نشهد حالياً تحوّلًا لافتًا في عالم الفن، يتمثل في اعتماد عدد متزايد من الفنانين على تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج الفيديو كليبات الخاصة بهم، وهو ما يفتح الباب لمرحلة جديدة، تجمع بين الإبداع الفني والتكنولوجيا الحديثة.

وكان الفنان محمد حماقي السبّاق كأول فنان عربي يطلق فيديو كليب بتقنية الذكاء الاصطناعي من خلال أغنية "حبيت المقابلة"، وبعده، انضم الفنان هاني شاكر للتجربة بإطلاقه كليب "مروق"، معتمدًا أيضًا على الذكاء الاصطناعي.

ومن بين أبرز الأسماء التي خاضت هذه التجربة أيضا، الفنان المصري محمد رمضان في كليب "أنا إنت"، حيث تعاون مع شركة متخصصة بالخيال البصري لإنتاج مشاهد مبتكرة ومدهشة. كذلك الفنان راشد الماجد في "أنا استسلمت"، والذي استبدلت فيه الشخصيات الحقيقية بنسخ رقمية، والفنانة نوال الزغبي خاضت التجربة أيضًا في "يا مشاعر"، فجمعت بين التصوير الواقعي وخلفيات مصممة بالذكاء الاصطناعي، أما الفنان راغب علامة فاختار أن تكون الجموع من حوله رقمية في كليب "ترقيص". كما قدّم الفنان عاصي الحلاني كليب "أشتكي لله" بإخراج مميز يعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي. ومؤخرًا، انضم الفنان آدم إلى هذه القائمة بكليب "آه يا حلو".

هذه الأعمال ليست فقط تجارب تقنية، بل خطوات ذكية وجريئة تُعبر عن إدراك المخرجيين والفنانين لضرورة مواكبة العصر والتجديد في الصورة الفنية. الذكاء الاصطناعي أتاح لهم أدوات قوية لتقديم محتوى بصري غير مألوف، يثير الفضول.

الإيجابيات كثيرة. أولًا، هذه الكليبات تخلق تفاعلًا عاليًا عبر السوشيال ميديا، حيث ينجذب الجمهور بالمؤثرات البصرية الجديدة ويُعيد مشاهدة العمل مرارًا لاكتشاف تفاصيله. ثانيًا، تفتح هذه الأعمال باب التجريب والإبداع بحسب الميزانيات المرتبطة بكفاءات الأشخاص التي تقوم بهذا العمل، وثالثًا، تُسهّل الوصول إلى جمهور جديد، خصوصًا جيل الشباب الذي يبحث دائمًا عن محتوى مختلف ومميز.

الفنان الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي بـ "شطارة"، لا يقدّم فقط عملًا بصريًا جميلاً، بل يضع نفسه في قلب الترند.

في النهاية، الذكاء الاصطناعي لا يُلغي دور الفنان، بل يعزز أدواته، ويفتح له أبوابًا إبداعية كانت في السابق مستحيلة، ومن يتقن استخدامه اليوم، سيكون رائدا في المشهد الفني غدًا، ومهما حصل من تقدم تكنولوجي لن يتفوق على عقل الإنسان لأنه يقوم بكفائته.