الأميرة فريال هي الإبنة البكر للملك فاروق آخر ملوك مصر الذي تربّع على عرشها لمدة ستة عشر عاماً وزوجته الملكة فريدة. مراحل حياة الأميرة تراوحت بين التنعم بالثراء الفاحش في القصور وبين مواجهة ظروف الحياة القاسية. كانت الأميرة الطفلة المدللة بالنسبة لوالدها الملك فاروق لكن ثورة يوليو أطاحت بالملك وأبعدته مع عائلته الى المنفى في إيطاليا. أرغمت الأميرة على العمل سكرتيرة. تزوجت لاحقاً من سويسري ورزقت بطفلة ياسمين وزوجها الثاني مات منتحراً.
نشأتها
ولدت الأميرة فريال في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 1938 الساعة 8 مساء في قصر المنتزه في الإسكندرية، وعمت الفرحة في قصر الملك فاروق وأطلق عليها اسم فريال تيمنا باسم والدة الملك فؤاد جدة الملك فاروق. إسم فريال يعني النور الساطع. كان الملك فاروق سعيداً بولادة ابنته الكبرى، وقرر أن يشارك عامة الشعب بولادتها، فأصدر توجيهاته بتوزيع هدايا وملابس وأموال على كل من ولدوا في نفس يوم ميلادها، واستقبلت مصر ميلاد الأميرة بالفرح والسرور. لها شقيقتان الأميرة فادية والأميرة فوزية وشقيق الأمير فؤاد.
الإحتفال بولادتها
في صباح اليوم التالي لإعلان ولادة الأميرة فريال نفذت وحدات من الجيش المصري عرضاً عسكرياً في ميدان عابدين، وحلقت 26 طائرة حربية في سماء العاصمة. وفي المساء تجمعت بعض وحدات الجيش مرة أخرى في ميدان عابدين وقامت بعرض مماثل شاهده الملك فاروق من إحدى شرفات قصره وبادر الى توزيع خمسة آلاف جنيه على الفقراء إحتفالاً بولادة فريال.
تجسيد للحب
كشفتالملكة فريدة زوجة الملك فاروق أن الأميرة فريال هي تجسيد للحب بينها وبين الملك فاروق لأنها أول طفلة رزقا بها وكان الملك يمضي وقتا طويلا معها يداعبها ولا يتركها إلا لتنام. كان الملك فاروق يجلس على الأرض ليداعب فريال ويضحك. يذكر أن الملك فاروق كان يبلغ من العمر 19 عاماً والملكة فريدة 18 عاماً.
نظام حياة
كان للأميرة فريال وشقيقاتها نظام حياة لا يتخلفن عنه، كن يستيقظن في الصباح الباكر لتناول الفطور، ثم يقابلن المدرسين لتلقي الدروس في اللغة العربية واللغات، ومن بعدها يتناولن الغداء في الواحدة ظهرا، ثم يمارسن الرياضة مثل ركوب الخيل والسباحة، إلى أن تأتي الساعة الثامنة ونصف مساء، موعد النوم. عاشت فريال وشقيقاتها داخل القصر الملكي مع المربيات، فلم يكن يقابلن الوالد والوالدة سوى لتناول الطعام فقط، أو إذا احتجن شيئا خلال اليوم، وأوضحت فريال أن هذه الطريقة كانت طريقة تربية معظم العائلات لأبناءها في ذلك الوقت، مشيرة إلى أنه بسبب ذلك لم تعلم هي وشقيقاتها شيئا عن طلاق والدها ووالدتها، إلا بعدما حدث بالفعل.
ثورة يوليو
عاشت الأميرة فريال حياة الملوك الفاخرة في كنف عرش والدها الملك فاروق، حتى بلغت الثالثة عشرة من عمرها، الى أن إندلعت ثورة يوليو 1952 وأدت الى إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية فتبدلت حياتها وغادرت مصر مع والدها وعاشت الأسرة في المنفى في إيطاليا لسنوات طويلة حيث تعلمت اللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية والإيطالية ودرست الأدب الفرنسي. وكانت تحب الزراعة والحيوانات.
الصدمة الكبيرة
عن يوم إندلاع الثورة كشفت الأميرة فريال خلال لقاء صحافي قائلة: "في يوم 23 يوليو عام 1952، فوجئنا ببكاء جميع الخدم بالقصر، ثم قيل لنا أن نجمع أشيائنا لأننا سنقابل والدي وكنا في ذلك الحين في قصر رأس التين، ووجدنا أشخاصاً حولنا لم نرهم من قبل، وذهبنا مع حرس لم نعرفهم إلى والدي، وكنا خائفين، ظننا أننا فعلنا شيئا خطأ وأن والدنا سيعاقبنا، إلى أن قابلناه، ووجدناه يرتدي بذلة عسكرية، وعيناه مغرورقتان بالدموع، وقال لنا إنه مرغم على مغادرة الوطن، واخترنا أنا وإخوتي أن نسافر معه لأن مكاننا مع والدنا أينما ذهب".
حياتها الخاصة
تابعت الأميرة فريال دروس السكرتارية في إيطاليا وعملت سكرتيرة. وعندما كان عمرها 23 عامًا وتحديدًا عام 1962 وقعت في غرام شاب يعمل رسامًا كان يعد ديكورات للفيلا الصيفية الخاصة بوالدها في نابولي، لكن الملك فاروق رفض زواجها منه. تزوجت الأميرة فريال فى لندن من جان بير بيرتين السويسري الأصل وأنجبت منه الأميرة ياسمين عام 1968، لكن زواجهما كان مصيره الطلاق. زواجها الثاني إنتهى بمأساة إنتحار زوجها. اضطرت الأميرة فريال للعمل من جديد من أجل تربية طفلتها ياسمين.
زياراتها الى مصر
زارت الأميرة فريال مصر بعد تبلغها خبر وفاة والدها الملك فاروق وكانت تزور والدتها الملكة فريدة وشقيقتيها الأميرتين فادية وفوزية ولاحقاً ابنتها الأميرة ياسمين التي تقيم فى مصر مع زوجها علي شعراوي.
وفاتها
توفيت الأميرة فريال في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 في مدينة مونترو في سويسرا عن عمر يناهز 71 عاما بعد معاناة مع مرض سرطان المعدة استمر سبعة سنوات.