جورجيت صايغ فنانة لبنانية من نجوم الزمن الجميل، ما زالت اجيال من اللبنانيين تردد اغانيها حتى اليوم، تصف جورجيت الفترة الزمنية التي اشتهرت خلالها بأنها فترة لبنان العز حيث كان الفنانون اللبنانيون يرفعون اسم لبنان عالياً وكان الفن عنوانه الكرامات الانسانية هي اساس النجاح. جورجيت صايغ اشتهرت بالغناء والتمثيل عملت في عدة مسرحيات مع السيدة فيروز والرحابنة كما انها قدمت ادواراً في مسلسلات تلفزيونية قبل ان تعتزل نهاية سبعينات القرن الماضي.
بداياتها ومسيرتها الفنية
بدايات جورجيت صايغ مع الغناء كانت بالصدفة، اذ قصدت الرحابنة بهدف تقديم الدبكة اللبنانية لكن قامتها القصيرة لم تساعدها ان تقدم الدبكة فتحولت الى الغناء بعد ان استمع الاخوين الرحباني الى صوتها واعجبوا بغنائها. عام 1969 شاركت في الحوار النثري لمسرحية جبال الصوان ثم كانت لها مشاركة رئيسية في مسرحية "سهرية" من تأليف وتلحين زياد الرحباني حيث لعبت دور ابنة صاحب قهوة نخلة التنين الذي قام بدوره جوزيف صقر. وتدور احداث المسرحية في قهوة نخلة التنين حيث يجتمع اهل القرية للاستماع للاغاني. وفكر نخلة التنين بإيجاد شخص آخر ليغني مكانه في القهوة وعندما يتقدم مروان محفوظ ويجد ان صوته جميلاً يخاف نخلة التنين ان تضيع شهرته ويقوم بإبعاد مروان محفوظ. لكن ياسمين (جورجيت صايغ) اعجبت بهذا الشخص واصبحت تربط مروان محفوظ علاقة حب مع جورجيت صايغ. تحتوي المسرحية العديد من الاغاني الجميلة التي ساهمت بشهرة صايغ مثل نطرني، في عيون بتبكي وغيرها من الاغاني الجميلة.
شاركت جورجيت صايغ السيدة فيروز في العديد من مسرحياتها مثل "ناس من ورق" عام 1972 وهي من تأليف الاخوين عاصي الرحباني ومنصور الرحباني وقامت بدور مهرجة في هذه المسرحية التي تدور احداثها حول الفنانة ماريا التي تقوم بدورها فيروز كما تحتوي المسرحية على عدد من الأغاني وهي “رجعت ليالي زمان، غيروا، يانا يانا، دقيت، شو بيبقى من الرواية، هيلا يا واسع”. حضورها على المسرح كان رائعاً اذ تميزت بابتسامة رقيقة هادئة فكانت بين الفنانات اللواتي ساهمن بالارتقاء بالاغاني اللبنانية. مشاركتها في عدد من المسلسلات ساهمت باتساع شهرتها امام الجمهور اللبناني فقامت بتقديم قصص حب، المليونير المزيف. عام 1964 شاركت في مسلسل كانت أيام، عام 1973 قدمت مسلسل العائلة السعيدة وكان لها مشاركة في مسلسل يسعد مساكم عام 1976.
اغنيات جورجيت صايغ تتميز باللون اللبناني الشعبي وهي سبب في انتشارها بين الجمهور من جميع الاعمار، من بين هذه الاغنيات: يا ما سوا، دلوني على العيون، بلغي كل مواعيدي، بيني وبينك يا هلليل بالاضافة الى ساعة نطرني.
كانت بين أول الفنانات التي قدمت ديو مع الفنان ملحم بركات في "بلغي كل مواعيدي" من كلمات مارون كرم والحان ملحم بركات.
في نهاية السبعينات ابتعدت جورجيت صايغ عن الساحة الفنية للاهتمام بعائلتها القريبة منها. وتتذكر الفنانة من الحقبة الفنية التي رافقتها تواضع الفنانين اذ قالت في احد مقابلاتها ان التواضع كان صفة اساسية عند كبار الفنانين امثال وديع الصافي وصباح مقارنة مع اليوم حيث يطير الفنان عن الارض اذا ما حققت اغنية واحدة من اغنياته النجاح.
حياتها الشخصية
لم تتزوج الفنانة اللبنانية جورجيت صايغ بسبب انشغالها بالفن ولكنها تتحسر اليوم لأنها لم تنجب اولاداً رغم انها محاطة بأولاد إخوتها، واعتبرت انها اقترفت خطأ بعدم زواجها وذلك بسبب القلق الذي كان يساورها.
جورجيت صايغ لا تحتك ابداً بالتكنولوجيا، ولا يهمها ابداً ان تفتح حسابات الكترونية لان ما يفرح قلبها ان تلتقي بشخص او اثنين على الطريق، ويسلمان عليها ويعبران عن اعجابهم بمسيرتها.
مشكلة صحية
مرت الفنانة جورجيت صايغ بأزمة صحية مؤخراً فهي فقدت نظرها في احدى عينيها وتعاني من الماء الزرقاء في العين الاخرى فخضعت لعملية جراحية في شباط الماضي تكللت بالنجاح. فبدت مضطربة نظراً لحالتها الصحية لكن وضعها اثار اهتمام الاوساط الفنية والاعلامية التي هبت لمساعدتها.