رحل الشاعر السوداني محمد طه القدال أمس، عن عمر ناهز الـ70 عاماً، بعد رحلة طويلة من العطاء الشعري، الذي ألهم الكثير من السودانيين، وتغنى بشعره الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد، إضافة إلى مجموعة "عقد الجلاد".
بدأ القدال مسيرته الشعرية في نهاية ستينيات القرن الماضي، لكن نجمه سطع بقوة في بداية الثمانينيات، وبرز شاعراً ثورياً وجد شعره صدى كبيراً في الشارع السوداني في ذلك الوقت، وكان أحد الملهمين لإنتفاضة نيسان/أبريل 1985، التي أطاحت بالرئيس السوداني الراحل جعفر النميري، كما كان أيضاً أحد الملهمين لثورة ديسمبر، التي أطاحت بنظام الإخوان في نيسان/أبريل 2019.
وخلال العقود الثلاثة الماضية، إكتسب حضوراً جماهيرياً كبيراً إلى جانب الراحلين محجوب شريف ومحمد الحسن حميد، اللذين سطع نجمهما أيضاً في مجال الشعر الثوري والتراثي.
وكرس القدال حياته من أجل الشعر ونشر الثقافة والتراث، مركزاً على الشعر الثوري السهل أحياناً، والموغل في المعاني العميقة أحياناً أخرى، الذي يمجد الحياة والوطن والحرية ورفاه الإنسان.
وعُرف القدال - الذي هجر دراسة الطب - من أجل التفرغ للشعر - بمفرداته الخاصة المستمدة من البيئة الثقافية واللغوية، التي نشأ فيها في منطقة "الجزيرة" وسط السودان، وصنفه الشاعر المصري الراحل عبد الرحمن الأبنودي واحداً من أفضل الشعراء العرب.