ولد المخرج السوريغسان جبريفي حي الشعلان الدمشقي، يوم 3 أيلول/سبتمبر عام 1933، وتوفي في 14 شباط/فبراير عام 2019، وهو من أوائل مخرجي ومنتجي الدراما السورية، ومن رواد العمل التلفزيوني في سوريا وأحد المؤسسين له.
حصل على إجازة في الحقوق من جامعة دمشق عام 1962، وعلى شهادة تدريب على الإخراج في ألمانيا عام 1966، ومارس الإخراج المسرحي والتلفزيوني منذ عام 1961.
متزوج من الفنانة التشكيلية المعروفة أسماء فيومي، وأنجبا 4 أبناء، هم "هادي"، "فادي"، "سومر" و"زيد".
نشأته
كانت أسرته تسكن في بيت الجد في الشاغور، لكن الجد إضطر لبيع البيت لإبن عمه بسبب ضائقة مالية، أما والده فهو تاجر دمشقي كبير، درس في "كلية سان مارك" في الإسكندرية، حيث ولد، فتربى غسان جبري في المدارس الفرنسية هو وإخوته.
كان جده من كبار تجار القطن، وكان يملك منازل عديدة في دمشق وبيروت وحيفا والإسكندرية، لكن في عام 1917 أعلن إفلاسه بعد أن راهن على إنتصار ألمانيا في الحرب، فحوّل ليراته الذهبية إلى عملة ألمانية.
هكذا، عادت الأسرة إلى دمشق، وعانت بعد ذلك الفقر، لكنها لم تتخل عن طموحاتها في التعليم والإنفتاح على الحياة العصرية، بكامل تجلياتها في الفن والثقافة والسياسة. أما الجدة، فقد استشهدت في عام 1936 على أيدي الفرنسيين، بعد أن أُغتيلت لأنها كانت تساعد ثوار الغوطة، وهي في الـ56 من عمرها.
الظروف المالية والسياسية التي عصفت بسوريا ما بين الحربين، جعلت غسان جبري وإخوته يختارون العلم طريقاً وحيداً، للخروج من كل الأزمات.
درس غسان جبري الإبتدائي بمدرسة طارق بن زياد في حي المهاجرين، ومدرسة إبراهيم هنانو في منطقة الجسر الأبيض، ومدرسة معاوية في المرجة، ثم إنتقل إلى التجهيز الأولى وحصل على الشهادة الثانوية، وبعدها سجّل في الجامعة السورية كلية الآداب، ثم إنتقل إلى كلية الحقوق، وعُيّن موظفاً في البريد، ومع إنطلاق البث التلفزيوني عام 1960، أدرك هدفه في الحياة.
حياته المهنية
شغل غسان جبري رئيس دائرة التمثيليات، دائرة المخرجين، ودرّس في المعهد العالي للفنون الدرامية، وفي مركز التدريب التابع لجامعة الدول العربية، ثم أُرسل إلى ألمانيا في دورة تدريبية إستمرت 6 أشهر، لكنه قبل العمل في التلفزيون، كان عضواً مؤسساً في "ندوة الفكر والفن" عام 1958، بإدارة رفيق الصبان وعضوية مجموعة من المثقفين الكبارن منهم صلحي الوادي ويوسف حنا وزكريا تامر وجورج طرابيشي.
عمل غسان جبري مخرجاً مساعداً مع رفيق الصبان في مسرحيات "ليلة الملوك"، "أنتيغون"، "يوليوس قيصر"، وبعد إنتقاله إلى التلفزيون لم تنقطع صلته بالمسرح.
دُعي للعمل من أغلب المحطات العربية في الأردن والإمارات والكويت ولبنان وأثينا ولندن وقطر والسعودية، وهو أول مدرّس في المعهد التابع لجامعة الدول العربية، وأول من درّس تقنيع الإذاعة والتلفزيون في المعهد العالي للفنون الدرامية.
أعماله
أخرجغسان جبري50 مسلسلاً، إضافة إلى 30 فيلماً تلفزيونياً درامياً ووثائقياً، وعدداً من المسرحيات أطلق خلالها عدداً كبيراً من نجوم الدراما السورية.
يُعتبر غسان جبري صاحب أول عمل شامي، وصاحب أول عمل بدوي وأول عمل إجتماعي معاصر، وأول عمل تاريخي.
من مسلسلاته، نذكر "أعيدوا صباحي" عام 2006 و"العودة القاتلة" عام 2004 و"صور ضائعة" عام 2003 و"الطير" و"النصية" عام 1998 و"القيد" عام 1996 و"طرائف أبي دلامة" عام 1993 و"كهف المغاريب" عام 1991 و"لك يا شام" عام 1989 و"بقايا وجوه" عام 1984 و"وضحة وابن عجلان" عام 1975 و"انتقام الزباء" عام 1974 و"الدولاب" و"حكايا الليل" عام 1972.
الجوائز
حصل غسان جبري على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية في سوريا والشرق الأوسط، منها شهادة تقدير من مهرجان بغداد عام 1972 عن تمثيلية "الغرباء لا يشربون القهوة"، شهادة تقدير من نقابة الفنانين السوريين عام 1993، شهادة تقدير من وزارة الإعلام بمناسبة عيد التلفزيون عام 2017 وشهادة تقدير من وزارة الإعلام بمناسبة الحركة التصحيحية عام 2017.