شغل زواج الممثل المصري من أصل عراقي الراحل نجيب الريحاني من الفنانة اللبنانية الراحلة بديعة مصابني في العشرينيات من القرن الماضي، الرأي العام المصري وكانت علاقتهما غامضة، ما حرك فضول العديد من محبيهما خصوصاً حول ما إذا كانا تزوجا عن حب أو بسبب الشهرة.
ويعود اللقاء الأول بين الريحاني ومصابني إلى عام 1921 حين عرضت عليه أن يستمع إلى غنائها ويقيم موهبتها ففعل، وأعجبه صوتها واتفق معها على الغناء في اليوم التالي، ولكنها اختفت ولم تأتِ، فنسيها نجيب حتى قام برحلة مع فرقته إلى لبنان، فقابلها واعتذرت له على اختفائها بسبب سفرها إلى لبنان، وكانت قد افتتحت صالة للرقص، فاتفق معها على أن تعمل معه خلال إقامته بلبنان وسوريا.
ولدى عودته إلى مصر رافقته بديعة كممثلة في الفرقة، وقدمت دور البطولة في فيلم "الليالي الملاح" الذي حقق نجاحاً.
وبعد عدة لقاءات فنية وعاطفية بينهما، اتفق نجيب وبديعة على الزواج، وطالعت مجلة «التياترو» القراء بعددها الصادر في سبتمبر عام 1924، بخبر زواج قطبي الرقص والكوميديا بديعة حبيب مصابني ونجيب إلياس الريحاني بكنيسة السرايا، وقد حمل العقد توقيع الريحاني باللغة العربية، بينما وقعت العروس بالحروف اللاتينية، كما نشرت المجلة تقريرًا عن العروسين ملحقًا بصورة زفافهما، وفيها ظهر الريحاني بادي النحافة واقفًا بجوار عروسه ذات الفستان والطرحة البيضاء.
وانتشرت على إحدى صفحات مواقع اتوالصل صورة نادرة من زفاف نجيب الريحاني وبديعة مصابني نعرضها لكم :
خفايا انفصال نجيب الريحاني وبديعة مصابني
حدث خلاف كبير بين الزوجين فبديعة تحب حياة الأسرة وهو يعشق الانطلاق، بالإضافة إلى عدم قدرتهما على الإنجاب مما دفع بديعة إلى تبني طفلة صغيرة تُدعى جولييت وأعطاها الريحاني اسمه رسميًا، ومع ازدياد الخلاف بينهما طلبت الزوجة الطلاق ولكنه حاول إرضائها بشتى الطرق دون فائدة. وفي النهاية لجأ الريحاني وبديعة إلى الكنيسة بالقاهرة لتطليقهما، وهو ما تم رفضه بشدة لأن المذهب الكاثوليكي لا يسمح بالطلاق، فاتفق الزوجان على استمرار الزواج ولكن اشترطت بديعة «الانفصال الجسدي» بينهما واضطر الريحاني إلى قبول شرطها، وتركت بديعة بعد ذلك بيت الزوجية وفرقته المسرحية، لتؤسس صالتها الليلية التي حققت بها نجاحًا مذهلًا واستقطبت من خلالها العديد من النجوم .
نجيب الريحاني لم يعبر عن حبه او كرهها لها بل كأنه أرغم على الزواج منها، ولكن رغم ذلك فهي أحبته وعند وفاته كانت قد أصيبت بحالة نفسية سيئة وانهارت من البكاء برغم أنها لم تكن زوجته حينها.