعب للمرة الأولى خلال زيارة مشغله مع شقيقتها التي تتحضر لزواجها كما أن والدتها من زبائن مشغل إيلي صعب. قال لها إيلي لاحقاً أنه عندما رآها تأكد أنها المرأة التي سيتزوجها. بعد التعارف نشأت علاقة عاطفية بينهما ووجه لها دعوة لحضور عيد ميلاد شقيقته. لكن والدها تردد ولم يوافق، لاسيما أنه أب لخمس بنات ويريد حماية بناته، وبعد أن تعرف على إيلي تغير موقفه وسمح لها بمرافقته.
الحرب اللبنانية
إندلعت الحرب اللبنانية وأقفلت المطارات، فغادر إيلي صعب مع عائلته الى قبرص. وكان يرسل لـ كلودين الرسائل بعد تعطل خطوط الهاتف، وبقيا على تواصل. وعندما عاد من السفر، تقدم بطلب الزواج منها، فأجابته: "هل أنت جدي؟ لاسيما أن كلانا يافعين، وأنت ترغب بتحقيق أحلامك". تزوجا عام 1990 ورزقا بطفلهما الأول إيلي جونيور في العام التالي. بعدها غادر إيلي لبنان الى فرنسا لإطلاق عمله عالمياً.
إمرأة متواضعة
إنتقلت كلودين صعب الى سويسرا مع أولادها إيلي جونيور وسيليو وميشال عندما تدهورت الأوضاع في لبنان، وكانت أعمارهم 13 و12 و9 سنوات. شهدت كلودين على أحداث الحرب اللبنانية، ورفضت أن يعيش أولادها نفس التجربة، بالرغم من تعلقها ببلدها لبنان، لذا قررت مع زوجها أن يلتحق أولادهم بمدارس في الخارج. وإقترح إيلي تسجيلهم في مدرسة داخلية، لكنها رفضت أن تكون بعيدة عنهم، فإنتقلوا جميعاً الى جنيف. في تلك الفترة كان إيلي منهمكاً بالعمل وتطوير مهنته، وكان يزور عائلته من وقت لآخر. وكانت كلودين توافيه أحياناً الى فرنسا لقضاء يوم واحد برفقته وتعود ليلاً.
مسؤولية مزدوجة
لعبت كلودين صعب دور الأم والأب، واهتمت بإيجاد حلول لمشاكل أولادها، خصوصاً في عمر المراهقة بدون الرجوع الى إيلي، الذي كان منهمكاً بعمله. شعرت أحياناً بالإحباط وكانت بحاجة له ليكون الى جانبها لكنها كانت تتراجع عن قرار الأتصال به عندما تشعر أنه منهمك وتحاول معالجة الأمور بنفسها. كلودين أم متفانية بقيت في جنيف 15 عاماً تهتم بأولادها وكانت ترافقهم الى مختلف نشاطاتهم الرياضية من السباحة الى التزلج. وقد حافظت على نظام الحياة التي إعتادوا عليها في بيروت. تجارب الحياة صنعت منها إمرأة قوية.
حياة بعيدة عن الروتين
حياة كلودين صعب بعيدة عن الروتين، فهي الداعمة الدائمة لزوجها وتشاركه بالنشاطات والمناسبات وأسابيع الموضة وفي مختلف مجالات مهنته، منها التنظيم والتواصل.
الأمومة
الأمومة بالنسبة لـ كلودين من أهم وأغنى التجارب في حياتها يليها تجربة الأحفاد. العائلة أهم شيء في حياتها وهي تمنحها الدافع لتكون أم وزوجة وجدة. المبادئ التي لقنتها لأولادها هي الإحترام والمحبة والتواضع والثقة بالنفس. لا تقارنهم بوالدهم ولا ببعضهم البعض فلكل منهم شخصيته وأهدافه وأحلامه. وكانت حريصة على توجيه أولادها لتكون لهم شخصيتهم الخاصة والمستقلة عن والدهم. وتعلمت من والدها أن تكون أم حنونة وحازمة في نفس الوقت وهذا سر التربية الصحيحة.
كريستينا زوجة إبنها
عندما إلتقت كلودين بـ كريستينا زوجة إيلي جونيور للمرة الأولى، شعرت أنها ستشكل إضافة الى العائلة، وهي مقربة جداً منها. وهذا ما دفع إيلي جونيور أن يختار إمرأة تشبه والدته بالقلب والروح.