نجيب محفوظ أديب مصري وصل إلى العالمية بروايته "أولاد حارتنا" التي حازت على جائزة نوبل في الأدب سنة 1988. منذ وفاته عام 2006، بقي إسم "نجيب محفوظ" خالداً، بأعماله وإرثه الفكري وفلسفته.
وتعرّف إليه الجيل الحالي ليس فقط من خلال أعماله الروائية بل من الأعمال السينمائية، المسرحية والتلفزيونية، إذ تم إنتاج أعمال مقتبسة عن رواياته مثل "اللص والكلاب"، "أفراح القبة"، "بين السما والأرض"، "ثرثرة فوق النيل"، "زقاق المدق" وغيرها من الأعمال التي بقيت راسخة بعقل المشاهد العربي.
إسمه
ما لا يعرفه الجمهور عننجيب محفوظ، أن إسمه مركّب، فهو قد تمّت تسميته على اسم الطبيب أبو عوف نجيب باشا محفوظ الذي أشرف على ولادته التي كانت متعسرة
ولادته
ولدنجيب محفوظعبد العزيز ابراهيم أحمد الباشا بعائلة متوسطة في العاصمة المصرية القاهرة، في 11 كانون الأول/ديسمبر عام 1911.
عائلته
كان محفوظ الأصغر بين أشقاءه، فهو لديه أربعة إخوة وأختين. والدته فاطمة مصطفى قشيشة هي ابنة الشيخ مصطفى قشيشة من علماء الأزهر وكان والده عبد العزيز ابراهيم موظفاً حكومياً.
دراسته
درس محفوظ في الجامعة المصرية عام 1930. ونال شهادة في الفلسفة عام 1934. وكانت نيته أن يستكمل دراسته للحصول على الماجستير في الفلسفة ولكن توقف بعد عام بسبب إحترافه الكتابة.
حياته الشخصية
تأخرنجيب محفوظبالزواج حتى سن الأربعين فكان يعتقد أن الزواج يسبب له "تعقيد في مستقبله". فتزوج عام 1954 من السيدة عطية الله إبراهيم، وأخفى خبر زواجه لعشر سنوات وأنجب طفلتين وهما فاطمة والثانية هي أم كلثوم. وتم فضح زواجه عندما تشاجرت إبنته أم كلثوم مع زميلة لها في المدرسة فعرف الشاعر صلاح جاهين حينها بالأمر من والد الطالبة، وانتشر الخبر.
ما قبل الإنطلاقة
عمل الأديب العالمي كموظف مدني في إحدى الهيئات الحكومية عام 1934 حتى تقاعده عام 1971، كما كان موظفاً إدارياً في جامعة القاهرة وكاتب صحفي في جريدة "الرسالة"، كما تعامل مع جريدتي "الأهرام" و"الهلال" بنشر قصص قصيرة منها "همس الجنون".وفي عام 1938، عين سكرتير وزير الأوقاف الإسلامية بالبرلمان في وزارة الأوقاف.
الإنطلاقة
نشرنجيب محفوظأول رواية له عام 1939 بعنوان "حكمة خوفو" والمعروفة أيضاً بإسم "عبث الأقدار"، تناولت العلاقات داخل الأسرة الفرعونية وناقشت الإستبداد والقوة، وتم تحويل هذه الرواية إلى مسلسل بعنوان "الأقدار" من بطولة عزت العلايلي، أحمد سلامة وعبد الله محمود، وحذفت كلمة "عبث" من العنوان بعد تعارضها مع بعض المفاهيم الدينية.
قصصه ورواياته
بعد "عبث الأقدار" توالت روايات نجيب محفوظ بالإصدار ليصبح برصيده أكثر من 300 عمل تنوعت بين الروايات والقصص، فتم نشر روايات "رادوبيس"، "كفاح طيبة"،"القاهرة الجدية"، "خان الخليلي"، "زقاق المدينة"، "السراب"، "بداية ونهاية"، ثلاثية "بين القصرين"، "قصر الشوق" و"السكرية" وغيرها الكثير.
"أولاد حارتنا" تفوز بجائزة نوبل
وصل الأديب المصرينجيب محفوظإلى العالمية بروايته "اولاد حارتنا" بعد نيلها جائزة نوبل في الأدب في 13 تشرين الأول/أكتوبر عام 1988، فأصبح أول أديب عربي يفوز بالجائزة في الأدب.
ومُنعت هذه الرواية من النشر في مصر والتي لا زالت تحدث الجدل حتى يومنا هذا، بسبب موضوعها حول الذات الإلهية ونقد مبطن لثورة يوليو.
أعماله إلى التلفزيون والسينما
تحوّلت أعمال نجيب إلى مسلسلات وأفلام، مثل "اللص والكلاب"، "زقاق المدق"، "بداية ونهاية"، "الشريدة" و"ثرثرة فوق النيل"، كما وتحوّلت قصص قصيرة وروايات إلى مسلسلات مثل "أفراح القبة"، "حديث الصباح والمساء"، "طريق"، وآخرها "بين السما والأرض" و"الملك" الذي لم يعرض بسبب الإنتقادات التي واجهها بعد نشر الفيديو الدعائي للمسلسل، فإتهم بعدم واقعيته والمغالطات التاريخية من ناحية، وإطلالات الممثلين التي لا تمت للواقع الفرعوني بصلة.
محاولة إغتيال فاشلة
نجانجيب محفوظمن الموت بأعجوبة بعد تعرّضه للطعن في 18 تشرين الأول/أكتوبر عام 1995،من قبل مسلح أثناء خروجه من منزله في حي العجوزة بالجيزة.
وتبيّن من خلال التحقيقات أن المسلّح قرر تنفيذ عمليّة الطعن بسبب رواية "أولاد حارتنا"، خصوصاً بعد أن قال حينها أمير الجماعة الإسلامية عمر عبد الرحمن بـ "إهدار دم محفوظ".
كما كشفت التحقيقات أن المتهم أميّ ولم يقرأ الرواية بل كلّف بإغتيال نجيب محفوظ من قبل أمير الجماعة.
وفاته
رحل الأديب العالمي عن عالمنا في 30 آب/أغسطس عام 2006 عن عمر ناهر الـ 94 عاماً بعد معاناة من نزيف في بطانة المعدة ومشاكل بالكلى وفشل القلب، وأُصيب بنوبة قلبيّة أدت إلى وفاته.