ملامحه السمراء الحادة تساعده على تجسيد الدور بكل حرفية، وتجعل الجمهور يصدقه دائماً، وكذلك بحة صوته القوية، وقدراته الكبيرة على توظيف حركات جسمه، ونظرات عينيه بما يتناسب مع قوة الشر في كل شخصية يجسدها، حتى أنك إن شاهدت حركته من دون النظر إلى وجهه، ستدرك أنه شرير. إنه "الهلباوي" في "كيرة والجن"، الشرير الخائن الذي يعمل في صفوف المقاومة الوطنية ضد الإحتلال الإنجليزي، وهذه ليست المرة الأولى التي يجسد فيها شخصية الشرير، فقد سبق أن جسدها في أكثر من عمل، نذكر منها فيلم "ولاد رزق"، مسلسل "نسر الصعيد" ومسلسل "موسى"، وحقق في هذه الأعمال نجاحات كبيرة.
إنه الممثل سيد رجب، الذي حل ضيفاً على موقع "الفن"، وكان لنا معه هذا الحوار.
كيف تقيّم مشاركتك في فيلم "كيرة والجن"، خصوصاً بعد أن حقق العمل نجاحاً كبيراً على جميع المستويات؟
الفيلم تجربة عظيمة، وأنا سعيد بها رغم التعب الكبير الذي مررنا به منذ بداية إنطلاق التحضير له، ويمكن تصنيف قصة الفيلم ضمن إطار الأعمال الوطنية، وهذا أمر آخر شجعني على المشاركة في العمل، فهو يرصد بطولات شعب مصر ضد الإحتلال الإنجليزي، كما أنني إطلعت على "رواية 1919" المأخوذ منها الفيلم، والتي تسرد تفاصيل كثيرة وشخصيات متنوعة تبرز من خلالها الفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث، من منظار إجتماعي ووطني وثقافي. هناك إختلافات كثيرة بين الفيلم والرواية، لأن الفيلم يركز على بعض الشخصيات والأحداث، وقضية مقاومة الإحتلال الإنجليزي لنحو أربعة أعوام، جرى خلالها تنفيذ العديد من العمليات الفدائية، التي كانت مسماراً في نعش الإحتلال، وعموماً، فإن كاتب الرواية هو أيضاً كاتب السيناريو، وهو الكاتب أحمد مراد الذي إستطاع أن يصيغ ما يريد من أفكار وطنية، تخدم العمل السينمائي، وتبرز قوته وأهمية قضاياه، إلى جانب الرواية الأصلية لمن يريد الإطلاع بشكل موسع.
أخبرنا أكثر عن شخصية "الهلباوي" التي جسدتها في الفيلم.
"نجيب الهلباوي" هو إحدى الشخصيات الرئيسية والمهمة في الفيلم، وهو عضو من أعضاء خلية تقاوم الإحتلال الإنجليزي، وهذه الخلية تحتوي على أهم نجوم مصر، منهم كريم عبد العزيز وأحمد عز وهند صبري وأحمد مالك وعلي قاسم ومحمد عبد العظيم، والفيلم يقوم على هذه المجموعة، إلى جانب إحتوائه على خلايا مقاومة عديدة، لكن نركز في الفيلم على هذه المجموعة، ونضالها وصراعها ونجاحاتها وفشلها وعلاقاتها في ذلك التوقيت، ومن خلالها يتم العرض لمرحلة ثورة 1919.
كيف جاء ترشيحك للمشاركة في الفيلم؟
كان هناك شبه إتفاق بين مخرج العمل مروان حامد وجهة الإنتاج على أن أشارك في العمل، وتحدث معي المخرج وطلب مني المشاركة ووافقت فوراً، وذلك نظراً لتجارب عملي مع الثنائي مروان حامد وأحمد مراد، وكذلك أسرة الفيلم التي تضم نجوماً تعاملت معهم، وهم لديهم جماهيرية كبيرة، فالمشاركة في هذا فيلم الفيلم مغرية لأي ممثل، على الرغم من ظروف التصوير، فقد صوّرنا في العديد من المحافظات، وكذلك في دولة المجر، وإستمر التصوير وقتاً طويلاً.
عرض لك أيضاً في موسم عيد الأضحى الماضي فيلم "عمهم"، متى تعاقدت على المشاركة فيه؟
تعاقدت على فيلم "عمهم" للنجم محمد إمام قبل عام تقريباً، والعمل من نوع الأكشن، يرصد الصراع بين الخير والشر، في إطار تراجيدي، والفيلم لا يخلو من الكوميديا أيضاً، وأرى أن "عمهم" فيلم مهم على مستوى الأكشن، حيث تصل ذروة الحبكة الدرامية مع فوز الشر في الجولات الأولى، وتأتي النهاية بفوز الخير.
أشار كثيرون إلى أن شخصيتك في فيلم "عمهم" تقترب من ملامح شخصية "المعلم صقر" التي جسدتها في فيلم "ولاد رزق".
ربما تتفق الشخصيتان لناحية معاداة البطل، أو الإنضمام إلى محور الشر، ولكن في النهاية، العملان مختلفان تماماً من حيث القصة والموضوع والإطار الفني، فأنا أرفض تكرار نفسي في الأدوار، ولا مانع من تجسيد شخصيات مختلفة ضمن إطار فني واحد. الفنان الكبير الراحل فريد شوقي كان وحش الشاشة، وقدم الأكشن في معظم أعماله، ولكن كل شخصية لا تشبه الأخرى، وكل فيلم لا يشبه الآخر، كذلك النجم محمود المليجي الذي تخصص في تجسيد أدوار الشر، ولكن أدواره لا تشبه بعضها البعض.
إنتهيت مؤخراً من تصوير دورك في فيلم "19 ب"، ما الذي شجعك على المشاركة فيه؟
عندما عرض عليّ سيناريو الفيلم، شعرت بحالة من الإستثارة، فالسيناريو جميل ومليء بالعديد من المشاعر، وأثر فيّ بشكل كبير، وجعلني أحترق شوقاً للعمل عليه، وربما جمال هذا السيناريو في صمته ومشاعره ودوافعه، بالإضافة أن الأستاذ أحمد عبد الله السيد هو مخرج الفيلم، وأنا كنت أتمنى العمل معه منذ فترة طويلة، وسررت بالعمل معه في هذا الفيلم.
ماذا عن دورك في "19 ب"؟
الفيلم يتناول علاقة الإنسان بنفسه، وأنه يحتاج إلى أن يمضي وقتاً مع نفسه ليعيد إكتشاف علاقته بحياته وماضيه ومستقبله، وربما بالمكان المحيط به، وذلك من خلال فيلا قديمة هجرها سكانها منذ عشرات السنين، حيث يعيش حارس عجوز حياة روتينية، ويمضي أغلب يومه في عزلة عن الشارع الخارجي، حتى يجد نفسه مجبراً على خوض مواجهة تغير حياته، إذ تواجهه مشاكل كبيرة، ويحاول أشخاص دخول البيت والتفاوض معه ليشاركوه فيه، ولكن لكونه أميناً جداً، يرفض ذلك، فهو يشعر أنه المسؤول الأول عن هذا العقار، وبسبب ذلك، يصبح الخوف والقلق يلازمانه، في ظل محاولات البعض الإستيلاء على جزء من العقار، إلى أن يتمكن في النهاية من القضاء على خوفه وقلقه ووحدته.
ومتى سيتم عرضه؟
ليس لدي فكرة عن موعد عرض الفيلم، ولكن أتمنى أن يشارك في المهرجانات، وأتمنى التوفيق من الله.
وماذا عن توقيت عرض فيلم "ليلة العيد" الذي تشارك فيه؟
جهة الإنتاج أجلت عرضه حتى نهاية موسم الصيف الجاري، ولا أعلم السبب، والفيلم يناقش قضايا المرأة في ليلة واحدة، وهي وقفة يوم العيد، من خلال إستعراض العديد من النماذج النسائية ومشاكلها، العلاقات الإنسانية بين الأهل والأزواج، والعنف الأسري، وذلك في إطار اجتماعي تراجيدي. الفيلم من إخراج سامح عبد العزيز، وأجسد فيه شخصية زوج النجمة يسرا، بطلة العمل.