قبل سنوات وخلال حوار إعلامي، سخر الرئيس المصري الراحل حسني مبارك من مطالبة لبنان بالمساعدات المالية من الدول العربية، وكان حينها الفنان المصري عمرو دياب يتقاضى عن حفلة واحدة في بيروت 100 ألف دولار، وهنا برز التناقض بين حكاية وطن غارق في محنة مالية وبنفس الوقت يتهافت لمتابعة حفل دياب بمبلغ كان في ذلك الحين ممكن أن يؤمن الطعام لمئات اللبنانيين المحتاجين.
اليوم تتكرر الصورة و بشكل أضخم، بعد أن انهار لبنان مالياً بشكل تام وأعلن النفير العام على كافة المستويات الاستشفائية والغذائية والمالية والاجتماعية ويأتي فوق كل هذا حفل عمرو دياب في بيروت مقابل 750 ألف دولار عدا مصاريف الفرفة الموسيقية والمرافقين ومدراء الاعمال والاقامة وتفاصيل لا تعد ولا تحصى، والاغرب أن بطاقات الحفلة بيعت بالكامل في قاعة ستضم عدداً كبيراً من الجمهور وطبعاً بعضهم كان في الثورة التي اشتعلت على وقع الفقر والظلم ومحاربة الطبقة السياسية، ومن ثم انتهت والتهبت الأجواء بمظاهر البزخ في حين ما زلنا نطالب الدول المانحة بالقروض، وهرب من بلدنا وفد البنك الدولي لأن أساساً من الصعب جداً فهم تركيبتنا التي ترفع إعلام التذمر في النهار من قلة المال وفي المساء ترفع الكؤوس حتى لو أصبح الدولار بحسب صرف السوق السوداء مليار ليرة.
حقاً نحن شعب غريب و عجيب حتى الذكاء الاصطناعي لن يتمكن من فك الشيفرة الخاصة بنا.