انتشر كسرعة البرق، لا بل كالنار في الهشيم، الفيديو الذي يظهر المدعو دكتور فود، وهو يتنمر بوقاحة وفجاجة على بائع الكعك في طرابلس.
على صفحاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نشر المدعو جورج ديب، والذي يلقب نفسه بدكتور فود، فيديو يصوره وهو يشتري كعكة محشوة بالجبنة، من بائع متجول في طرابلس، ليعترض بعدها على كمية الجبنة القليلة داخل الكعكة، واصفاً البائع بالبخيل.
الفيديو المعيب في زمن المجاعة جوبه بحملات متواصلة ومركزة عبر مواقع التواصل، دعت إلى مقاطعة منصات الدكتور فود، تضامناً مع البائع المتجول.
هذا الفيديو الذي أثار غضب العديد من النشطاء والصحافيين، احتل صدارة نشرات الاخبار في لبنان والعالم العربي، المستنكرة والشاجبة لهذه التصرفات المعيبة والمشينة.
قبل أن نحاول توصيف ما اقترفته بحق الإنسانية، إسمح لنا أستاذ ديب بأن ننزع عنك صفة الدكتور، فأنت لا تمت إلى الدكترة بصلة، لا من قريب ولا من بعيد.
لقد تخطيت كل الخطوط الحمر، لا بل أمعنت في تحقير نعم الله، ونقصد الطعام، مهما كان شهياً أو العكس.
جوع الشهرة الذي تعانيه وبشراهة، كان ينبغي أن توظفه من خلال برنامج محترف، على غرار الكثير من برامج الطعام حول العالم، والتي تتعاطى برقي واحترام واحتراف، في تقييم وجبات الطهاة أو الهواة.
ما فعلته طيلة هذه الفترة، وبسماجة ثقل دمك وعنجهيتك، هو أنك حقرت النعم والمأكولات والوجبات. فمن أنت لتقيّم وتجري معادلات المقارنة بين وجبة وأخرى؟ وأن كنت مديراً لأهم المطاعم في العالم، فهذا لا يمحنك حقاً على الاطلاق في أن تفعل هذه الترهات عبر مواقع التواصل. أسلوبك المقزز، وعباراتك المهينة وتصرفاتك المعيبة في رمي الطعام واحتقاره وتدنيسه، يجب أن تُجابه ليس بحملة من المقاطعة، إنما بمحاكمة علنية لمجرم اجتماعي، في زمن أُجبرنا فيه على أن نشتهي تذوق فضلات الطعام.
هذا المدعو ديب، هل يشاهد الذل الذي أوصلونا إليه؟ هل يدرك كم بات سعر ربطة الخبز، وعلبة اللبنة، والجبنة، وكيلو الزيتون، وزيته، وكيلو الأرز والسكر، والمعكرونة، والبطاطا والبيض؟ حتماً لا، ولو كنت تدرك ذلك، لخجلت من نفسك، وصمت إلى الأبد.
تتبجح بشموخ المتكبرين أنك قدمت أفضل خدمة لبائع الكعك المتجول، خصوصاً بعدما قصده المئات لدعمه وشراء كعكة الجبنة. لو تصمت وتبتعد عن التصوير، بدلاً من الإحتيال في التسويق لشراهتك على الشهرة. فذلك الرجل وقور آدمي، يقتات وبسنه التقاعدي، من عرق جبينه، يتحمل حرارة الصيف والشتاء، وطباع أناس على شاكلتك.
رجاء قاطعوا ديب، رجاء واحتراماً لحرماننا وجوعنا أوقفوه وحاكموه. ألا يكفينا ما بلينا فيه، ليأتينا هذا المتجبر بحجة تحسين نوعية الطعام، ليزيد طين فقرنا بلة.