تتويج الملك تشارلز الثالث ملكاً لبريطانيا سيتم في إحتفال فخم يترقبه الشعب البريطاني فس السادس من أيار/ مايو 2023 ويتشوق لمتابعة تفاصيل المراسم الشعب البريطاني وكل العالم منها ثياب الملك والملكة والعربة التي ستستخدم للإنتقال الى الكنيسة والعودة الى القصر والزيت المقدس من كنيسة القيامة في القدس والضيوف وغيرها من التفاصيل.
مراسم الإحتفال
من المقرر أن يتوجه الملك تشارلز الثالث برفقة زوجته كاميلا إلى كاتدرائية وستمنستر حيث تقام المراسم، في أحدث عربة ملكية وهي عربة اليوبيل الماسي التي تم تصميمها للإحتفال بمرور 60 عاماً على اعتلاء الملكة إليزابيث عرش بريطانيا واستخدمت للمرة الأولى عام 2014. وأوضح القصر أن حفل التتويج سيتميز بالأبهة والعظمة وسط تقاليد تعود إلى ألف عام.
مدة المراسم ستستغرق وقتاً أقصر من المدة التي استغرقتها مراسم تنصيب والدته الراحلة إليزابيث قبل 70 عاماً. وسيكون الحدث مختلفاً بعض الشيء عن تنصيب الملكة الراحلة عام 1953 لا سيما من حيث الحجم ليتماشى جزئياً مع العصر الحديث ويعكس أزمة تكاليف المعيشة الحالية.
العودة الى القصر
بعد الإنتهاء من المراسم سيعود الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا إلى قصر باكنغهام في موكب سيكون أكبر حجماً من رحلتهما إلى الكاتدرائية لكنه سيكون حوالي ثلث الطريق الذي قطعته إليزابيث والبالغ طوله 7.2 كيلومتر عندما احتشد الملايين في الشوارع لمشاهدته. وخلال العودة إلى باكنغهام سيستخدم تشارلز وكاميلا أقدم عربة ملكية وهي العربة الملكية المذهبة التي تعود إلى 260 عاماً والتي جرى استخدامها في كل مراسم التنصيب منذ عهد الملك وليام الرابع عام 1831 واستخدمها للمرة الأولى جورج الثالث للذهاب لحضور الافتتاح الرسمي للبرلمان في عام 1762 عندما كان لا يزال ملكاً للمستعمرات الأميركية الخاضعة لبريطانيا.
العربة
يبلغ طول العربة سبعة أمتار وارتفاعها 3.6 متر ووزنها أربعة أطنان وتحتاج إلى ثمانية خيول لجرها. وقالت سالي جودسير أمينة الفنون الزخرفية في المجموعة الملكية للعائلة البريطانية إنه بسبب حجم العربة لا يمكن تسييرها إلا بوتيرة بطيئة تماثل سير الأفراد مما يزيد من فخامة وعظمة هذا الموكب الملكي الكبير. يذكر أن الملكة الراحلة إليزابيث وصفت في فيلم وثائقي بث عام 2018 رحلتها من قصر باكنغهام إلى كاتدرائية وستمنستر في تلك العربة بأنها كانت "مروعة" وقالت إنها لم تكن مريحة للغاية.
الزيت المقدس
في تقليد عقائدي يعكس إهتمام العائلة المالكة في بريطانيا بالأراضي الفلسطينية المقدسة، يتم مباركة زيت "الميرون" المستخرج من الزيتون في كنيسة القيامة في القدس ويمسح به الملك تشارلز الثالث. ويتم تعطير الزيت المقدس بالسمسم والورد والياسمين والقرفة والبرتقال وبخور الجاوي والعنبر، وقد شارك بطريرك القدس ثيوفيلوس الثالث، والمطران حسام نعوم رئيس الأساقفة الأنجليكاني، في عملية مباركة الزيت، الذي يستخرج من محصول الزيتون المزروع في جبل الزيتون، أحد جبال المدينة القديمة المقدسة، ويحظى بمكانة كبيرة لدي المسيحيين. ويُمسح بالزيت المقدس أيصاً زوجة الملك كاميلا أثناء حفل التتويج. وشكر رئيس أساقفة كانتربري كنيسة القيامة، على توفير زيت التتويج، الذي يعكس الإرتباط الشخصي للعائلة المالكة بالأراضي المقدسة، واهتمامه بشعبها.
الضيوف
أكثر من 2200 ضيف سيشهدون مراسم تتويج الملك تشارلز، منهم ممثلون عن 203 دول فضلا عن المجتمع المدني والخيري.
وذكر القصر في بيان أن من بين الضيوف في كنيسة وستمنستر آبيب لندن فائزين بجوائز نوبل وممثلين دينيين ورؤساء دول ووزراء خارجية.
وأضاف البيان أن 400 شاب يمثلون منظمات خيرية ستتاح لهم فرصة مشاهدة مراسم التتويج والمواكب من داخل كنيسة القديسة مارغريت المجاورة.
ثياب الملك والملكة
أكد قصر بكنغهام أن ملك بريطانيا تشارلز الثالث سيرتدي ثيابا مخملية من الحرير القرمزي والأرجواني اللون في حفل تتويجه وهي ثياب ارتداها جده الملك جورج السادس أثناء تتويجه عام 1937.
وسيرتدي تشارلز وزوجته كاميلا مجموعتين من الثياب في حفل التتويج، وهي ثياب رسمية قرمزية عند الوصول وثياب ملكية أرجوانية عند المغادرة، وكلها ثياب إما محفوظة من قبل أو مصنوعة لدى شركة حياكة الملابس القائمة في لندن منذ 334 عاما إيدي آند رافنسكروفت.
موكب عسكري ضخم
يشارك حوالي 5 آلاف من أفراد القوات المسلحة البريطانية في تتويج الملك تشارلز الثالث، وينضم إليهم جنود من أكثر من 30 دولة من دول الكومنولث لتشكيل واحد من أكبر الاحتفالات العسكرية منذ عقود.
آلاف من الجنود والبحارة والطيارين سيرافقون الملك وقرينته كاميلا، بين قصر باكنغهام وكنيسة وستمنستر في طريقهما من وإلى المراسم وستدوي أصوات التحية بالبنادق في جميع أنحاء البلاد للاحتفال بلحظة تتويج الملك قبل أن يحلق عسكريون في وقت لاحق بأكثر من 60 طائرة، من طراز "سبيفاير"، التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية، وطائرات مقاتلة حديثة، فوق القصر.