أمام النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "ملوك الجدعنة" خلال شهر رمضان المبارك، لا نبالغ إن قلنا إنه كان من أكثر الاعمال مشاهدة بين كافة الاعمال المعروضة، إذ تصدّر الترند يومياً، واحتل المراتب الأولى في أكثر من 25 دولة، بينها لبنان ودول عربية وغربية كأكثر الأعمال العربية مشاهدة ومتابعة، في سابقة تحوّلت إلى حالة وسط الجمهور، بعدما أصبحت صور بطلي العمل منتشرة في الشوارع المصرية والعربية، الأمر الذي دفع بمنتج العمل صادق الصباح، إلى إنتاج جزءٍ ثانٍ من المسلسل.
صادق الرجل الصلب المبدع، الذهبي بنجاحه، الذي يوفر كل مستلزمات ومقومات النجاح لأي عمل يقرر انتاجه، ما يجعل من إسمه الرقم الصعب في الإنتاج الدرامي على مستوى لبنان والعالم العربي.
شركة الصباح التي أنتجت هذا العمل الضخم، وضعت مجهوداً كبيراً وميزانية ضخمة في الديكور الخاص، إذ وعلى مدى خمسة أشهر، تم تشييد حارة مصرية قديمة بتصاميم مبدعة ورائعة في البلاتيا في لبنان على مساحة 5 آلاف متر مربع.
بالانتقال إلى مضمون العمل، الذي كتبه عبير سليمان وأمين جمال، وأخرجه أحمد خالد موسى، فقد صوّر رحلة صعود ملحمية نحو الثراء، يخوضها صديقان من منطقة شعبية، يدخلان معاً عالم التجارة والبزنس، وسط أجواء من المنافسات والمكائد والأكشن، تتقاطع مع العالم السفلي للجريمة.
فقد أبدع الثنائي البطل مصطفى شعبان وعمرو سعد في تجسيد دوريهما بكثير من الاحتراف والمهنية، والاندماج الكامل بالشخصية. هذا الثنائي الذي صور المروءة والشرف والكرم حتى بعد الثراء، في رسالة مباشرة، موجهة إلى مجتمعنا المشحن بالخذلان والطغيان والتسلط.
فيما يُعتبر المسلسل آخر أعمال الراحل الكبير يوسف شعبان، الذي أبدع بدوره، وقد أتقن الممثل عمرو عبد الجليل لعب الدور الأكثر شراً على الاطلاق في العمل.
أما الممثلة رانيا يوسف، التي جسدت دور شقيقة الممثل مصطفى شعبان، فشكل دورها مفاجأة للجمهور، من خلال مهنيتها والتزامها بالمشاهد، بعيداً عن إطلالاتها المثيرة للجدل خارج إطار العمل.
إشارة إلى أن المسلسل ضم نخبة أيضاً من النجوم، نذكر منهم ياسمين رئيس، دلال عبد العزيز، أحمد صفوت ووليد فواز.
ورغم أن العمل عرض في شهر رمضان المبارك الماضي، إلا أننا بفضل عرضه عبر منصة "شاهد"، إستطعنا مشاهدته لاحقاً بعد الشهر المذكور، كونه عملاً يستحق المشاهدة، إذ إن كثرة الأعمال في لبنان، حالت دون مشاهدتنا له في ذلك الوقت.