الفنان الذي تمتلئ سيرته بأعمال متوجة بالنجاح، يتساءل ماذا عساه أن يقدّم بعد؟ البعض يصل إلى مبتغاه ويقف عنده، وآخرون تخطّوا لقب "النجم"، وعند كل مشروع يقدم عليه، يعتبره بمثابة تحدٍ جديد له، وهو صاحب موهبة مشبّعة بالثقة ومجبولة بتعب سنوات.
نتحدث عن الممثل السوري فايز قزق، الذي لم ترهقه ساعات العمل، لأن شغفه مدّه بالقوة، وكانت النتيجة تفوّقاً، ومحبة الجمهور المتجددة له.
فايز قزق ثروة يُحسب لها 1000 حساب في أي مسلسل، وبأدائه وأداء غيره من الممثلين البارعين، يجعلنا نتفاءل بعالم التمثيل، إذ نحن لا نريد ممثلاً أو ممثلة ليس عنده/ها أدنى مقومات التمثيل، لا نريد من يُسمّع دوره، وكأنه تلميذ في مدرسة أمام معلمته، لا نريد سذاجة في الأداء، ولا شخصاً يمتهن التمثيل فقط من أجل الشهرة، ولا يكون على دراية بأي ركيزة في هذا المجال، نريد ممثلين أصحاب قدرات تمثيلية عالية، وما أكثرهم في لبنان والعالم العربي.
لا أتحدث هنا عن كبر موهبة فايز قزق في التمثيل، وهو الأمر المعروف وليس بجديد أبداً، فهو الذي كان أستاذاً لممثلين أصبحوا نجوماً نفتخر بهم، منهم الممثل باسم ياخور، بل نتحدث عن أهمية وجوده ووجود ممثلين كبار أمثاله في الأعمال التمثيلية، كي يزيد من ثقل المسلسل وقيمته الفنية، وبالتأكيد يجب أن تتوافر كل مقومات النجاح في العمل أيضاً، مثل مسلسلي "للموت" و"الزند" اللذين شارك بهما فايز قزق في الموسم الرمضاني الماضي، وحققا نجاحات كبيرة، وتابعهما الجمهور بشغف كبير، فقد أصبح رأي المشاهد مؤثراً أكثر من قبل، في ظل تطور الأعمال التمثيلية بشكل عام ومن كافة النواحي، ومشاهدته أعمالاً عالمية وأداء ممثلين عالميين عبر المنصات، ولم يعد يقبل بمشاهدة أداء تمثيلي لا يحرك مشاعره، لأنه يميز الممثل الكفوء عن غيره.
لم يقف الزمن لدى فايز قزق عند مسلسل "باب الحارة"، فهو لا يعيش على أمجاده، بل يبحث بإستمرار عن ما هو جديد، ويترك بصمة عند الجمهور.