في دراسة حديثة أجراها فريق بحثي دولي، تمكن العلماء من الكشف عن علاقة غير متوقعة تربط بين أحد أشهر المحاصيل الغذائية في العالم، البطاطس، ونبات الطماطم. استخدم الباحثون تقنيات جينية متقدمة لتحليل التركيب الوراثي للبطاطس، فوجدوا أن نحو 40% من جيناتها تأتي من سلالة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالطماطم.
هذا الاكتشاف يشير إلى أن البطاطس التي نعرفها اليوم ليست مجرد نبات مستقل، بل نتاج لتهجين طبيعي حدث قبل ملايين السنين بين نباتات ذات أصول مشتركة مع الطماطم. وقد ساعد هذا التهجين في تشكيل خصائص البطاطس التي نزرعها ونستهلكها، مثل قدرتها على إنتاج الدرنات الغنية بالنشا.
علاوة على ذلك، فإن فهمنا لهذه العلاقة الجينية العميقة يفتح آفاقًا واسعة أمام علماء الزراعة لتطوير أصناف جديدة من البطاطس تتمتع بمقاومة أعلى للأمراض وتحسن في جودة الإنتاج، مستفيدين من معلومات مستمدة من جينات الطماطم.
وبحسب الباحثين، فإن هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية التهجين الطبيعي في تطور النباتات، وتعيد رسم خارطة تطور المحاصيل الغذائية التي يعتمد عليها ملايين الناس حول العالم يوميًا.