هي ممثلة جميلة قلباً وقالباً ، دخلت معترك المهنة في عام 2008، وفي عام 2020 قررت الاعتزال، لكن شغفها بالفن أعادها إلى الشاشة الصغيرة.
تميّزت ببطولة مطلقة في مسلسل "علاقات خاصة" بدور "لامار" مع الممثل طوني عيسى، وجسدت شخصيات مركبة وصعبة، أبرزت موهبتها وقدراتها التمثيلية. شاركت في عدد كبير من الأعمال الدرامية التي تركت فيها بصمة، منها مسلسل "الساحر"، حيث كان لها ظهور خاص بدور "ميرفا"، ومسلسلات "ولاد البلد"، "عندي قلب"، "محرومين"، "شوق، "أول نظرة"، "صرخة روح"، "مذكرات عشيقة"، "عشق النساء"، "هوا أصفر".
يعرض لها حالياً مسلسل "الزوجة الأولى" الذي تشارك فيه إلى جانب الممثل مازن معضم والممثلة جيهان خماس.
مع الممثلة جوي خوري كان لموقع "الفن" هذا اللقاء الخاص.
ما الذي دفعك لتتراجعي عن قرار الاعتزال وتشاركي في مسلسل "الزوجة الأولى"؟
عندما قررت أن أعتزل حاول العديدون إقناعي بالعودة عن قراري، وفي هاتين السنتين كلمني المنتج مروان حداد كثيراً، وعرض عليّ عدة نصوص ليقنعني بالعودة، وبالنسبة لي كان لا زال الوقت مبكراً، وأنا في أول عطائي من ناحية الأدوار ومشواري الفني، إلى أن تواصلت معه على نص "الزوجة الأولى"، وكانت لديه رؤية لشخصية "كارين" وكان مصراً أن ألعبها أنا، واتفقنا أن أمنح نفسي فرصة ثانية. وفي النهاية أنا أحب التمثيل ولم يتوقف شغفي لهذا الفن أبداً، لكني كنت بحاحة إلى أن أبتعد من خارج الدائرة.
ما هي الأصداء التي تلقيتها حول المسلسل؟ وهل أنتِ راضية عنها، وعن دورك بشكل خاص؟
بالنسبة لأصداء المسلسل، فأنا أسمعها من السوشيال ميديا، وفي الشارع أتلقى تعليقات إيجابية، وبعض الناس يتفاعلون مع الأحداث، لأن هناك منها ما يمكن أن ترتبطي بها.
شخصيتك في "الزوجة الأولى" عشيقة مازن معضم، ستجعل المشاهدين يتعاطفون معك أم يكرهونك؟
شخصية "كارين" معقدة ومركبة جداً، ولها أبعاد في تطور الأحداث ليست جيدة، حتى لا نقول إنها شريرة، وأرى أن الناس سيتعاطفون معها في مكان ما، لأنني أؤمن بأنه مهما كان الإنسان شريراً، لديه نقطة بيضاء في مكان ما، وسيفهم الناس لماذا وصلت إلى هنا من الناحية السيكولوجية وتربيتها. دور "كارين" صعب لأنها شخص متملك جداً، ولا يتقبل الخسارة.
وهذه الشخصية لا تشبه شخصيتي الحقيقية إطلاقاً، في البداية "كارين" رضيت بالخيانة، وأحبت شخصاً ليس لها، متملكاً ومدللاً، فمن الصعب جداً أن أؤديها، وفي بعض الأماكن، حين كنت أقرأ النص، كانت كارين تجرحني، فكنت أقول لنفسي "إذا أنا كنت أنزعج من الشخصية فكيف سيشعر المشاهدون؟"، وكنت أحاول أن أبرر لها، وأفهم لماذا وصلت إلى هنا، وفي بعض الأوقات، كانت لدي صراعات داخلية بيني وبين كارين، وأن أتقبلها وأتقبل تصرفاتها، وأحبها كي أؤديها بواقعية، وأن تخرج من الإحساس عالي.
التناغم الكبير على الشاشة بينك وبين جيهان خماس، هل هو ثمرة صداقة تجمعكما؟
لم تكن هناك علاقة تربطنا في السابق، تعرفنا قبل بداية المسلسل بفترة قصيرة، بحكم أننا سنواجه بعضنا البعض في المسلسل، وأصبحنا صديقتين في العمل، وأنا سعيدة جداً بالعمل معها، وتظهر الكيمياء بيننا جلية، لأنه في بعض المشاهد نكون أشبه بضرتين ونتشاجر، ونكون في الواقع مستمتعتين بالتمثيل مع بعضنا البعض، لأنه لا شيء حقيقياً، بل هو تمثيل، وأنا أعرف مازن من قبل، على الرغم من أننا لم نعمل سوياً في السابق، واستمتعت بالعمل معه.
هل يمكن أن تتقبلي أن يكون لدى الرجل عشيقة؟ أم أن الرجل يجب أن لا يخون؟
أنا مع سر الزواج الذي يحرّم الخيانة، ولا أتقبل الخيانة، ولا أسامح الكذب، ويجب على الرجل والمرأة اللذين قررا أن يتزوجا، أن يكونا وفيين لبعضهما البعض، لأن الخيانة نهايتها بشعة.
هل هناك رسالة في ختام المسلسل؟ وهل هي حزينة أم سعيدة؟
لا أعتقد أننا سنجد نهاية جميلة للمسلسل، يجب أن نسأل الكاتبة لبنى مرواني، وكل شر في هذه الحياة له رسالة، وستوصل الكاتبة من خلال المسلسل رسالة بأن ليس كل شيء ينتهي بفرح، أو نهايته سعيدة.
نلاحظ أن الخيانة أصبحت نوعاً من الكليشيه، ما رأيك؟
نعيش الخيانة يومياً، فبعض الأصدقاء يخونون بعضهم البعض، وكذلك بعض الأهل أو الأحباب، أو في العمل، ولكن كيفية طرح الخيانة في الدراما وطريقة تقديمها للمشاهدين تغيران مفهومها، وليس في الحياة أسهل من أن يخون الإنسان، ولا يوجد أصعب من الوفاء، لذلك دائماً ما نلجأ للأسهل بدلاً من أن نتجه نحو الأصعب.
هل ستتجه الأحداث نحو مزيد من التعقيد والمفاجآت؟
العمل لا زال في طور الكتابة، وهناك الكثير من التطورات والأحداث والخطوط التي لم تظهر بعد، وممثلون لم يظهروا، وأدوار لم تبدأ، ولا نعرف إلى أين ستصل خطوطها.
اعتبر العديدون أن السيناريو مقتبس من المسلسل التركي "الخائن"، وكم ترين أن كتابنا بحاجة لأن يبتكروا ويبتعدوا عن الاقتباس؟
ليس خطأ أن يكون المسلسل مستوحى من المسلسل التركي، ولكن لا علاقة له بالمسلسل التركي، وسيظهر في الجزء الثاني أنه بعيد جداً عن قصة مسلسل "الخائن"، خصوصاً أننا في بيئة لبنانية لا نستطيع أن نؤلف عملاً لا يشبهنا، لكن في بعض الأحيان، إذا كانت هناك بعض الأحداث مستوحاة من مسلسل آخر، فهذا الأمر لا علاقة له بالابتكار، وعالمياً هناك الكثير من القصص المقتبسة من كتب أو أفلام قديمة، وأهم الكتاب ألفوا مسلسلات وأفلاماً مستوحاة وليست مقتبسة، وهناك أعمال توحي لك، وأن نستوحي من غيرنا، فهذا أمر جيد جداً.
تؤيدين الخلطة العربية المشتركة في المسلسلات، علماً أن الممثلين كلهم لبنانيون؟
أنا مع الإثنين، مع أن تكون هناك مسلسلات لبنانية وأخرى مشتركة بطريقة متوازنة، وليس أن تكون هناك دائماً مسلسلات فيها خلطة عربية، ومسلسلات لبنانية فقط، فالنوعان فيهما تنويع وفن أيضاً.
درستِ الإخراج ولم تعملي به، هل تنوين أن تصبحي مخرجة مستقبلاً؟
كنت أنوي أن أكمل بالإخراج، ولم أفكر أبداً أنني سأمثل فقط، وبالطبع لدي حلم في المستقبل أن أمتهن ما تعلمته أيضاً وهو الإخراج، ولا توجد مشكلة أن أكون ممثلة ومخرجة في الوقت نفسه.
من هو النجم والنجمة الأولى بالنسبة لك؟
كلنا نجوم عند الله، كل الناس نجوم لا أستطيع أن أسمي هذا نجماً أو ذلك، لأني لا أؤمن بهذه الأمور، وهناك العديد من الممثلين المحترفين والمهمين الموجودين.
شكلتِ مع طوني عيسى ثنائية في مسلسل "علاقات خاصة" ومسلسل "المحرومين"، هل تؤمنين بأن الناس يحبون أن يشاهدوا ثنائيات بين ممثلين في عدة مسلسلات؟
الثنائية أحياناً يحددها المشاهدون، يحبون أن يجتمع هذين الممثلين معاً، ويسعدني عندما يحب الناس تكرار الثنائية، وليست لدي مشكلة في تكرار الثنائية إذا أحبهما الناس، أو تقديم ثنائية جديدة كي أتعرف على ممثلين جدد، وأخوض تجربة جديدة.
من تعجبك من الممثلات وتتمنين أن تملكي الخبرة التي لديها؟
لا يوجد ممثل أو ممثلة لا يعجبني أي شيء فيهما، كل الممثلين الشاطرين ممكن أن يلهموني.
مهنة التمثيل تكفي الممثل ليعيش حياة كريمة في شيخوخته؟
أنا لدي عملي الخاص، وللأسف التمثيل يشبه أي مهنة لا ضمانة فيها لشيخوختنا.
هل يمكن أن تجدي نفسك في الكوميديا؟
أنا مثلت دوراً كوميدياً، ومسلسل "أول نظرة"، كان فيه الكثير من الكوميديا، واستمتعت بتمثيله، وإذا عرض عليّ نص كوميدي جميل ليست لديّ مشكلة أبداً.
لديك أعمال للسباق الرمضاني؟
سنكون في رمضان بالمسلسل نفسه "الزوجة الأولى"، ومستمرون في التصوير من الآن إلى أن يعرض في رمضان، فسنصور الجزء الثاني من المسلسل للسباق الرمضاني.
إذا أراد أحد من أطفالك أن يمتهن التمثيل في المستقبل هل تعارضيه؟
إذا كان يحب الفن يمكنه أن يدخل المجال، ولن أقف في طريقه.
ما هي طموحاتك مستقبلياً؟
طموحاتي كبيرة والحمد لله، كل يوم بيومه، بالتمثيل أتقدم خطوة خطوة، لا أعرف ماذا يخبئ لي المستقبل، فلا أحب التسرع، بل أنتظر، وأريد أن أدرس خطواتي، خصوصاً أنني كنت قررت أن أبتعد، فلن أعود بطريقة مكثفة.