لعبت الصدفة دوراً مهماً في حياتها، نظراً لامتلاكها كاريزما خاصة منذ صغرها، فحققت رحلة فنية حافلة بالانجازات والأعمال المتميزة.
إنها الفنانة القديرة لبلبة، التي تملك روحاً لطيفة، وتشعر أنت بمدى قربها منك، بسبب تواضعها الكبير وحبها للجميع.
وفي حوارها الخاص مع موقع "الفن"، تحدثت لبلبة عن تلقيها جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ 44، وعن مشاركتها في المهرجانات الفنية وعضوية لجان التحكيم، وعن حياتها الفنية، ومحطاتها التي تمتلئ بالأسرار، ومسلسل "دايما عامر" الذي شاركت فيه بالموسم الرمضاني الماضي، وعن أمنيتها بالسينما، وعلاقتها بالأطفال، وعن تكرار تعاونها مع الفنان محمد هنيدي.
ماذا يعني لكِ تكريمك بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر؟
لا تستطيع الكلمات أن تصف شعوري بالسعادة بهذا التكريم الثمين، لقد انتابني شعور بالامتنان، بمجرد أن تلقيت اتصالاً هاتفياً من الممثل حسين فهمي، رئيس المهرجان، ليزف لي خبر اختياري لنيل جائزة الهرم الذهبي عن مشوار العمر، حينها عدت فجأة بالذاكرة إلى مراحل عمري المختلفة، لقد وجدت شريطاً من الذكريات يمر أمام عيني، ويعود بي إلى بداياتي في الطفولة، عندما كنت لا أتعدى الخمس سنوات، واسترجعت صورة والدتي وهي توقظني مبكراً للذهاب إلى معهد الباليه الكلاسيكي لتعلم أساسيات الباليه، ورأيتها وهي تصطحبني في المساء للغناء في حفلات العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وغيره من النجوم، واسترجعت صوراً لذكرياتي داخل البلاتوهات الخاصة بتصوير الأفلام السينمائية مع الممثل أنور وجدي وغيره من عمالقة الفن، وعندها أدركت كيف كان مشواري الفني حافلاً بالمحطات المهمة والبارزة، وزاد اعتزازي برحلتي الفنية التي لم تتوقف حتى الآن، لذلك أعتز كثيراً بهذا التكريم، لأنه مهم للغاية، ويحتفي بمشواري الفني الطويل.
شاركتِ سابقاً كعضو لجنة تحكيم في مهرجان القاهرة السينمائي وفي الكثير من المهرجانات، كيف تقيّمين مشاركتكِ كعضو لجنة تحكيم؟
شاركت خلال مشواري الفني بأكثر من ١٧ لجنة تحكيم، وهذه مهمة صعبة، ولكنها لعبتي، فقد حضرت ١٨ دورة من مهرجان كان، ومهرجان القاهرة مميز دائماً نظراً لعراقته وأصالته، على الرغم من وجود تحديات كبيرة، ولكن "الحياة دايماً صعبة وإحنا قدها"، وقد اعتمدت على الدقة في مشاهدة الأفلام خلال المسابقة الدولية للمهرجان.
تعاونتِ مع نجوم العصر الذهبي للسينما منذ أربعينيات القرن الماضي، وما زالت تظهر عليكِ روح الطفولة، ما السر؟
(ضاحكة)، لأني بدأت العمل بالسينما منذ طفولتي، وأحتفظ بهذه الروح لأنها تسكن داخلي، لم أستمتع بطفولتي مثل باقي الأطفال، لأني أدركت منذ الصغر أن لدي مسؤولية، رغم أني لم أكن أعلم في البداية ماذا أفعل، إذ كنت أذهب إلى مكان التصوير بكامل الحيوية والفرح، وأمامي كاميرا، ومخرج، وإضاءات، ومساعد مخرج يجلس معي لأحفظ ما سأقوله، ومرت سنوات العمر، وسحرتني السينما بأجوائها وتفاصيلها الجميلة المحفورة في ذاكرتي.
من دعمكِ في بداية مشوارك الفني في طفولتك؟
بالطبع أمي، فقد كانت تتولى كافة مسؤولياتي، وتوقع العقود، وأنا أشاهدها بفرح وفخر، والفضل يعود لإيمانها بموهبتي، لأني كنت أعشق الغناء والرقص والاستعراضات.
حققتِ نجاحاً كبيراً بالموسم الرمضاني الماضي بشخصية "ميس زهرة" في مسلسل "دايما عامر"، حدثينا أكثر عن هذه الشخصية.
شخصية "ميس زهرة قنديل"، مديرة مدرسة رؤية، التي جسدتها، كانت بعد مقابلتي مديرة إحدى المدارس الإنترناشيونال، والتي فهمت منها طريقة التعامل مع الطلاب داخل المدرسة، كما كنت أحتاج لأخذ فكرة عن ملابس المديرة، وتعمدت ذلك لكي أشعر بالشخصية التي أجسدها وتفاصيلها، وأصبحت أدرك جيداً كيف تتعامل مديرات المدارس مع الطلاب والطالبات، ومن ثم بدأت التجهيز للشخصية، ورسم ملامحها، وأصبحت واضحة بالنسبة لي.
هل كانت "ميس زهرة" تشبه لبلبة؟
أحياناً، وهناك بعض الصفات المشتركة بيننا، منها أنها ارتبطت بحياتها العملية، وهذا ما فعلته بعد قراري بالتفرغ لفني بسبب عشقي له.
ألم تندمي على اهتمامكِ بالفن على حساب حياتك الشخصية؟
أنا تزوجت الفن، وحياتي كلها كانت للفن والسينما، ولم أندم على ذلك، ونصيحتي للجيل القادم، أن يكون هناك توازن بين حياتهم الشخصية وحياتهم العملية.
تشاركين بفيلم "الجواهرجي" مع الفنان محمد هنيدى في عودة للتعاون معه بعد أكثر من 15 عاماً، كيف ترين العمل مع هنيدي؟
العمل مع محمد هنيدي جيد ومختلف، كان أول تعاون بيننا في فيلم "وش إجرام"، ولم يختلف هنيدي في الكوميديا التي يقدمها. كما أصف منى زكي بالفنانة العظيمة، والعمل يشارك فيه الممثلون أحمد السعدني وريم مصطفى، وآسر ياسين، وأحمد حلاوة، وعارفة عبد الرسول، وتارا عماد، وتدور أحداثه في إطار كوميدي، ويخرجه إسلام خيري، وتأليف عمر طاهر.
وماذا عن شخصيتك بالفيلم؟
كلاكيت تاني مرة، أجسد شخصية والدة الفنان محمد هنيدي، والفيلم تدور أحداثه في إطار كوميدي بفكرة مختلفة، وأتمنى أن ينال اعجاب الجمهور.
هل ما زالت هناك شخصية تحلم لبلبة بتجسيدها؟
أتمنى تقديم فيلم عن الأطفال، يكون دوري فيه صغيراً، ويكون الأطفال هم الأبطال، وذلك مثلما فعل معي الممثل أنور وجدي، كما أتمنى تجسيد شخصية من ذوي القدرات الخاصة، لأني أحب هؤلاء الأشخاص، وخلال فترة كبيرة من حياتي، كنت أزورهم وألتقي بهم، وأعلم مدى الصعوبات التي يواجهونها، والتحديات التي تواجههم. عام 2018 كان عام ذوي القدرات الخاصة، حسب مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي اهتم بهم، ولذلك أتمنى تقديم عمل لهم يعبر عنهم.