ضجت المواقع الاخبارية الى جانب صفحات التواصل الاجتماعي بأخبار حول تبرعات مالية سخية قدمها عدد من النجوم اللبنانيين والعرب الى عائلات ضحايا وجرحى الزالزال الذي ضرب تركيا وسوريا و توسعت رقعة المعلومات و الارقام الخيالية التي خرجت تدريجياً الى العلن و في مضمونها تفاصيل مثيرة للجدل خاصة على مستوى المبالغ التي بدت هناك مبالغة في صياغتها و تجاوزت تقديمات منظمات أنسانية دولية، وبعد البحث و التدقيق تبين أن أسماء كثيرة وردت في قائمة المتبرعين لم تتبرع الا بالاخبار والترويج الاعلامي أما النقود فقد بقيت في الجيوب وهناك من يؤكد بين سوريا وتركيا أن فلساً من هؤلاء لم يصل الى المنكوبين .

مع الأسف الكارثة الانسانية الأضخم في الشرق الاوسط والتي تمثلت بالزلزال المدمر تحولت الى ترند بالنسبة للذين يريدون تجديد وتدعيم شهرتهم بين الناس على أساس الانسانية يجب ان يواكبها كرنفال اعلامي مع الاضاءة على رقم التبرعات للتباهي أمام بقية الفنانين، لكن كل هذا بدا أشبه بسراب لان لا أساس لكل هذه الاقاويل والتصريحات والبيانات الاعلامية، بإستثناء قلة بادروا بالفعل الى التبرع ومساندة الشعب السوري بالمال والمواد الغذائية كمبادرة اخوية و تضامنية لا استعراضية في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

فضيحة التبرعات الآتية من الخيال لم تعد خفية على أحد بعد أن ظهرت الأطماع بالصعود فوق ركام كارثة الزلزال، لكن الملفت في الامر، كيف أن عدداً من نجوم لبنان سارعوا الى الاعلان عن تبرعات مالية وفي انفجار 4 آب، الذي وقع في مرفأ بيروت وخلّف مئات القتلى والجرحى، وهجر عدداً كبيراً من سكان بيروت، لم نسمع عن فنان وضع يده في جيبه وتبرع لأهل شهيد او جريح او لترميم دور العبادة او المستشفيات او المدارس او منازل الفقراء، أضخم إنفجار عالمي بعد قنبلة هيروشيما بحسب وسائل إعلام غربية، لم يحرك ثروات بعض النجوم ولم يرسل أحدهم حتى زجاجات ماء لفرق الانقاذ التي كانت تبحث عن المفقودين تحت الانقاض، ربما الموضوع مع زلزال تركيا وسوريا مختلف لان الاضاءة الاعلامية الدولية تتابع عن كثب ما يجري على أرض الواقع لذا سارع البعض الى أستغلال الموقف والادعاء أنهم تبرعوا بالملايين وهم بالواقع لم يقدموا جرعة ماء لاهل بلدهم.
الرحمة لشهداء زلزال تركيا وسوريا والشفاء للجرحى والامان للمنكوبين ورعاية الله للبلدين الشقيقين وللبنان الذي لا تفرقه المعاناة أمنية الخير التي ربما تتحقق في يوم من الايام، أما لاصحاب النفوس التي تعمل على إستغلال كل مصيبة او كارثة و تفبرك الاكاذيب لغايات خاصة فلا نتمنى لهم سوى الحكمة لان الكذب سرعاً ما يسقط وتسقط معه الأقنعة.