انطلقت في الثالث من الشهر الحالي فعاليات مهرجان الفيلم اللبناني في كندا بدورته السابعة، التي بدأت في مدينة مونتريال بتكريم الممثلة اللبنانية تقلا شمعون، بحضور ورعاية قنصل لبنان العام أنطوان عيد، إحدى مؤسسي المهرجان ومديرته هاي لاف حدشيتي، الشريك المؤسس ومدير البرامج في المهرجان سام لحود، ديبلوماسيين وإعلاميين وغيرهم.

وكان لموقع "الفن" حديث خاص مع السيدة هاي لاف حدشيتي، كشفت لنا خلاله عن سبب إختيار الممثلة اللبنانية تقلا شمعون لتكريمها في المهرجان، وتحدثت عن تطور المهرجان والإقبال عليه عبر السنوات، وعن المشاريع المستقبلية التي ينوون إنجازها.

كيف تأسس "مهرجان الفيلم اللبناني" في كندا، وكيف تقيمين الإقبال عليه منذ تأسيسه منذ 6 سنوات حتى الآن؟

كان السبب الرئيسي وراء تأسيس المهرجان، حاجة الجالية اللبنانية الماسة لمشاهدة أفلام لبنانية، إذ إنه لم يكن لدينا المجال الكافي لمشاهدة هذه الأفلام في كندا، وكذلك لنواكب كل ما هو جديد في السينما اللبنانية.

خلال زيارة لـ سام لحود إلى كندا في شهر أيار عام 2016، وفي جولة له مع مدير إحدى الجامعات، إلتقينا به، ومن ضمن المواضيع التي تم طرحها، كان أجدد الأعمال السينمائية اللبنانية. سام لحود شخص مهتم جداً بالسينما، ويعمل من قلبه، ويخاف على الإنتاجات، لذلك قرر أن يدعم السينما بمجهوده الشخصي لهذا المشروع، وأنا أحب السينما كثيراً، وعملت في أكثر من مشروع فني ودرامي، جئت من خلفية فنية وترفيهية، وأشكر الله وبالرغم من أنني إبتعدت عن الفن في مجالي التعليمي، إلا أنني عدت إليه بطريقة معينة، ولن أتخلى عن هذا الإندفاع الذي أملكه تجاه هذا المهرجان.

وبدأنا بالعمل على تجربة صغيرة في مونتريال، سميت بمهرجان الفيلم اللبناني، وأقيمت على مدى ثلاثة أيام، وعرض فيها فيلمان سينمائيان فقط، وفي شهر أيلول 2017، وسعنا عملنا على 4 أيام وبـ3 أفلام، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، لم نتوقف عن توسيع عملنا ولن نتوقف، وأصبحنا نعرض في 5 مناطق كبيرة في كندا هي مونتريال وهاليفاكس وتورونتو وأوتاوا وفانكوفر، ونحن نعتبر "مهرجان الفيلم اللبناني"، أكبر مهرجان للسينما اللبنانية خارج لبنان.

الإقبال على المهرجان صار يزداد كل عام، وأصبح الجمهور ينتظره من عام إلى آخر، وينتظر الأفلام الجميلة التي يقدمها، والأعمال الجيدة التي أنجزها مخرجون لبنانيون نفخر بهم، وأصبحت المشاركة أكبر، حتى أنها لم تعتد تقتصر على اللبنانيين فقط، فهناك الكثير من الكنديين، المغاربة، والتونسيين، السوريين، والأردنيين وغيرهم، يمكننا القول إن نسبة 37% من الحضور ليست من الجالية اللبنانية.

ومن أسباب زيادة نسبة الإقبال على المهرجان، ما حصل معنا عام 2020، بفترة الحجر الصحي الذي فرضته أزمة كورونا، حيث أننا لم نتمكن من دعوة الأشخاص لحضور المهرجان شخصياً، فقمنا بنقل مباشر أون لاين، فشاهده الجمهور من منزله، ومع أن القائمين على المشروع عارضوا الفكرة بداية، إلا أنها شهدت نجاحاً كبيراً حين نفذناها، وكان هناك حوالى 17 ألف مشارك، وتمكنا من التواجد بعدد أكثر من المناطق التي كنا نزورها سابقاً، وكان يمكن لكل العالم أن يشاهدنا، وعام 2021، إزداد العدد إلى 24000 مشارك من كل العالم، من حيث الحضور الشخصي وعبر الإنترت.

عام 2022، حصدنا عدد مشاركين أكبر بكثير من العادة، وصل إلى 160 ألف أون لاين وحضور شخصي.

نعمل في الوقت الحالي على مشروع جديد، وهو عبارة عن منصة حصرية لأفلام المهرجان، حيث تعرض الأفلام وتمنع سرقتها أو قرصنتها، وهذه المنصة معتمدة في مهرجان "كان"، ونحن نطلب من جميع صناع الأفلام اللبنانية، أن يتواصلوا معنا من أجل عرض أفلامهم على هذه المنصة، المدعومة من الدولة الكندية، والتي ستكون المنصة الأولى المخصصة للأفلام اللبنانية.

كيف وقع الإختيار على الممثلة اللبنانية تقلا شمعون لتكريمها في المهرجان، وهل تكرمون كل عام شخصية معينة؟

وقع الإختيار على الممثلة الكبيرة تقلا شمعون بسبب قيمتها الفنية، وأدوارها الرائعة، وعطائها للسينما اللبنانية، ومسيرتها العريقة الطويلة في المسرح والسينما والدراما، وكلنا فرحنا كثيراً لأنها لبت دعوتنا، وأحببنا أن نكرمها على الأراضي الكندية، ونشارك اللبنانيين الذين لا يعيشون في لبنان، في تكريم ممثلة مهمة ورائعة هي تقلا شمعون.

كل عام يتم إختيار ممثل أو ممثلة، وفنان أو فنانة، ليتواجدوا معنا في المهرجان.

ماذا عن المحطات المتنقلة للمهرجان بين المدن الكندية؟

كل دورة من كل عام تبدأ بمدينتي مونتريال وأوتاوا، وهما مدينتان قريبتان للغاية، إذ تفصل بينهما ساعتان فقط، ونحرص في كل مرة على المزج بين الضيوف في كلتا المدينتين، ونحن موجودون في 5 مناطق في كندا، في شهر أيلول المقبل سنكون في فانكوفر وتورونتو، وفي شهر تشرين الأول في هاليفاكس.

هل يتم عرض فقط الأفلام الطويلة في المهرجان؟

هذه الدورة إحتوت على 3 أفلام طويلة، وأفلام وثائقية، وأكثر من 30 فيلماً قصيراً، منها ما عرض في مونتريال، ومنها في عرض في أوتاوا، ما فتح لنا باباً مع الجالية الفرنسية في كندا، والناطقين باللغة الفرنسية.

ومثل كل عام، هناك ورشات أعمال، ولقاءات مع القائمين على السينما، وجلسات دائرية شاركت فيها هذا العام سيدات لبنانيات عاملات في السينما في لبنان، كما ألقينا الضوء على أعمال للشباب والأطفال وغيرهما.

قررتم هذا العام دعم مجموعة من الطلاب، من خلال عرض أفلامهم.

الطلاب هم جزء أساسي من السينما، لذلك قررنا أن نسلط الضوء على الأعمال الجيدة، مهما كانت التقنيات المعتمدة، وإظهار إبداع الطلاب، وأن نساعد الطلاب اللبنانيين المقيمين في كندا، والذين يدرسون فيها، كما أننا نحاول دائماً أن ندعم الفئة الشبابية، فالمتطوعون الذين يساعدونا، عادة ما يكونون من الفئة الشبابية، ونستفيد من خبراتهم التنظيمية والإدارية، والمهرجان بدأ يكبر عالمياً.

هل هناك من جهات فنية أو عامة داعمة لهذا المهرجان، أم أنه قائم على مجهود شخصي؟

هذا المهرجان بدأ بمجهود شخصي منا نحن المؤسسين الثلاثة سام لحود وجيلبير صقر وأنا، وطبعاً إنضم إلينا Sponsors لبنانيون مهتمون بالسينما اللبنانية، ومع الوقت إزداد عدد الداعمين من أفراد الجالية اللبنانية الناجحين في الخارج، والآن بدأت الدولة الكندية بدعمنا معنوياً، وكذلك عبر إعطائنا القروض.

إشارة إلى أن "مهرجان الفيلم اللبناني" كرّم أيضاً مخرج وكاتب فيلم "مورين" طوني فرج الله، وتم عرض "مورين" في المهرجان، وهو أول فيلم تاريخي لبناني، يتناول قصّة ​القديسة مارينا​، التي تخلّت عن أنوثتها لهدف إنساني، وجمعت ما بين الإيمان والأخلاق، والفيلم من بطولة الممثلين ​كارمن بصيبص​، ​منير معاصري​، ​حسن فرحات​، غسان مسعود، ​تقلا شمعون​، منير كسرواني، أويس مخللاتي، والطفلة كلويه ناجي نهرا، وغيرهم من الممثلين اللبنانيين.