قام المصمم اللبناني ماجد بو طانوس بتصميم غفّارة لغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من الحرير الطبيعي الابيض، يتوسطها من جهة الظهر خريطة لبنان، فوق خريطة لبنان ومن وسطها، من العاصمة بيروت، قلب الوطن النابض، بدلًا من غمامة الموت التي ارتفعت في سمائه بعد الانفجار، ارتفع المسيح المنتصر على الموت، رافعًا راية الانتصار وجاذبًا اليه جميع الشهداء الذين سقطوا في الرابع من آب ٢٠٢٠، فالبطريرك الماروني الذي أُعطي مجد لبنان، بدوره أيضًا يحمل هذا الوطن على منكبيه كما حمل المسيح صليبه.
إنتصبت بخيوط من الذهب أرزة لبنان عند قدميّ المسيح، اللتين وطأتا ارض لبنان، هذا البلد الذي ورد ذكره ٧٢ مرةً في الكتاب المقدس، ، أرز الرب الذي ورد ذكره أيضًا ٧٥ مرة في الكتاب المقدس، أرزة العلم اللبناني، هذه الارزة التي من اجلها سقط الشهداء وتشرد الابرياء وسفكت الدماء، تتساقط منها قطرات الدماء، كيف لا وهي راية هذا الوطن ورمزه، وبقدرة الله وعنفوان وصمود اللبنانيين ستبقى خالدة إلى الأبد.
أما الإكليل من الشوك الاخضر، التاج الذي وُضع على هامة المسيح على الصليب فبدا يلف لبنان والأرز ، لبنان الذي أرتفع على صليب الشهادة مرارًا وهو كما المسيح، يساق الى الذبح كحمل لم يفتح فاه.
وتحولت قطرات الدم إلى وابل من الورود الحمراء، حملت كل واحدة منها وبخيوط الذهب اسم شهيد، تناثرت في فضاء هذه الغفّارة، ورود حمراء، لون الحب لأن شهداءنا الابرياء أحبوا لبنان "إلى الغاية"،ورود حمراء، دماء ذكية قدمت على مذبح الوطن…كما نبت القمح في مرفأ بيروت المنكوب، نبتت بين الورود سنابل القمح، دماء جميع الشهداء، شهداء "لبنان الرسالة"إمتزجت بالقمح، رمزًا لتعب الانسان وجهده في تقدمة مقدسة على مذبح الوطن، لبنان "الشركة و المحبة".
إشارة إلى أن ماجد بو طانوس مصمم أزياء وأستاذ جامعي محاضر، يسعى دائماً إلى التجدد في مسيرته. لم يكتف بالتصميم لكبار الفنانين وللمسلسلات التلفزيونية والأعمال المسرحية، إنما إنتقل الى الملابس الدينية، وتمكن من أن يترك بصمة مهمة وصلت الى الفاتيكان. عرض في روما مجموعة أزياء وصفت بـ "دولتشي اند غابانا الشرق".