في تغطية خاصة لموقع "الفن"، حل الإعلامي زافين قيومجيان، ضيفاً على برنامج "بين الحلم والحقيقة"، الذي يعده ويقدمه مدير التحرير جوزيف بو جابر، عبر إذاعة لبنان.
قال زافين :"لدي أحلام دائمة، وهي تحفزني على الإستمرارية، بعد ثلاثين عاماً من العمل، وأشعر بأني أسير في بستان من الأحلام، وأنتقي منه الأحلام التي تليق بي، وأحققها دائماً، والأشخاص الذين يختارون أحلاماً لا تليق بهم، تكون حياتهم تعيسة".
وعن أحلام الطفولة، قال :"الصحافة كانت جزءاً أساسياً من طفولتي، وعندما أردت أن أختار تخصصي، كانت حينها الصحافة المطبوعة سيدة الموقف، فكان حلمي أن أكون مراسلاً حربياً، وقمت بهذا العمل لفترة قصيرة، لأن الحرب إنتهت والحمد لله".
وعن الحلم المستحيل، قال زافين :"في حياتي لم يكن هناك شيء مستحيلاً، فأنا أول مذيع أرمني أطللت على الشاشة، وقرأت نشرات الأخبار باللغة العربية، وكسرت حينها الصورة النمطية للشخص الأرمني".
وعن البرنامج الذي يرغب في أن يقدمه في المرحلة المقبلة، قال :"أحب أن أقدم برنامج ألعاب، تكون فكرته جميلة وبإنتاج كبير، وذلك بعد أن قدمت برامج منوعة".
وعن رأيه في مقدمي البرامج الذين يأتون من مجالات التمثيل والغناء والجمال، كونه متخصصاً في مجاله، وحاصلاً على ماجستير في الإعلام، قال زافين :"أشعر بأن الله أنعم عليّ كثيراً، وحصلت على أكثر مما أستحق بمواهبي وقدراتي، لذلك أعتبر الإعلام مثل باقة كبيرة وجميلة من الورود، وفيها كل أنواع الأزهار، وأعتبر نفسي دائماً الوردة البيضاء، أو الوردة الحمراء الرئيسية في هذه الباقة".
وأضاف :"كل شخص لديه ميزته وذوقه، ومجال الإعلام يحتمل أن تعمل فيه، وتكون آتياً من مجالات السياسة أو الإقتصاد أو الفن..، والأهم أن يتقبلك المشاهدون".
وتابع زافين :"هناك برامج هابطة تستقطب الكثير من الإعلانات والأموال، وأنا أكون سعيداً، لأنه حين يكون هناك أموال أكثر في المحطة الإعلامية، يكون بإمكانك أن تقدم برنامجاً له قيمة أكثر ولا يستقطب الأموال، فأنا لم يكن همي يوماً أن أجلب أموالاً لصاحب المحطة، إذ أقول له :"عمول برامج هابطة لجلب الأموال، وأتركني أقدم برنامج "بيعبّي الراس" ومقتنع به".
وعن إختلاف الإعلام منذ دخوله المجال ولغاية اليوم، قال زافين :"دخلت المجال الإعلامي بعمر صغير، ومن خلال تلفزيون لبنان، الذي هو أب المؤسسات الإعلامية الأخرى، ففي الوقت الذي دخل فيه زملائي، الذين هم من أبناء جيلي، في مؤسسات إعلامية كانت حينها حديثة، وكانوا هم أبطال هذه المؤسسات، ووجوهها الجديدة، دخلت أنا في مؤسسة عريقة، لم أكن أنا نجمها، بل كنت الجندي في ظل وجود ضباط وقيادات كبيرة، فأنا عشت صراعاً بين الجيلين، ولكن مارسيل غانم مثلاً لم يعش هذا الصراع، وكذلك منير الحافي، لأنهما وزملاءهم كانوا حينها شباباً في مؤسسات إعلامية جديدة، بينما أنا في تلفزيون لبنان، كنت حينها، برأي البعض، أنزع الإعلام، فأحياناً مثلاً لفظت عبارات بشكل خاطئ..، وهناك أمور كنت أقوم بها منذ 30 عاماً لا أقوم بها اليوم، وحين أشاهد بعض البرامج الحوارية الأخرى، أقول :"ما هذا البرنامج السخيف؟ ما هذا المستوى الذي وصلنا إليه؟"، ولكن في نفس الوقت أذكر أن عرفات حجازي وسعاد قاروط العشي وغيرهما قالوا عني منذ 30 عاماً، قبل أن يعودوا ويقتنعوا بي مع مرور الوقت، لذلك أقول إنه عليّ أن أكون منفتحاً على تجارب جديدة".
وعن تعليق الفنانة نانسي عجرم على ما ورد في الحلقة الخاصة التي إستضاف خلالها زافين الفنانة إليسا، بمناسبة مرور 20 عاماً على إنطلاقتها الفنية، إذ علقت نانسي، وبطريقة غير مباشرة، بأن ما ورد في الحلقة عن أن أغنيات إليسا على يوتيوب هي الأكثر مشاهدة، هو أمر غير دقيق، قال زافين :"أنا لا أعمل في الإعلام الفني، لذلك لست مضطراً لمسايرة أحد ليبقى برنامجي مستمراً، ولا علم لدي بتعليق نانسي، وأنا احترمها كثيراً، وإليسا صديقتي منذ سنوات طويلة، لأني معجب بفنها وأغانيها وتجاربها، وكذلك الأمر بالنسبة لنوال الزغبي، ونحن ننتمي إلى جيل واحد، إذ كنا الوجه الجديد للبنان في التسعينيات، ولمرحلة جديدة. وبالنسبة لنوال، مررنا في فترة جفاء استمرت 11 عاماً، وتصالحنا، ولكن حتى خلال فترة الجفاء، كنت دائماً أقول إنها مطربتي المفضلة".
وذكر جوزيف بعض أسماء الإعلاميين والإعلاميات، وكانت تعليقات زافين على الشكل الآتي:
مالك مكتبي :"أعتبره من الجيل الذي تلى جيلي في البرامج الحوارية، ومسيرته الإعلامية جميلة، ومرّ بطلعات ونزلات، مثلما أنا مررت، وأصبح لديه أسلوبه الخاص، وأنا أحترمه كثيراً".
طوني خليفة :"خط مستقل في الإعلام، وأحترمه أيضاً".
وهنا أوضح زافين قائلاً :"لدي وجهان، وجه الناقد التلفزيوني وكاتب تاريخ التلفزيون في لبنان، ووجه الزميل في مجال الإعلام، فإذا أردت أن أعطي رأيي بزملائي، عليّ أن أكون لطيفاً جداً، ففي النهاية هناك عداوة كار بيننا، وكل منا منشغل بعمله، طبعاً نكن كل الإحترام لبعضنا البعض، وننتمي إلى نفس الجيل، وكل منا له مسيرته العملية الجميلة".
وفي القسم الأخير من البرنامج، الذي يختار فيه الضيف مشاهير يحب أن يلتقيهم، قال زافين :"أحب أن ألتقي الموسيقار فريد الأطرش، لأجري معه حواراً يكسر شخصيته النمطية، إذ كنا نعرفه حزيناً دائماً، فإذا إستطعت أن أضحكه، عندها أعتبر نفسي مهضوم".
وأضاف زافين :"بما أني دخلت مؤخراً في العمل الإذاعي والتواصل مع الناس، إكتشفت جانباً جديداً من شخصيتي، وأحاول إظهاره، وهو حب روح النكتة، فعندما يكون لديك برنامج صباحي، تتواصل من خلاله مع المستمعين، عليك أن تكون مرحاً، وأنا طوال مسيرتي الإعلامية، كنت جدياً كثيراً، ولم يكن هذا الجانب المرح من شخصيتي ظاهراً".
أما الشخصية الثانية التي إختار لقاءها زافين، فهي الفنانة الراحلة أسمهان، وقال :"هي توفت مبكراً، أحب أن أعرف قصتها، فهي من الشخصيات المثيرة للجدل، لديها أغنيتان شهيرتان، ولا زالت شهرتها مستمرة".
وإختار زافين أن يحاور رئيس الجمهورية ميشال عون، وقال :"أول مقابلة أجريتها في حياتي كانت مع الرئيس ميشال عون، كان ذلك عام 1988، فتوجهت من منزلي في راس بيروت إلى قصر بعبدا، وأجريت معه المقابلة، وكان هناك حينها حكومتان في البلد، وكان عون رئيس الحكومة العسكرية ووزير الدفاع، وكان عنوان المرحلة "التمرد"، وهذا اللقاء كان مرتبطاً بدراستي في جامعة سيدة اللويزة، ومنذ ذلك الحين لغاية اليوم، مرّ الكثير من الأحداث، لذلك أحب في السنة الأخيرة من عهد الرئيس، أن أتوّج عملي الإعلامي، بمقابلة ثانية معه".
برنامج "بين الحلم والحقيقة" يذاع كل يوم أحد عند الساعة الرابعة بعد الظهر، ويعاد بثه كل يوم خميس عند الساعة التاسعة مساء، عبر إذاعة لبنان 98,1 و98,5، إخراج علي أمين.