مرة جديدة، يتمكن مهرجان أجيال السينمائي من التفرّد والتميّز بكسره طوق جائحة كورونا- كوفيد 19 وتغريده منفرداً خارج سرب المهرجانات الأخرى، وذلك من خلال تقديمه النسخة الثامنة بطريقة مدمجة حافظ خلالها على الإجراءات الوقائية وقواعد التباعد الاجتماعي.
النسخة الثامنة من المهرجان السنوي، الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، إختتمت فعالياتها بحفل ختامي تمّ خلاله الإعلان عن أسماء الفائزين في مسابقتي حكام أجيال وصنع في قطر، وذلك داخل الحي الثقافي كتارا، بينما تمّ نقل أجواءه ببث مباشر في سينما السيارات الخاصة بالمهرجان في لوسيل، وعلى شاشة تلفزيون قطر أيضاً.
إقتصر حضور الحفل على بعض الشخصيات الرئيسة، وذلك نظراً لضروريات الحفاظ على المسافة الاجتماعية، إذ سعت إدارة المهرجان إلى الموازنة بين الفعاليات الافتراضية وفعاليات الحضور الشخصي بما يتماشى مع الإرشادات الحكومية ويحفظ صحة جميع المشاركين في المهرجان باعتبارها أولوية قصوى. وتميّز الحفل الختامي بحضور رئيسة مجلس أمناء مؤسسة الدوحة للأفلام الشيخة الميّاسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، التي خصّت حكام أجيال والحضور بكلمة ألقتها عبر الإنترنت، ووزير الثقافة والرياضة صلاح بن غانم العلي الذي قدّم الجوائز للفائزين في مسابقة "صنع في قطر"، ومديرة المهرجان والرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام فاطمة الرميحي التي ألقت كلمة توجهت خلالها بالشكر إلى الجهات القيادية وكيانات القطاعين العام والخاص والجهات الراعية والمتطوّعين وصانعي الأفلام وأعضاء لجنة التحكيم على دعمهم للمؤسسة خلال استضافة هذا الحدث المميز. وقالت: "فيما نُسدل الستار عن النسخة الثامنة من المهرجان، أود أن أعبر عن امتناني الشديد لدعمكم وإيمانكم الراسخ بقوة السينما في إحداث تغيير هادف في العالم وإلهامنا لمواجهة تحديات هذا العام بحس من التعاطف والإنسانية. لقد أسعدتني رؤية شغفكم وطاقتكم وحماسكم لإبقاء الحوار السينمائي قائماً، والمساهمة في تحقيق مهرجان أجيال السينمائي هذا العام. يتواصل مجتمع أجيال حول العالم لدفع حدود الإبداع والتوحد من أجل نسخة مميزة عبر مساحة افتراضية من التعاون الخيالي. ورغم أن هذه النسخة برزت في البداية كتحدّ شبه مستحيل، إلا أنكم ساهمتم في تحويله إلى واقع ملموس وتجربة مميزة بالفعل".
وحانت اللحظة المنتظرة لبدء إعلان نتائج المهرجان وتوزيع الجوائز على الفائزين، فقد تنافس ضمن برنامج "صنع في قطر" 16 فيلماً روائياً ووثائقياً ومقالات تأملية لـ 18 مخرجاً قطرياً ومقيماً في قطر، وتألفّت لجنة التحكيم من المخرج كمال الجعفري، الملحنة دانا الفردان والمنتجة ماري بالدوتشي. أما لجنة حكام أجيال الدولية- التي شارك الكثير من أعضائها افتراضياً من جميع أنحاء العالم- فاختارت الفائزين بجوائز مسابقة لجنة الحكام لهذا العام. وتمّ تقسيم الحكام إلى ثلاث فئات عمرية: محاق (8-12 سنة)، هلال (13-17 سنة)، وبدر (18-25 سنة) لتقييم مجموعة مختارة تتألف من 22 فيلماً روائياً، و58 فيلماً قصيراً.
وجاءت الجوائز على الشكل التالي:
جائزة لجنة الحكام الخاصة: "غريب".
جائزة عبد العزيز جاسم عن أفضل أداء: أمينة هلال عن "رايها"
جائزة أفضل فيلم وثائقي: "آندر"
جائزة أفضل فيلم روائي: "رايها"
أما الفائزون بجوائز مسابقة لجنة الحكام فهم:
عن فئة محاق:
جائزة أفضل فيلم قصير: "أمل"
جائزة أفضل فيلم روائي طويل: "دينو دانة"
عن فئة هلال:
جائزة أفضل فيلم قصير: الهديّة
جائزة أفضل فيلم روائي طويل: خورشيد
عن فئة بدر:
جائزة أفضل فيلم قصير: "أخت رجال"
جائزة أفضل فيلم روائي طويل وجائزة الجمهور: "200 متر"
وأخيراً جائزة جمهور بريق:
جائزة أفضل فيلم قصير: "ومضة صغيرة"
ومع إعلان نتائج الأفلام الفائزة بجوائز المهرجان، إختتمت النسخة الثامنة من مهرجان أجيال السينمائي السنوي فعالياتها، على أمل اللقاء في نسخة جديدة ومتجددة بعد انحسار الوباء عن العالم وعودة الحياة إلى طبيعتها ليتنفّس الطموحون إبداعاً ويروي صنّاع السينما عطش عشاقها.