صدر فيلم "Bingo"، عام 2016، وتهافت اللبنانيون لمشاهدته، وذلك بسبب أبطاله الذين ساهموا بإضحاك الجمهور لسنوات عديدة، وفعلاً لم يخيبوا أملهم، فنال العديد من الإشادات، والعديد منهم يواصل مشاهدته حتى يومنا هذا، بهدف الترفيه وتمضية وقت جميل، إنما المحزن، هو تجاهل الرسائل المبطنة والمهمة التي حاول الفيلم إيصالها.
تدور أحداث الفيلم حول مدرس موسيقى في مدرسة ابتدائية يكره الأطفال، يدعى عبدو، ويستيقظ يوماً ليكتشف أن جده يريد أن يورثه ثروة كبيرة، إنما للحصول عليها، يجب عليه رعاية عمته البالغة من العمر 7 سنوات، وطبعاً تسود الفيلم أجواء من الضحك، فالطفلة ماسا حبيب، أتقنت دورها، أما فؤاد يمين فهو أشهر من أن يعرّف، إنما الفيلم حاول أن يسلط الضوء على قضايا عديدة، نذكر منها شخصية عبدو، الذي تعرض لتنمر طوال حياته، ولم يستطع التخلي عن طفولته، إذ خلق شخصية وهمية رافقته في حياته كلّها، وقضى معظم وقته معها خوفاً من مواجهة المجتمع، وهذا ترك أثراً على حياته المهنية، فبسبب توتره الحاد أمام العالم، لم يستطع مشاركة موهبته الرائعة في الغناء والعزف، وقرر العمل بمجال لا يحبه لكونه الحل الوحيد له.
وفي المقابل عمته الصغيرة، بشخصية كبيرة، كانت تعيش حياة على عكس عبدو، فبسبب تعرضها للتنمر أيضاً، وجدت الراحة في الكتب والمعلومات، فحاولت كسب أكبر قدر من المعلومات بأقل وقت ممكن.
طبعاً "Bingo" هو ليس فيلم الوحيد الذي تحدث عن التنمر، إنما الأول الذي تطرق لتأثير تربية الأهل على ردة فعل الطفل، وحول الشخصية الوهمية التي يستعملها العديد من الأطفال كآلية للمواجهة "Coping Mechanism".
من أبطال هذا الفيلم الرائع، فؤاد يمين، ليليان نمري، وسام سعد، زينة مكي، محمد شمص، وماسا حبيب، ومن تأليف كلود صليبا.