بالترانيم والصلاة أضيئت زينة الأشرفية، رغم الدمار الذي يحيط بها من كل حدب وصوب، وجاءت الشجرة لتؤكد أن النور لا بد أن ينبعث من جديد، لينفض عنه الركام، ويكسر جدار الخوف واليأس والإحباط.
بعد انفجار مرفأ بيروت الذي وقع يوم 4 آب، لا شيء يعزي أهالي منطقة الأشرفية، ويعوّض ما خسرته من ضحايا عند الساعة السادسة والدقيقة السابعة من ذلك اليوم المشؤوم، فعادت جمعية "عيش الأشرفية" الى هذا التوقيت، لتطلق رسيتالاً ميلادياً يعزي أهالي المنطقة، ولو بذكرى جميلة قضوها مع من خسروهم في مناسبات سابقة، في "ليلة الميلاد"، وكم هم اليوم في حاجة الى زيارة من ملك المجد، فرنموا"روح زورن ببيتن"، قلوب أصبحت في حاجة الى ولادة جديدة، ولادة حقيقية مع يسوع، فرنموا "ولد المسيح هللويا" و"يا نبع المحبة" و"يا رعاة خبرونا"، وترانيم أخرى اختارها أستاذ الموسيقى وقائد الجوقة طوني البايع، علها تواسي أهالي الأشرفية في هذه الظروف الصعبة.
شجرة مزينة ومغارة وإسطبل، بخلفية مبنى كهرباء لبنان المدمّر، وبين أحضان تمثال مريم العذراء صورة السيدة إيفيت ميني التي سقطت ضحية الإنفجار، مشهد مبكي يجعلنا نتساءل اليوم "أين العيد من كل هذا؟ كيف ننهض من جديد؟"، بعد مرور 4 أشهر على الإنفجار، جاءت هذه المبادرة برعاية الوزير السابق ميشال فرعون ومحافظ بيروت القاضي مروان عبود، وبالتعاون مع جمعيات تجار الأشرفية، الرميل وإنماء الجميزة.
ورأى القاضي مروان عبود "أن الإحتفال بعيد الميلاد هذه السنة سقطت عنه مظاهر الغنى، ويتوحد الجميع على معانيه الروحية".
وقال الوزير السابق ميشال فرعون في كلمته إنه "على الرغم من حالة الغضب والجرح والضياع التي يمر بها أهالي المنطقة المنكوبة، لا يمكننا إلا أن نتمسك بقيمنا وبإيماننا وبالأمل المسيحي الذي يتجدد كل سنة مع ولادة المخلص".
وأضاف :"لعل تلك المشاعر تتكامل لتحقيق أهداف أساسية، منها محاسبة كل من كان السبب في إدخال الظلام إلى بيوتنا في الأشرفية، ولنندفع إلى بناء لبنان من جديد".