يتميز شمال لبنان بالعديد من المعالم السياحية والدينية التي تجذب السياح والمؤمنين لزيارتها، وتتوزع على أقضية بشري وزغرتا والبترون، نذكر منها غابة الأرز، وادي قنوبين، متحف جبران خليل جبران، محمية حرش إهدن الطبيعية، بحيرة بنشعي، متحف الحيوانات المحنطة وكنيسة سيدة الحصن.
غابة الأرز
تقع منطقة الأرز في سلسلة جبال لبنان الغربية، وهي إحدى أهم المناطق السياحية في لبنان، حيث توجد أشجار أرز الرب منذ ما يقارب الـ ٦٨٠٠ عام قبل المسيح. إرتفاع الغابة عن سطح البحر يتدرج من ١٨٨٠ متراً حتى ١٩٣٦ متراً، وهي مؤلفة من ثلاثة أقسام: غابة الأرز الدهرية، غابة أرز الرب وغابة أصدقاء أرز لبنان. شهدت غابة أرز الرب عدة مهرجانات قبل الحرب، أبرزها التي أحيتها السيدة فيروز، منها مسرحية "بياع الخواتم" عام ١٩٦٧ ومسرحية "هالة والملك" عام ١٩٧٢، وأصبحت شجرة الأرز رمزاً لـ لبنان، وهي تتوسط العلم اللبناني، وتزين أيضاً جواز السفر اللبناني.
وادي قنوبين
يقع وادي قنوبين في قضاء بشري، ويبعد عن بيروت 121 كلم، ويرتفع عن سطح البحر 1500متر. يضم إرثاً بيئياً وتراثياً من مغاور وكهوف ومحابس. يوجد في الوادي ثلاثة أديار: دير مار ليشع، دير مار قزحيا ودير سيدة حوقا. وفيه أيضاً ثلاثة مغاور: مغارة الغفران، مغارة الملاك ومغارة القربان. ويَمتَدّ من موقِع مغارة قاديشا التي يتدفَّق منها نبعٌ، تنحدر مياهه نزولاً حتى مزرعة النهر، حيث يلتقي هناك بوادي قزحيّا. وهو يتميز عن سائر الأودية بكونه يبدأ بخسوف حاد، يوحي بأن الأرض قد تكون تَعرَّضَت لعوامل طبيعية، أدَّت إلى هذا التجويف العميق. يستقطب وادي قنوبين السياح وهواة المشي في الطبيعة والمؤمنين، ويجمع بين جمال الطبيعة والقداسة، وقد أدرج في تشرين الثاني 1998، على لائحة التراث العالمي، بموجب الإتفاقية الدولية لحماية مواقع التراث العالميّ المُعتمَدة من منظمة الأونيسكو.
متحف جبران خليل جبران
يُعد متحف جبران خليل جبران من أشهر المعالم السياحية في الشمال، وهو يتميز بموقعه في داخل الجبل، وقد أوصى به جبران قبل وفاته، ونفذت شقيقته الوصية. تم نقل اللوحات الفنية التي رسمها من نيويورك إلى مسقط رأسه بشري. ويحتوي المتحف على مجموعة من المؤلفات الأدبية والأشعار، وفي المدخل هناك تمثال ضخم لوجه جبران خليل جبران.
محمية حرش إهدن الطبيعية
تعدّ محمية حرش إهدن الطبيعية من أبهى المحميات الطبيعية في شمال لبنان، وهي تشكل جزءاً مهماً من التراث الثقافي والطبيعي للبلد. تحتوي على 39 نوعاً من الأشجار الحرجية، وعلى 1058 نوعاً من النباتات و156 نوعاً من الطيور. وتعتبر الفترة ما بين أبريل/نيسان ومايو/أيار، الفترة المثالية لمشاهدة الأزهار في المحمية. ويمكن للزوار التمتع بالنشاطات الآتية: المشي، تسلق الجبال، مراقبة النجوم، المشي على الثلج، مراقبة الطيور، ركوب الدراجات الهوائية، القوس والنشاب، ركوب الخيل، الرسم، التصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى نشاطات التوعية والإرشاد.
بحيرة بنشعي
تُعد بحيرة بنشعي من أكبر البحيرات في لبنان، وقد تم إفتتاحها عام ١٩٩٨. طولها 600 متر وعمقها 18 متراً، وتستوعب 700000 ألف متر مكعب. تتمتع بإطلالة ساحرة على الجبال التي تكسوها الأشجار، والى جانبها محمية طبيعية تضم أنواعاً مختلفة من الطيور. ويمكن للزائرين التنزه في القوارب، ومشاهدة الأسماك الملونة، والطيور التي تسبح فيها، منها البط والأوز. كما يمكن التنزه بواسطة الدراجات الهوائية على الكورنيش المشرف على البحيرة، وتأمل الوديان والجبال الشاهقة.
متحف الحيوانات المحنطة
يوجد مقابل بحيرة بنشعي متحف للحيوانات المحنطة، يضم ٣٠٠٠ حيوان، وهو من الأماكن التي تجذب السياح. المتحف عبارة عن مغارة صناعية مليئة بالكهوف والدهاليز، وفيها أيضاً مجموعة من المجسّمات لسفن الدولة البابلية. كما يضم المتحف مجسماً كبيراً للقرش الأبيض.
كنيسة سيدة الحصن
تعد كنيسة سيدة الحصن من أهم المزارات السياحية والدينية في لبنان. بُنيت على أعلى قمة من الجبال اللبنانية على أنقاض معبد وثني، وكانت ملجأ لسكان إهدن خلال الحروب والغزوات، وتم ترميمها عام 1705. تشرف على مرتفعات جبلية تكسوها الأشجار المعمرة، من أرز وصنوبر وسنديان، ويزورها المؤمنون والسياح الأجانب من مختلف الديانات والطوائف، وذلك لروعة بنائها وموقعها المميز. وفي الجهة العلوية من الكنيسة، يوجد تمثال للسيدة العذراء.