استطاع الممثل طارق لطفي في السنوات الأخيرة أن يحظى بالمكانة التي تستحقها موهبته، بعد أن قدم عدداً من الأدوار والشخصيات المركبة في أعمال مثل "القاهرة كابول، جزيرة الغمام، بين عالمين، شهادة ميلاد" وغيرها من المسلسلات.
وكان لموقع "الفن" حوار مع الممثل طارق لطفي، الذي قدم هذا العام مسلسل "مذكرات زوج" في إطار إجتماعي كوميدي، بعيدًا عما قدمه تماماً من أدوار سابقة ولم يكن هذا هو الاختلاف الوحيد، بل جاء المسلسل أيضًا في إطار 15 حلقة.
ما الذي شجعك على المشاركة في مسلسل "مذكرات زوج"، وهي بعيدة عن كل ما قدمت من قبل؟
لدي قناعة بأن صناعة حالة الدهشة هي جزء كبير من تركيبة النجاح، وهذا يتحقق بالذهاب إلى أشكال وأنماط لم يعتد علي الجمهور بها. كما أن التغيير يجعلني كممثل أستمتع وأتحدى نفسي، ولا أستسهل الرهان على المتوقع والذي يعتقد البعض فيه أن نجاحه مضمون مع الجمهور.
للمرة الأولى يتم تقديم المشكلة الأسرية ومشكلات الزواج من وجهة نظر الرجل.. حدثنا عن ذلك؟
لقد تم تناول القصة من وجهة نظر الرجل بشكل إنساني وبسيط جداً، وربما هذا لم يكن معتاداً في الدراما، فوجهة نظر الرجل عادة تكون غائبة، لكن المسلسل سلط الضوء عليها، ولذلك حصل جدل كبير، وأعتقد أن كثيراً من النساء ستراجع نفسها بعد المسلسل، لأن كل ما يحتاجه الرجل هو التقدير فقط.
ألم تخش من غضب النساء من تقديم المشكلة بهذه الصورة؟
المسلسل لم يُثر غضب الجمهور ولكنه دفعهم إلى التفكير في العلاقات بشكل جيد، والكثير ممن أعرفهن من النساء وصل إلى قناعة أن الرجل يكون محقاً عندما يهرب من المنزل، لأنه طوال حياته لا يسمع كلمة "شكراً".
لماذا قررت تقديم مسلسل "مذكرات زوج" من 15 حلقة فقط؟
كان ذلك خيار الشركة المنتجة، وأعتقد أنها قد حققت غرضها.
هل يمكن أن تقدم جزءاً ثانياً من مسلسل "مذكرات زوج"؟
كان هناك تفكير في هذا لأمر، ولكني لا أراه مناسبًا ولا يوجد جزء ثانٍ، فأنا أبحث دائمًا عن الجديد، ومنذ بدايتي أسعى للمغامرات الفنية وتحدي نفسي، وتحقيق الدهشة للجمهور من تنوع الأدوار واختلافها.
كان هناك عدد من التحولات النفسية للبطل خلال العمل.. كيف تعاملت معها؟
هناك تحولات نفسية كبيرة في شخصية رؤوف وصعبة، والمؤلف محمد سليمان عبد المالك تناولها ببراعة، و استلزم الأمر مني تحضيرات وجلسات عمل عديدة مع المخرج والمؤلف، كما أنني كنت أتابع مقالات الكاتب أحمد بهجت المأخوذ عنها العمل، فكنت ملماً بأغلب التفاصيل وقرأت الرواية بعد التعاقد، وكنت حريصاً على أن تصل المشاعر التي تشعر بها الشخصية للجمهور بكل صدق.
هل عانيت من أزمة منتصف العمر؟
مررت بأزمة منتصف العمر، والمسلسل يتناول قصة مر بها أشخاص كثيرون، وأنا شخصياً مررت بجزء من الأحداث التي شاهدناها في المسلسل وتجاوزت هذه الأزمة مع زوجتي بتفهم شديد جداً، فنحن نحتاج مساعدة الطرف الآخر طوال الوقت، لأن في المشاعر لا يوجد إنسان خارق، والاعتراف بمرور الرجل بأزمة منتصف العمر ليس أمراً مخجلاً، فهي أزمة حقيقية يمر بها الرجال والنساء، ربما تكون أكثر وضوحاً عند الرجال، ولكن البعض للأسف يراها شيئاً مخجلاً، لأن البعض يختصرها في أن الرجل يكون مراهقاً عندما يمر بهذه الأزمة.
ذهب بطل المسلسل إلى خبير في العلاقات.. هل يمكن أن يذهب طارق لطفي إلى طبيب نفسي؟
أرى أن الطبيب النفسي مثل الطبيب العضوي، وكلاهما مرض ولا عيب على الإطلاق من أن يذهب شخص إلى الطبيب النفسي، ولقد تعاملت مع الدور من خلال مشاهدتي لشخصيات واجهت مشاكل رؤوف نفسها، وقرأت كثيرًا عن تأثير مثل تلك الأزمات النفسية على الشخص، وكيف أن أعراضها تكون ثابتة ومن يعاني منها يقدم على التصرفات ذاتها بشكل تدريجي ومتتابع.
قدمت دوراً مختلفاً تماماً هذا العام وهو أحد قادة داعش في مدينة الموصل بالعراق .. حدثنا عن هذا الدور في مسلسل "ليلة السقوط"؟
ما حمسني للمسلسل، هو الموضوع الذي يتناوله ومدى واقعيته، وقربه من أحداث حقيقية بتفاصيلها، ودخول داعش وسيطرته على الموصل، ومقاومة الجيش العراقي، وكذلك نستعرض من خلال العمل كيف استطاع الجيش العراقي أن يسيطر على داعش وأن يتصدى لدخولهم إلى إقليم كردستان وطردهم من الموصل.
هل ترى أن هناك ما يسمى بالبطولة المطلقة والبطولة الجماعية؟
لا يوجد عمل فني ينجح ببطل منفرد، بل أن الأمر جماعي، فـ"مذكرات زوج"، قائم على عدد كبير من الشباب بالإضافة إلى النجوم وإنه ليس فردياً على الإطلاق، وكذلك "ليلة السقوط" الذي نجد فيه نجوماً من أكثر من دولة عربية، فالإنفرادية في النهاية لا تنتج عملاً جيداً ومتوازناً.