ممثل وكاتب لبناني قدير، ترك بصمته الخاصة في التمثيل والكتابة، وتنوعت إبداعاته بين المسرح والدراما والسينما، على مر عقود.
إنه الممثل والكتاب كميل سلامة، الذي إلتقاه موقع "الفن"، وتحدثنا معه عن دوره في مسلسل "براندو الشرق"، وتعامله مع الممثل والكاتب اللبناني جورج خباز، وعن دوره في مسلسل "سفر برلك" المقرر عرضه قريباً، وعن الجزء الثالث من مسلسل "للموت".
أخبرنا أكثر عن مسلسل "براندو الشرق"، وعن دور "أبو يوسف" الذي تجسده فيه؟
مسلسل "براندو الشرق" كما شاهدتم، مختلف قليلاً عن ما هو سائد حالياً بالدراما، وهذا ما أثار حماستي بشكل أساسي للمشاركة فيه، طبعاً عدا عن وجود الممثل والمؤلف اللبناني جورج خباز والمخرج أمين درة، واللذين قد تعاملت معهما سابقاً في فيلم "غدي".
المسلسل جديد وغريب من نوعه، يمكنك القول إنه من حيث الشكل سينما داخل التلفزيون، أما من حيث المضمون، فالشخصيات جميلة للغاية، ومع الوقت سنكتشف أبعاداً لها، مختلفة عن ما شاهدناه في البداية، والشخصيات لديها معاناتها، خصوصاً شخصية "يوسف" وشخصية والد "يوسف".
دوري في المسلسل، هو دور والد "يوسف" أي جورج خباز، الذي يظهر وكأنه يعارض إبنه في بداية العمل، ولكن مع الوقت، سيدرك الجمهور أنه يساند إبنه، خصوصاً وأنه يعاني من عدة مشكلات، وأن والد يوسف ليس لديه أمل في الحياة سوى بإبنه.
كيف تصف لنا أجواء التعامل بين الممثلين في "براندو الشرق"؟
التعامل تميز بالسلاسة، فجميع الممثلين كانوا يدركون ما يفعلون، وما هي أدوارهم، جورج خباز سلّم النص ككاتب، وتحول بعدها فوراً إلى ممثل، ولم يتدخل أبداً في عمل المخرج، وهذا ينطبق على فريق العمل كاملاً، من مصمم الديكور حسين بيضون، إلى جميع الممثلين.
بالنسبة لي، حوالى الـ 99% من مشاهدي جمعتني بجورج خباز بشكل خاص، لم تتسنَّ لي الفرصة في أن أتعامل مع غيره، ولكن كما أشاهد الآن، فجميع الممثلين قدموا أفضل ما لديهم، وهناك روح التعامل كفريق، والتي هي ضرورية في هكذا أعمال، كما ساهم الإنتاج أيضاً في تأمين المتطلبات اللازمة.
هل تتابع عرض الأعمال التي تشارك فيها بنظرة مشاهد، أم بنظرة ممثل، فتشعر بأنه كان عليك أن تجسد بعض المشاهد بشكل مختلف؟
أتابع عرض أعمالي دائماً، ولكني وصلت إلى مرحلة أقول فيها إن ما قدمته قد قدمته، فلا أطلق الأحكام على نفسي كممثل، وإذا كانت لدي بعض الملاحظات على أدائي، أحاول الإستفادة منها في عمل جديد.
من القرر عرض مسلسل "سفر برلك" قريباً، ماذا تخبرنا عن العمل ككل وعن دورك فيه؟
هو مسلسل مختلف كثيراً، تم تصويره منذ عام ونصف العام تقريباً، بإنتاج ضخم، آمل بنتائج مدهشة، من حيث الصورة والمشاهد والأداء، والعمل فيه كان مميزاً للغاية، وكذلك التعامل مع المخرج الليث حجو، والشخصية التي أجسدها فيه مختلفة كثيراً عن شخصية "أبو يوسف" في "براندو الشرق"، وعن شخصية "شفيق" في "للموت"، وهذا ما يثير حماستي لدخول هذه التجارب المختلفة، والحمد لله لم أندم على أي عمل قدمته.
بالنسبة للجزء الثالث من مسلسل "للموت"، ما هي التغييرات التي ستشهدها شخصية "شفيق"، خصوصاً بعد مقتل إبنته "جنى"، التي جسدت دورها الممثلة جويل داغر؟
أترك المشاهد يشاهد العمل والنتيجة أولاً، ثم أتكلم عنه، خصوصاً أنني لم أبدأ بتصوير مشاهدي في العمل بعد.
إجمالاً عندما نسأل الممثلين والممثلات اللبنانيين عن علاقتهم بـ كميل سلامة، تكون إجاباتهم "كميل سلامة أستاذ الجميع"، ما تعليقك؟
إنه شعور مميز للغاية، كل الممثلين والممثلات الشباب، وحتى الذين أصبحوا بعمر أكبر، مروا معي في الجامعة كطلاب، أو مروا بأعمالي، ويذكرون هذا الأمر بطريقة جميلة، أنا أشاهد أعمالهم، وأعتقد أني، وبطريقة ما، وضعت بعضاً من خبرتي وعملي في مسيرتهم، التي قاموا بتطويرها مع غيري أيضاً.
أنا لا ألقن الطالب ما يمكنه فعله وما لا يمكنه فعله، أنا أدعهم يشاهدون أعمالي، وأعمال غيري، وهم وحدهم يختارون الدروس التي يريدون، تماماً مثلما أخذتُ الدروس سابقاً من أساتذتي.
ما هو برأيك سبب كثرة إنتاج المسلسلات في السنوات الأخيرة؟
كثرة المسلسلات تعود إلى ظهور المنصات الإلكترونية، والأعمال التي تتطلب عدداً كبيراً من الوجوه التمثيلية المختلفة، وبالتالي تعطي فرصاً أكبر لممثلين ومخرجين وكتاب سيناريو، فلم تعد الأمور محصورة بين شاشتين محليتين، بل أصبحت كل الأعمال تصل إلى العالم العربي والعالم من خلال المنصات، وهذا طبعاً ما يشجع المنتجين على العمل، كما أن كثرة الأعمال تفرض إختلافاً في المستويات.
هل من الممكن أن نراك مجدداً على خشبة المسرح؟
أتمنى طبعاً، آخر عمل مسرحي لي كان في عام 2019، والمسرح هو ملعبي الأساسي الذي أفضله ككاتب مخرج وممثل، حالياً ليس هناك من عمل قريب، ولكن لا يمكن للشخص أن يتخلى عن حبه الأول.
ماذا تعد الجمهور من أعمال مقبلة؟
أنا أعمل بصمت، وعندما أنتهي أقدم للجمهور ما أنجزته، حالياً هناك مسلسل "للموت"، وهناك عمل آخر، سأكشف عنه في الوقت المناسب.