منذ زمن، لم يظهر في لبنان والعالم العربي مخرج يستوقفنا أمام كل مشهد يخرجه، دان حداد يعيد للحداثة رونقها في عالم الكليبات، يرفع من العمل ليزيده فخامة، يفكك أبيات الشعر ويحولها الى مشهدية تجسد التلاحم القائم بين الفن والعلوم، وبين الحاضر والمستقبل.
ندرك جيداً أن المدرسة التي ينتمي إليها دان حداد في عالم الإخراج لا تشبه أياً من المدارس في الأسواق التجارية اليوم.
"حب النفس" قاد دان حداد نحو الجوائز العالمية من خلال كليب "شيزوفرينيا" للفنانة الكويتية شمس كأفضل فيديو كليب في عدة بلدان أجنبية، ليس حب النفس بدافع الأنانية، وإنما من أجل كسب محبة العالم أجمع.
تلى الكليب مشروع، لا بل أطروحة في عالم الإخراج بكليب "ممكن" للفنان العراقي سيف نبيل والفنانة اليمنية بلقيس، مستعيناً بلوحة الرجل الفيتروفي للمبدع الإيطالي ليوناردو دافينشي، التي تجسد التلاحم بين الفن والعلوم، بالإضافة الى وجود تجانس بين جسد الإنسان والكون.
يصور الخيانة على أنها حبكة تحيكها النساء على وقع أكاذيب الرجال في كليب "انتهى" للفنانة بلقيس. يطرح القضية ويقدم الحلول، الحد الفاصل يحسم النتيجة، قطع العلاقة هو العلاج الوحيد لقصص لا تنتهي من الألاعيب والأكاذيب.
يعود إلى عمق الذاكرة في كليب آدم "احلى سنين" ليبرز أحلام الطفولة التي قد تصطدم بحروب الكبار، وتبدلها الأيام وتقصيها الحروب في العالم، حيث تغلبها المعاصي، وتفرّق الهجرة أقرب المقربين.
تستوقفنا هذه الأعمال، ولكن هذا ليس كل شيء، دان حداد لا يكتفي بلعب دور المخرج، بل يشارك في تصوير وإخراج الإعلانات لأهم الشركات العالمية.
الموهبة والخبرة الى جانب الرؤية والبصمة، تصنف دان حداد من بين أهم المخرجين اللبنانيين اليوم على الساحة الفنية، إبداعه يستحق التصفيق.