ستحتلّ لوحة جون فردريك لويس، "البازار البيزنطي في خان الخليلي بالقاهرة"، صدارة المشهد في مزاد الفنون الاستشراقية الذي تقيمه دار "كريستيز" للمزادات في 18 نوفمبر الجاري بالعاصمة البريطانية لندن.
وسوف تعرض اللوحة التي رسمها فردريك (1805-1876) في العام 1872، في المزاد بسعر تقديري يتراوح بين 3 و5 ملايين جنيه إسترليني.
وتُعد هذه اللوحة أحد آخر أعمال المستشرق الإنجليزي والتي بقي القليل جدًا منها في حوزة مالكين أفرادًا، وتُصوِّر مشهدًا من البازار البيزنطي في حيّ خان الخليلي، أحد أشهر أحياء القاهرة وأعرقها.
وبهذه المناسبة، أكّد آرن إفروين أحد كبار المختصين في الفنون الأوروبية لدى كريستيز، أن لوحة "البازار البيزنطي في خان الخليلي بالقاهرة" تُعدّ إحدى أكبر لوحات جون فريدريك لويس التي تُعرض للبيع في مزاد، مشيرًا كذلك إلى كونها واحدة من آخر الأعمال الكبيرة لهذا الفنان المتبقية في حوزة مالكين أفراد، وقال: "كريستيز هي دار المزادات الرائدة في تداول لوحات لويس بلا منازع، كما أننا نحوز الرقم القياسي العالمي لأسعار لوحات هذا الفنان التي بيعت في أي مزاد، علاوة على ستة من أعلى عشرة أسعار للوحاته، وإنه لمن دواعي سرورنا أن نتيح هذا العمل المهم للسوق العالمية".
الفنون الاستشراقية
الاستشراقية الفنية هي المنظور الذي يرى منه فنانون من الغرب جوانب الحياة في الشرق. ففي القرن التاسع عشر، زار رسامون أوروبيون من بلدان مختلفة، لا سيما إنجلترا وفرنسا وألمانيا، المناطق التي نعرفها الآن باسم الشرق الأدنى والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ورسموا ما رأوه فيها بإعجاب وانبهار.
الرسام
جون فردريك لويس، الذي وُلد في لندن 14 يوليو 1805 وتوفي في 15 أغسطس 1876، رسام إنجليزي مستشرق تخصص في المناظر الشرقية والمتوسطية، وأقام في مصر لمدة عقد تقريبًا بين العامين 1840 و1851. وقد أرسى تجسيده الدقيق والمحب للعمارة الإسلامية والمفروشات والأقمشة والأزياء، معايير جديدة للواقعية أثّرت في فنانين آخرين.
اللوحة
رُسمت لوحة "البازار البيزنطي في خان الخليلي بالقاهرة" في العام 1872 في استوديو لويس الواقع بالقرب من قصر هامبتون كورت في بلدة والتون أون تيمز بمقاطعة سَري.
وتصوّر اللوحة جانبًا سوق الغورية الكبير، الذي كان آنذاك السوق الرئيس للملابس في القاهرة والامتداد الجنوبي لحي خان الخليلي، وتُعدّ هذه اللوحة أروع صوره وأكثرها حيوية وعُمقًا لداخل أحد الأسواق، وهي تناقض لوحاته السابقة التي صور فيها الأسواق بمجموعات تركيبية أصغر أو بصور فردية للتجار.
ومن أكثر ما يلفت الانتباه في اللوحة قدرة الفنان على تحقيق التوازن التركيبي بين الأشخاص والمساحة المعمارية. واستطاع لويس أن يلعب بالضوء بإبهار إذ خاض في التعقيدات والأنماط البصرية التي أحدثتها أشعة الشمس الخافتة.