أقامت اللجنة الإقليمية لهمازكايين في لبنان لدعم صندوق طلاب همازكايين، حفلاً جمع عازف البيانو والملحن اللبناني الأرمني سروج كراجيان، وعازف الكمان آرام آساتريان، وعازف البايس ييفا جيفورجيان، والفنان آرام غالستيان الذي يتقن العزف على أكثر من 10 آلات موسيقية، وتمكن من العزف على عدة آلات في الوقت نفسه، منها البوق والطبول، وكذلك الفنانة اللبنانية غاسيا شاداريفيان التي كانت ضيف شرف، بالإضافة إلى الفنان أندريه سيمونيان.
وخلال الحفل دخلت الفرقة في البداية لإستقبال سروج على أنغام الموسيقى، والذي بدأ بالعزف على البيانو أنشودة "Dancing With Madness"، والتي قام بتأليفها خلال انتشار فيروس كورونا، وقال إنها تعبر عما شعر به آنذاك، وتحدث عن ثلاثة أمور عالقة في ذاكرته منذ أن كان في لبنان في صغره خلال الحرب اللبنانية، وهي الأغاني الأرمنية التي كان يسمعها، والمؤلف الموسيقي موزارت، والسيدة فيروز، ولا يزال يتذكر البيانو الذي كان هدية من والديه في أنطلياس.
وحاول سروج جمع أكبر عدد من الثقافات والحضارات، ومزج أغنية "نسم علينا الهوى" للسيدة فيروز، مع مقطوعة موزارت الشهيرة ومعزوفة التانغو مع الموسيقى الكوبية.
وطبعاً لن يكتمل الحفل من دون ذكر الفنان العالمي شارل أزنافور، إذ قال سروج: "كان أزنافور أسطورة بالنسبة لنا الأرمن، كان صورة الأب، وعندما فقدناه، كان الأمر كما لو أننا فقدنا أحد أفراد العائلة". وعزف بعدها سروج أغنتين لأزنافور هما "Sa Jeunesse"، و"Les Deux Guitares"، كما عزف للملحن ربيع أبو خليل، والذي إعتبره من خلال ألبومه "Arabian waltz" رمز الصمود اللبناني وأمله في المستقبل. وأدت الفنانة غاسيا أغنيتين كانت قد عملت عليهما مع سروج.
أما اللحظة المؤثرة، فكانت عندما اعتلى الفنان أندريه سيمونيان خشبة المسرح، وكانت المفاجأة غناءه أغنية "كيليكيا"، بمشاركة عازف البايس ييفا جيفورجيان، وكيليكيا هو إسم منطقة إحتلتها تركيا، وتقول كلماتها "عندما تفتح أبواب الأمل على مصراعيها، ويهرب الشتاء الكئيب، أرمينيا الجميلة تنطلق في يوم سعيد ومبتسم؛ أتوق إلى كيليكيا، الأرض التي رأيت فيها النور لأول مرة". وأصبحت الأغنية بمثابة نشيد للأرمن، ووقف جميع الحاضرين إحتراماً للنشيد، وبدت علامات التأثر على وجوههم. وإنتهى العرض بتكريم سروج.
موقع "الفن"كان له لقاء مع العازف سروج كراجيان والفنان أندريه سيمونيان.
الملحن سروج كراجيان
ما هو شعورك بهذا الحفل؟
بعد مرور 20 عاماً عدت إلى بلدي، ولن أنسى أبداً هذا الحفل المميز جداً.
كيف إستطعت أن تقنع كثيرين بالقدوم إلى لبنان خصيصاً من أجل هذا الحفل؟
لقد جاؤوا لأنهم علموا أننا سنقيم حفلة موسيقية عالية الجودة، وقد أتوا من أرمينيا، ومعظمهم لم يروا لبنان من قبل، لذا كانت هذه المرة الأولى لهم. لقد كانت مناسبة جيدة، ولن ينسوها أبداً.
خلال عزفكم، إستطعنا أن نسمع عزف كل آلة موسيقية على حدة، وفي الوقت نفسه سمعنا عزف كل الآلات مجتمعة، كيف تخلق هذا الإنسجام القوي بين أعضاء الفرقة الموسيقية؟
أحب أن أعرض كل آلة موسيقية، وأختارها بعناية، وأثناء عملي على موسيقى محددة، أركز على ذلك، لذا بدلاً من العزف على البيانو وحسب، أرافقه بآلات مختلفة، وهنا يخلق التناغم، ما يؤدي إلى هذه الجودة العالية.
ما هو مصدر إلهامك؟
إلهامي مصدره أمور عديدة، إنما معظمه من الناس الجيدين والقادرين على إلهام كل من حولهم.
إلى أين يأخذك البيانو عندما تعزف عليه؟
إنها رحلة بالفعل، من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل، إلى الذكريات، إنه مزيج من كل ذلك.
ما الذي تشعر أنه عليك فعله أثناء وجودك في لبنان؟
هناك شيئان، الذهاب إلى جعيتا، وأكل الكنافة بالجبن.
ما هي مشاريعك القادمة؟
سأحيي حفلاتي في كندا، من ثم سأتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية.
هل سنراك في لبنان مرة أخرى قريباً؟
لقد وقعت بغرام هذا البلد، لذا أعتقد أنه يجب عليّ العودة.
الفنان أندريه سيمونيان
كيف تصف هذا الحفل؟
إنه حفل رائع، لقد أنتجنا هذا المشروع لأرمينيا مع موسيقيين أرمن وكان ناجحاً للغاية، وقرر سروج نقله إلى مسقط رأسه، وكانت فرصة جيدة لنا للقدوم إلى لبنان، فأنا لم أزر لبنان مطلقاً، وأنا سعيد جداً لأنني هنا.
وهل أحببت لبنان؟
أحببت لبنان كثيراً، أعتقد أنني اكتسبت بعض من الوزن، قمنا بزيارة العديد من الأماكن الجميلة، من بينها المغارات، وتذوقنا الأطعمة اللذيذة.
أطلعنا على كواليس تعاونك مع الملحن سروج كراجيان.
كما تعلمون سروج هو موسيقي كلاسيكي يجمع أنماطاً مختلفة من الموسيقى في موسيقى واحدة، من بينها الموسيقى الشعبية الأرمنية.
وإجتمعنا جميعاً للعمل معاً على نجاح هذا العرض، وعندما كنا نتحقق من الصوت، سألني سروج "هل يمكنك غناء أغنية "كيليكيا" معي؟" أنا من فرقة "The Beautified Project" وموسيقاي باللغة الإنجليزية بشكل أساسي، وخلفيتي هي موسيقى الروك، ونحن فرقة الروك الأرمنية الأولى التي انتقلت إلى وسائل الإعلام في الشرق الأوسط منذ سنوات عديدة، إنما غنيت "كيليكيا" قبل ذلك، لذلك قررنا التعاون، وهذه كانت فرصة جديدة ومخيفة نوعاً ما، لأنني لم أتعاون مع موسيقي كلاسيكي من قبل، إنما أعتقد أنه نجح، والناس أحبوه.
هل سنراك مع فرقة "The Beautified Project" في لبنان؟
نحضر إلى لبنان في حال روجت وسائل الإعلام، مثلكم، للفرقة وأعمالها، وأصبح اللبنانيون على دارية بها، يمكننا الحضور إلى لبنان، والعزف في ساحة صغيرة، وأعتقد أن فرقتي ستحب هذا الأمر. الفرقة قامت بجولة فنية في أوروبا مرات عديدة، وعملنا في ألمانيا وفرنسا وبولندا وجورجيا والعديد من الدول.
ما الجديد الذي تحضره؟
بدأت العمل على الألبوم الخامس لفرقتي "The Beautified Project"، كتبت الأغاني، ويجب عليّ البدء بتسجيلها.