تكاد تكون الفنانة اللبنانية كارول سماحة من أكثر الفنانات نشاطاً على الساحة الفنية، من حيث الأعمال التي تطرحها، والتي تحقق نجاحاً ملفتاً على إمتداد العالم العربي.
كارول صاحبة المسيرة الفنية المكتنزة، التي تجيد خياراتها الفنية بدقة، تحاول من خلال أعمالها الغنائية التجدد والتنويع، سواء من حيث المواضيع التي تختارها، أو اللحن والتوزيع الموسيقي والتصوير على طريقة الفيديو كليب.
ومما لا شك فيه أن الأغنية الأخيرة التي طرحتها كارول، وحملت عنوان "أجازة"، باللهجة المصرية، والتي كتبها أحمد حسن راؤول، ولحنها محمد رحيم، ووزعها موسيقياً سليمان دميان، تحقق نجاحاً مميزاً، بالتزامن مع بداية فصل الصيف. هذه الأغنية التي تضج بالحياة وبروح الصيف والحركة، تبعث الفرح، خصوصاً أنها تحث بكلماتها، على التخلص من التوتر والضغوط اليومية، ومن الهاتف الجوال، والتشجيع على إعادة الروابط الإجتماعية، من خلال اللقاءات والسهرات حتى ساعات الصباح الأولى وأجواء المزاح. كما أن اللحن والتوزيع الموسيقي ساهما في إضفاء المزيد من الحركة والحياة، من حيث التنقل بين الإيقاعات الراقصة بين مقطع وآخر. ومما لا شك فيه، أن الأداء المتمكن لكارول، والمتمرس في تقديم هذا التنوع الكبير في الألوان الغنائية، هو العامل الأساس في نجاح الأغنية.
وفي الإنتقال إلى العمل المصور للأغنية، والذي أخرجته بتول عرفة، فهو بالفعل أظهَر الأغنية بصورة شبابية للغاية، تتناسب وأجواء الحياة في فصل الصيف، إذ يبدأ الكليب بتذمر كارول من العمل داخل مكتبها، رافضة كل المعاملات، لتخرج مسرعة بسيارتها، حيث تصطحب صديقاتها للإحتفال، بالإضافة إلى الرقص من خلال لوحات راقصة منوعة على الطريق، وسط زحمة السيارات، أو في أماكن سهر مختلفة. وقد أظهرت كارول ليونة كبيرة وخبرة واسعة في تأدية الحركات الراقصة. وهذا ليس بجديد على كارول، إبنة المسرح الرحباني الذي غنت ورقصت فيه، وهي أيضاً التي قدمت عملها الإستعراضي "السيدة"، الذي أبدعت فيه، وإستحقت لقب "وحشة المسرح" على الإطلاق.
في النهاية، نرفع القبعة تقديراً لأعمال النجمة كارول سماحة، المستمرة بوتيرة النجاح التصاعدية، في تقديم أرقى الأعمال المنوعة بين الشعبي والكلاسيكي، والسهل الممتنع.