ربما الفنان اللبناني أيمن زبيب ليس بحاجة إلى أي إشادة صحفية أو إعلامية بصوته وموهبته وحضوره وتواضعه، لأن ما قدمه خلال مسيرته الفنية، شكل لوحة متكاملة في مضمونها، ثقة الناس، والقدرة على ثبات إسمه في الصدارة، رغم كل الشائعات التي طالته، والحروب التي تعرض لها، وفبركة من حوله، حكايات لا تنتمي إلى عالمه وتربيته وقناعاته وحبه للفن والحياة، ولا شك أن الإنجازات التي حققها، ساهمت في بلورة شخصيته، والشفافية الكامنة في تفاصيلها العامة، وحتى في أوج الأزمات التي مر فيها، بقي أيمن في موقعه، ولم يتراجع بعد أن تمسك بنفسه وبمحبة الآخرين له، وكان على قدر المواجهة التي لم تكن سهلة.
أيمن الغارق في موهبته ونقاء حنجرته وأحاسيسه، دفع ثمن نجوميته، لكنه لم يصل إلى مرحلة الإفلاس، وتحول إلى معادلة من الصعب إلغاء حضورها بين الناس على إمتداد مساحة لبنان والوطن العربي، فالشاب يملك كنزاً من الفن والعطاء، حتى في خلال الأزمة التي عصفت بالساحة الفنية اللبنانية والعربية، نتيجة تفشي فيروس كورونا وسقوط الحفلات والمهرجانات والمناسبات الخاصة في حفرة الجمود، وهي حالة عانى منها كل الفنانين، من دون استثناء.
أيمن ما زال يراهن على الفن الجميل، النابع من احساسه ومدرسته الغنائية الخاصة، ولم يفقد الأمل بالمستقبل، الذي زرع بذوره في الماضي، وحصنها بشغفه، وخصوصيته في الحاضر، ورهانه في كل المراحل، على النوعية، بعيداً عن دوامة الكمية.
أيمن زبيب إحساس يدغدغ القلب والعقل، وصوت يجمع بين العاطفة والعنفوان.