إنها الذكرى السنوية الأولى لرحيل أيقونة الغناء السورية ميادة بسيليس، التي توفيت في 17 آذار من العام الماضي، هذه المرأة التي صنعت أعمالاً عاشت بقلوب الجمهور العربي، وكانت مثالاً للنجاح والتألق، ميادة بسيليس صاحبة الصوت الذي لن يتكرر، لكنه سيبقى راسخاً في ذاكرة محبيها.
ضمن فعاليات دار الأوبرا السورية في دمشق لشهر آذار، أقيم حفل إحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل الأيقونة السورية ميادة بسيليس، والذي أحيته الفرقة الوطنية السورية للموسيقى العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، وبمشاركة زوج الراحلة الموسيقار سمير كويفاتي، والفنانات ليندا بيطار ونانسي زعبلاوي وسناء بركات وشهد برمدا وسط حضور جماهيري كبير.
ولأن الإبداع هو عنوان أي ليلة أو مكان يذكر فيه اسم الفنانة الراحلة ميادة بسيليس، تألقت الفنانات الأربع صاحبات الأصوات الرائعة، في غناء عدد من التحف الفنية الخاصة ببسيليس، حيث غنت ليندا بيطار "كل من كذبك حلو، على عيني، أنت بقلبي"، أما نانسي زعبلاوي تفننت بغناء "أحسنلك تروح، وخليني على قدي، وأغنية أنا"، بينما صدح صوت سناء بركات بغناء "يا غالي بتضلك غالي، مين قلك، واحملني"، وبالطبع كان لشهد برمدا نصيب مميز من أغنيات الراحلة، واجتمعت بعدها الفنانات الأربع معاً من أجل غناء "يا جبل ما يهزك ريح".
وعند صعوده إلى المسرح، لفت زوج الراحلة الموسيقار سمير كويفاتي، إلى أنه ضيف في هذه الأمسية، وليس شريكاً فيها، مثنياً على جهود الفنانات المشاركات بالحفل، وعبر أيضاً عن اشتياقه لزوجته الراحلة، وقال إنه يجد مواساته في حضور روحها في هذا المكان.
موقع "الفن" كان حاضراً في الحفل، وعاد بهذه الكلمات الخاصة.
الفنانة ليندا بيطار :"لا يمكننا إلا أن نكون فاقدين لها، لكن بنفس الوقت عندما تسمع جميع الأغاني، تعلم أنها باقية، لأنها عظيمة جداً. وعندما كنا نحضر الأغاني، علمنا كم كانوا منتبهين لجميع التفاصيل الدقيقة، التي أظهرت كم الجمال في الموسيقى والمشروع الغنائي الذي صنعته هي والأستاذ سمير كويفاتي. شعوري في هذا اليوم لا يوصف، ويشرفني وجودي في هذا الحفل، ورسالتي لها لو كانت تسمعني.. نحبك كثيراً، ونحترمك كثيراً، وستبقين في ذاكرتنا وقلوبنا، وسنحافظ على الإرث الذي تركتِه لنا".
الفنانة نانسي زعبلاوي :"للسيدة ميادة بسيليس مكانتها وتاريخها، ولا يمكن لأحد أن يحل مكانها، أنا سعيدة جداً بمشاركتي هذه، التي ستُكتب في تاريخي الفني، والتي نحاول من خلالها أن يسمع الناس إحساسها من خلال أصواتنا. المشاعر مختلطة بين الحزن والفرح، لأننا نتمنى لو كانت بيننا، وأن نقف بجانبها. ورسالتي لها لو كانت تسمعني.. لم تكوني أبداً فنانة عادية، بل كنتِ أيقونة وأسطورة صوتها جميل، وتمتلك أغان مهمة جداً".
الفنانة سناء بركات :"مشاركتي في هذا الحفل تعني لي الكثير على الصعيد الشخصي، وبالطبع المسؤولية كبيرة جداً، والمشاعر بالفعل كانت مختلطة بين الحزن وبين السعادة التي تنبع من الطاقة الواجب توافرها عند صعودنا إلى المسرح، ورسالتي لها لو كانت تسمعني.. أنتِ حاضرة معنا بكل أغنية، وبكل تفصيل نعمل عليه، وستبقين موجودة بيننا من خلال أعمالك المميزة".
المايسترو عدنان فتح الله :"هذا الحفل مقرر منذ زمن، لأننا نعتبره أقل من الواجب من نجمات سوريات لأيقونة سورية مهمة، أضافت إلى الأغنية السورية، وبالطبع نحن دعينا كافة المغنيات السوريات، منهن ميس حرب وكارمن توكمه جي، لكن ما منعهن عن الحضور هي ظروف السفر. وتوجد بهذا الحفل عدة مبادرات من أشخاص أحسوا بالواجب، منهم الأستاذ شادي مارين الذي تكفل بأمور إضاءة الحفل، بالإضافة للفيلم الوثائقي الذي قدمته نادين الهبج، أيضاً من خلال مقدم الحفل الإعلامي باسل محرز، الذي أعطى قيمة مضافة للحفل".
وأضاف :"بالمناسبة قبل آخر حفلة لي مع السيدة ميادة بسيليس، خلقت علاقة مميزة جداً بيننا، كوني كنت حبينها مريضاً، وهي لم تفارقني للحظة، لا في المستشفى ولا في المنزل، بالرغم من مرضها، وهذا ما أعطاني الطاقة من أجل الصعود إلمسرح وقتها، ورسالتي لها لو كانت تسمعني.. سنبقى أوفياء لكل شيء صنعتِه، وستبقى ذكراكِ موجودة بكل تفصيل، كقدوة لتقديم كل ما يتعلق بالموسيقى الغنائية التي تحمل قيمة فكرية وإنسانية".