شارك مجموعة من الشعراء في مهرجان الشعر السنوي في القصر البلدي لمدينة زحلة، الذي نظّمه مجلس قضاء زحلة الثقافي.
والشعراء الذين شاركوا في الحدث هم د.ميشال كعدي، جوزيف الغصين، نسرين بلوط، د.جورج كفوري، المحامي ريمون عازار وشربل كاملة، وقدّمت الحفل الاعلاميّة والشاعرة كاتيا يمّين.
حضر الحفل كل من رئيس بلدية زحلة المعلقة -تعنايل المهندس اسعد زغيب حاكم المنطقة الليونزية ٣٥١ لبنان الاردن فلسطين والعراق الليون سعيد علامة، المطران عصام يوحنا درويش ممثلين عن المطارنة معوض والصوري، قائمقام راشيا وقائمقام البقاع الغربي، رئيس تجمع صناعيي البقاع نقولا بو فيصل، مديرة الجامعة اللبنانية الفرع الثاني د. دليدا بيطار، رئيس التجمع اللبناني للثقافة والبيئة والتراث انطوان ابو جودة، الكاتب المسرحي أنطوان غندور، الكاتبة والصحافية ماري تيريز فرّا رئيس نادي الشرق لحوار الحضارات إيلي السرغاني رئيسة رابطة سيدات المدن اماني الحقيل، العميد الركن ميشال نحاس، الكاتب ورجل الاعمال مارون بطرس مخول، اعضاء البلدية ومجلس قضاء زحلة الثقافي وحضور نوعي من المثقفين.
بعد النشيد الوطني اللبناني، إفتتحت عريفة الحفل الشاعرة والإعلامية كاتي يمّين بكلمة، مما جاء فيها:
" لانه الجمال
ابجديةٌ نورانية خانتها القيود/ تسافر في قوس قزح..
شجرةٌ عتيقة تدلّى منها الألق..
بحرٌ يموج ذوبانا في اللّهفة بين أبيات الغزل / يَحارُ في توهج المَرجان ..
رؤىً مفلوشةٌ فوق سهول الخيال / تَسّاقَطُ على جُزر الرياحين..
بلسمٌ يناغي جراح الانكسارات ..
مطرٌ يخضِّب اللقاءات المستحيلة ..
إيحاءاتٌ تتفتّح على دروب الإبهار..
جموح يلاحق الدهشةَ وعلامات التأمُّل..
صباحاتٌ مفتوحةٌ على جزر الصمت/ في حضورٍ يملأ العالم َأزاهيرَ الجماليا وينابيعَ الضياء..
لأنه الفكر
إبحار في القلق يُلمَس روح الكون/ يتوغّل في الوجع
يغوصُ في التسآل ..
صوت يتفجّرُ في هدير الحرية..
لحونٌ تنهمر من دُنىً سحيقة في عواصف الهذيان..
سفرٌ في أراجيح الوقتِ الساقطِ عند غبار الزوال..
نارٌ تكتوي في جسد الظنون وتنفُخ في شذرات الفلسفة ..
صهيلٌ يطارد الزمن يقلِّب مدارات الحقيقة/ في انعتاقٍ صوبَ حدود المطلق..
توسُّلٌ للأحجيات في مغامرة تَفُكُّ رموزَ المغلق..
انتظارٌ يجول في العبور/ يزرع النبوءات عند مفارق الإبداع..
لأنه الحلم
لأنه الشغف
لأنه الخَبَل
لأنه العريسُ المحتفى به / يخُطّ التجلّياتِ بطباشيرِ الخلودِ على لوح العدم/
حيث تغفو الكلمةُ بين الأيكات وتستيقظ بين النسور / وتكبُرُ القصيدةُ لتطالَ خدّ الشمس فيما نحن نتقلّصُ رويدا رويدا في مدائن الفناء..
لأنه البداية والمنتهى
كانت الكلمة، وكان الشعر.."
ثم كانت كلمة لرئيس بلديّة زحلة المهندس أسعد زغيب، شدّد فيها على أهميّة إعلاء صرح الشعر وإيلائه الاهتمام اللازم لتطوير وازدهار المواهب ومواكبة إرث شعراء زحلة الخالدين والمحافظة عليه، لأنّ الشعر يقع على عاتقِ كلّ زحلاويّ يؤمن بقضيّة الحرف. تلتها كلمة رئيس مجلس قضاء زحلة الاستاذ مارون مخول بدأها ببيتين من الشعر الغزليّ تغنّى فيهما بجمال زحلة وروعتها التي تكمن في الطبيعة والمساءات الشعريّة الجميلة، وأكّد على حرصه الشديد للسير قدماً على خطى الشاعر الكبير سعيد عقل في تحفيز الثقافة وتخليد ذكرى مبدعيها من خلال التعاون مع بلديّة زحلة لتسمية كل شارع من شوارعها باسم شاعر مبدع، يضع بصمته الراسخة في طيّات مساحتها ووجهِ حضارتِها الزاهر، وشكر رئيس البلديّة المهندس أسعد زغيب لاستضافته، والمقامات الروحيّة والثقافيّة والفكريّة والسياسيّة والحضور الكريم لتلبيتهم الدعوة. ثمّ ألقى الشعراء قصائدهم ليزرعوا البهجة في قلوب الحاضرين ويرسموا مشهد الابداعِ والسموّ في عالم الخيال والايجاز. في نهاية الحفل، كانت وصلة مميّزة للفنان جهاد وهبي، الذي عزف على أوتار النغم الذي يصل الشعر بالموسيقى، ويبرزُ مشهد الارتقاء النوعيّ للأحاسيس. وقد زخر الحفل الشعريّ بحضور نوعيّ مميّز، منح الجوّ رمزيّة الاستحقاق الأدبيّ للابداع.