ضجت مواقع التواصل الإجتماعي في الأيام الماضية، بفيديو للفنان السعودي محمد عبده، ظهر فيه وهو يستخدم هاتفه المحمول الذي بدا قديماً جداً من نوع نوكيا، الأمر الذي دفع بالكثير من رواد مواقع التواصل الإجتماعي، إلى طرح الكثير من التساؤلات، إضافة إلى ترك الكثير من التعليقات، بعضها داعمة وتحمل الكثير من المحبة، وبعضها الآخر فيها نقد سطحي، ومنها تعليقات مليئة بالحقد.

لا بد من التعليق على هذا الموضوع، والقول إن محمد عبده فنان أصيل بكل ما للكلمة من معنى، وبفنه وجد كل الإحترام، والحب الكبير في الساحة الفنية، ولقبّه الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة بـ"فنان العرب" عن جدارة، ومسيرة طويلة مليئة بالنجاحات والإنجازات الفنية، ومن الطبيعي أن تُصدم شريحة كبيرة من رواد مواقع التواصل الإجتماعي، بسبب إقتناء عبده جوالاً قديماً، على الرغم من أنه مقتدر مادياً، ولكن من قال إن الفنان ليس إنساناً عادياً، له ذوق ونظرة معينة للأمور.

الكثير من الإنتقادات اللاذعة، والتي لا جدوى منها، طالت محمد عبده، رغم أن الموضوع لا يستحق هذه الضجة، إلا لتسليط الضوء على تواضعه، والبساطة التي تلفته كفنان له إسمه ومكانته.

الإنتقادات الحاقدة دفعت بمدير أعمال محمد عبده إلى لفت النظر، إلى أن محمد عبده يستخدم جهاز النوكيا لكونه جهازاً عملياً، فضلاً عن أنه يحب الأشياء القديمة التي تعبر عن الأصالة.

لذلك ننطلق من هنا، لنؤكد نظرية أن ما يرفع من قيمة أي فنان، هو تواضعه، وليس شرطاً أن يقتني أثمن الأدوات ليرفع من شأنه، لأن فنه هو الأساس، وليس هاتفه، أو ملابسه، أو أي عنصر مادي آخر، ولطالما قدم محمد عبده أعمالاً فنية لاقت رواجاً كبيراً في لبنان والعالم العربي، ومن المعيب أن نعيره بتعليقات فارغة على أمور ثانوية.

محمد عبده فنان حقيقي، وكلما أبدع في الفن، زاد تواضعه، وهو إنسان له حياته الخاصة، وإختياراته الخاصة التي تريحه، وهو قدوة في الفن يتمثل بها كثيرون.