يحل عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، بعد الصوم الكبير وأسبوع الآلام، ويحتفل المؤمنون بإنتصار المسيح وقيامته من الموت بمجد عظيم. وللعيد معاني روحية سامية، أهمها الحب والفداء. وفي خضم كل أنواع الموت التي يعيشها المؤمنون، فهم مدعوون إلى إبقاء نظرهم موجهاً نحو الصليب، ليستمدوا منه قوتهم.
يحل العيد هذه السنة في ظل إستمرار أزمة إقتصادية ومعيشية خانقة، يعاني منها المواطن، وتفوق قدرته على الإحتمال والإستمرار، بتأمين متطلبات أساسية لعائلته بسبب الغلاء الفاحش، فأصبحت الهجرة لمن يستطيع وسيلة للخلاص.
الأدوية مفقودة أو باهظة الثمن فيما لو توفرت، والإستشفاء بات مكلفاً جداً، بالإضافة الى الغذاء والتعليم والمحروقات. ومن البديهي أن معظم المؤمنين لا يملكون القدرة على شراء ملابس جديدة وشوكولا، وحلوى العيد من معمول وكعك، التي بلغت أسعارها الملايين. وتقتصر قدرة الشراء على فئة محدودة جداً من اللبنانيين، حتى أن تحضير المعمول والكعك في المنزل بات مكلفاً جداً، بسبب غلاء المواد الضرورية.
العيد هذه السنة يفتقد إلى مظاهر البهجة والفرح، لاسيما بالنسبة للأطفال، لكنه يبقى دعوة من الرب إلى وجوب الإعتماد عليه، وعلى رحمته، وأن لا نكون مثل التلاميذ الخائفين من العاصفة في السفينة، والذين وصفهم حينها المسيح بـ"قليلي الإيمان".
موقع "الفن" يتقدم من قرائه ومتابعيه بأطيب التمنيات بفصح مجيد، المسيح قام حقاً قام.